بدون اسم ( 25 سنة ) - العراق
منذ 3 سنوات

تفسيرالكوثر

السلام عليكم ما معنا قوله تعالى إِنَّا أَعْطَيْنَاكَ الْكَوْثَرَ


الكوثر ": من الكثرة، وبمعنى الخير الكثير، ويسمى الفرد السخي كوثرا. وفي معنى " الكوثر " ورد أنه لما نزلت سورة الكوثر صعد رسول لله (صلى الله عليه وآله وسلم) المنبر فقرأها على الناس. فلما نزل قالوا: يا رسول الله ما هذا الذي أعطاك الله؟ قال: " نهر في الجنة أشد بياضا من اللبن، وأشد استقامة من القدح، حافتاه قباب الدر والياقوت... ". وعن الإمام الصادق (عليه السلام) في معنى الكوثر قال: " نهر في الجنة أعطاه الله نبيه عوضا من ابنه " وقيل: هو حوض النبي الذي يكثر الناس عليه يوم القيامة. وقيل: هو النبوة والكتاب، وقيل: هو القرآن. وقيل: كثرة الأصحاب والأشياع. وقيل: هو كثرة النسل والذرية وقد ظهرت الكثرة في نسله من ولد فاطمة (عليها السلام) حتى لا يحصى عددهم، واتصل إلى يوم القيامة مددهم، وروي عن الصادق (عليه السلام) أنه الشفاعة الفخر الرازي نقل خمسة عشر رأيا في تفسير الكوثر، ولكن هذه التفاسير تبين غالبا المصاديق البارزة لمعناها الواسع وهو " الخير الكثير ". نعلم أن الله سبحانه أعطى رسوله الأكرم (صلى الله عليه وآله) نعما كثيرة، منها ما ذكره المفسرون في معنى الكوثر وغيرها كثير، وكلها يمكن أن تكون تفسيرا مصداقيا للآية. على أي حال، كل الهبات الإلهية لرسول الله (صلى الله عليه وآله ) في كل المجالات تدخل في إطار هذا الخير الكثير، ومن ذلك انتصاراته على الأعداء في الغزوات، بل حتى علماء أمته الذين يحملون مشعل الإسلام والقرآن في كل زمان ومكان. ولا ننسى أن كلام الله سبحانه تعالى لنبيه في هذه السورة كان قبل ظهور الخير الكثير. فهو إخبار بالمستقبل القريب والبعيد، إخبار إعجازي يشكل دليلا آخر على صدق دعوة الرسول الأعظم (صلى الله عليه وآله ). هذا الخير الكثير يستوجب شكرا عظيما، وإن كان المخلوق لا يستطيع أداء حق نعمة الخالق أبدا. إذ أن توفيق الشكر نعمة أخرى منه سبحانه. ولذا يقول سبحانه لنبيه: فصل لربك وانحر. قلنا إن " الكوثر " له معنى واسع يشمل كل خير وهبه الله لنبيه (صلى الله عليه وآله)، ومصاديقه كثيرة، لكن كثيرا من علماء الشيعة ذهبوا إلى أن " فاطمة الزهراء (عليها السلام) " من أوضح مصاديق الكوثر، لأن رواية سبب النزول تقول: إن المشركين وصموا النبي بالأبتر، أي بالشخص المعدوم العقب، وجاءت الآية لتقول: إنا أعطيناك الكوثر. ومن هنا نستنتج أن الخير الكثير أو الكوثر هو فاطمة الزهراء (عليها السلام)، لأن نسل الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) انتشر في العالم بواسطة هذه البنت الكريمة... وذرية الرسول من فاطمة لم يكونوا امتدادا جسميا للرسول (صلى الله عليه وآله ) فحسب، بل كانوا امتدادا رساليا صانوا الإسلام وضحوا من أجل المحافظة عليه وكان منهم أئمة الدين الاثني عشر، أو الخلفاء الاثني عشر بعد النبي كما أخبر عنهم رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) في الأحاديث المتواترة بين السنة والشيعة، وكان منهم أيضا الآلاف المؤلفة من كبار العلماء والفقهاء والمحدثين والمفسرين وقادة الأمة. والفخر الرازي في استعراضه لتفاسير معنى الكوثر يقول: القول الثالث " الكوثر " أولاده. قالوا لأن هذه السورة إنما نزلت ردا على من عابه (عليه السلام) بعدم الأولاد فالمعنى أنه يعطيه نسلا يبقون على مر الزمان، فانظر كم قتل من أهل البيت ثم العالم ممتلئ منهم ولم يبق من بني أمية في الدنيا أحد يعبأ به، ثم أنظر كم كان فيهم من الأكابر من العلماء كالباقر والصادق والكاظم والرضا (عليهم السلام) والنفس الزكية وأمثالهم (تفسير الفخر الرازي، ج 32، ص 124)

2