logo-img
السیاسات و الشروط
( 27 سنة ) - العراق
منذ سنة

مشاكل عائلية

سلام عليكم أنا متزوجة ولدي مشاكل مع عمتي (أم زوجي) وأخواته. وهذه المشاكل هي على أمور بسيطة مثل عمل البيت، فعندما أقوم بالتنظيف مثلاً فإنهم لا يرضون به، وإذا تكلمت معهم بكلمة فإنهم يريدون الكلام مضاعفاً، وتصبح مشكلة كبيرة. شكوت لزوجي سوء هذه المعاملة معي من قِبَل أهله فكان جوابه لي بأن أسكتي وعندما يشتد النقاش يقوم بضربي ولا يتكلم مع أهله أو يستفسر منهم سوء هذه المعاملة معي ولا يدافع عني كي لا يزعل أحد منهم، علماً أني لم أقصر بالعمل والله يشهد وهذه اتهامات باطلة. هل يحق له ضربي؟ هل يحق له سوء المعاملة معي لدرجة أني أمتنع عن الأكل وابقى في حالة يرثى لها؟


وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته ابنتي الكريمة، قبل ان ندخل في معالجة المشكلة لابد أن تعرفي أمراً مهماً وهو أن هذا زوجك والمفترض هناك مساحة من التفاهم بينكم والحوار الهادئ للحديث بموضوعية كي تستمر الأسرة ويمكن لكم بناء بيت مستقر. من خلال هذه الجلسات يمكن حل المشاكل التي تعرض لكم مستقبلاً، وهذه ضرورة لابد من ايجادها (ابنتي الكريمة) وهو الحوار الهادئ بينكم. أما بالنسبة للضرب؛ فهذا سلوك غير صحيح أبداً من الزوج وينبغي أن لا يتكرر منه، وإن تكرر فأبلغيه بحرمته وبنفس الوقت - كما اوصيناكم - لابد من المعالجة للأمور بينكم بالحوار الهادئ واللطيف والمودة، وإياكم واستفزاز الزوج فإن الزوج لما يستفز تصدر منه تصرفات غير محسوبة خصوصاً مع ضغوط الحياة الإجتماعية والمعيشية، لا نقول أن هذا مبرر له للضرب إنما هذه من المشاكل المستعصية لأغلب الأزواج. مضافاً لما تقدم أنتِ بحاجة إلى الصبر، فحاولي أن تحلي المشاكل التي بينك وبين أخوات زوجك وعمتك بأسلوب هادىء ولا تجعلي الأمور تصل إلى حد تتأزم فيه المشكلة وتخرج عن السيطرة إلى حد يصل للتجاوز والتعدي، فإذا ما رأيت الأمور تسير إلى هذه المرحلة فحاولي التهدئة ولا تصعبي الموقف قدر ما تستطيعين. روي عن رسول الله (صلى الله عليه وآله): «أعظم الناس حقاً على المرأة زوجها، وأعظم الناس حقاً على الرجل أمه». وعن الإمام الباقر (عليه السلام): «لا شفيع للمرأة أنجح عند ربها من رضا زوجها». وعن رسول الله (صلى الله عليه وآله): «ويل لامرأة أغضبت زوجها، وطوبى لامرأة رضى عنها زوجها». وروي عنه (صلى اللّه عليه وآله): «ألا أخبركم بخير نسائكم؟ قالوا بلى يا رسول اللّه فأخبرنا، فقال: إن من خير نسائكم الولود الودود، الستيرة، العفيفة، العزيزة في أهلها، الذليلة مع بعلها، المتبرجة (أي المظهرة لزينتها) مع زوجها، الحصان مع غيره (أي المتحصنة)، التي تسمع قوله، وتطيع أمره، وإذا خلا بها بذلت ما اراد منها، ثم قال: ألا أخبركم بشر نسائكم؟ قالوا بلى، فقال: إن من شر نسائكم، الذليلة في أهلها، العزيزة مع بعلها، العقيم الحقود ، التي لا تتورع عن قبيح ، المتبرجة ، إذا غاب عنها بعلها الحصان معه إذا حضر، التي لا تسمع قوله، ولا تطيع أمره، وإذا خلا بها تمنعت تمنع الصعبة عند ركوبها، ولا تقبل له عذراً، ولا تغفر له ذنباً». الخلاصة ابنتي الكريمة، من هذه الأخلاق التي علمنا إياها رسول الله (صلى الله عليه واله) انطلقي في التعامل مع زوجك رغم ما بدر منه كوني قريبة منه ولا تبتعدي، حافظي على أسرتك قدر ما تستطعين فجهاد المرأة في بيتها تحافظ عليه وتحميه وتزينه، وقد روي عن النبي (صلى الله عليه وآله) أنه قال: «مَن صَبَرَت عَلى سوءِ خُلُقِ زَوجِها؛ أعطاها مِثلَ ثَوابِ آسِيَةَ بِنتِ مُزاحِمٍ». علماً أن ما ذكرته أنتِ من تصرف صدر من زوجك بضربك والتعدي عليكِ فهذا الفعل غير جائز شرعاً وهو بذلك قد ارتكب إثماً وأنتِ بدوركِ حاولي أن لا تكوني عصبية معه فإن المشاكل لا تحل بهذه الطريقة. نسأل اللّٰه تعالى أن يُغير حالكِ إلى أفضل حال بحق محمد وآله صلوات اللّٰه عليهم أجمعين. ودمتم في رعاية اللّٰه وحفظه

3