ابو الحسن الرافضي - النرويج
منذ 4 سنوات

 الأدلة على إمامته (عجل الله فرجه)

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته أشكركم للرد على سؤالي وقد تأخرت في التعقيب لسفر طارئ، أما سبب التعقيب فمرده بعض اللبس في رد الإشكال الذي وقع ربما لعدم توفيقي في عرض السؤال بأسلوب واضح، وأرجو أن يتسع صدركم لذلك . في البداية لابد لي من الاعتراف لنفسي بعدم وجود ثمرة عملية وراء هذا البحث اللهم إلا التأمل سعياً للمعرفة من أجل المعرفة ليس إلا، وقد يكون ضرر التعميم أكثر من نفعه من وجهة نظري فيما لو افترضنا النوصل إلى إجابة مطابقة للواقع وإليكم التعقيب : أولاً : أتفق معكم في كون العلم بهؤلاء لايكون علّة للفوز بالسباق لأن العلم ليس إلا انكشاف واقع ولاسببية له لتحقيق الوقائع . وأود لفت العناية مع عظيم الاحترام إلى أن المقصود ب"علم هؤلاء" يفترض أن يعني علم كل واحد منهم بنفسه، حسب، لاعلمه ببقية إخوانه ولاعلم سائر الناس به وبإخوانه، لذا لامحل للإشكال الذي افترضتموه حول " التصريح بأسماء هؤلاء" وحول " العلم بهم وتشخيصهم " . كل ما في الأمر أنني أميل إلى ترجيح معرفة كل منهم بنفسه بعد فوزه بالسباق وقبيل إعلان النتائج النهائية على الملأ مع افتراض كتمان كل منهم هذا السر عن سائر الناس . وهكذا تبقى الدعوة إلى السباق من الجميع ذات موضوع . وليس إخلالاً بعدالة الشارع الحكيم أن يحث الناس أو يبعثهم على حد تعبيركم إلى التسابق (من لحظة الغيبة الكبرى إلى لحظة الظهور الشريف) مع علم كل واحد من هؤلاء الئلاثمائة والثلاثة عشر بفوزه في تلك المسابقة العظيمة وذلك خلال مقطع زمني وجيز وهو ذلك الذي يكتمل فيه نصاب هذه " الأمّة المعدودة" في الفترة السابقة للظهور الشريف والمتصلة به، وليس قبل ولادتهم ولا قبل الغيبة الكبرى ولا لحظة نزول الآية الشريفة محل البحث على الرسول الأكرم (ص) ولافي حالة كونهم في عالم الذرّ . ثانياً : استشهادكم بآية الميثاق لرفع الإشكال المتعلق بتوجه الخطاب القرآني الكريم للأصحاب بالرغم من عدم وجودهم حال الخطاب كان يصلح لرفع الإشكال بالفعل فيما لو كان هذا ما أشكلت عليه، بيد أني كنت أعني المقطع الزمني الذي يكون فيه هؤلاء الأفاضل قد ولدوا جميعهم واكتمل عددهم . ألا تعتبر تلك الآية الكريمة قرينة على كونها تخاطب كل واحد منهم في الفترة الزمنية التي يكون مولوداً فيها ؟ ولايشترط أن ينكشف الواقع لهم بواسطتها طبعاَ بل هذا موكول سره وأمره إلى العلي القدير ؟ . ثم حاشا لله تعالى أن يكون مدار صحة الخطاب القرآني أي شئ آخر غير علم الله تعالى . هذا مما لاخلاف فيه وحوله . ثالثاً : حتماً حتماً إن جهلهم بموعد ظهوره (ع) لاينافي صحة توجه الخطاب إليهم، وحتماً إن جهلهم بموعده أمر حتمي وحتماً حتماً هو الساعة التي لايعلمها إلا الله وحتماً إن تصور ضرورة علمهم بموعد ظهوره ليصح خطابه لهم مجرد وهم لعدم إمكان ذلك العلم لغيره تعالى وكل ذلك أكدته في رسالتي بجملة اعتراضية كتبت فيها ( مع جهلهم بموعده بطبيعة الحال) قصدت فيها تبديد أي وهم أو لبس قد ينشأ من عدم وضوح فكرتي رامياً من وراء ذلك إلى التمهيد لحصر الإجابة في النقطة التي تشغل ذهني ويبدو أنني فشلت هذه المرة أيضاً في الصياغة وخانني التعبير وتلبستني الركاكة، وجلبت لي تلك العبارة عكس ما كنت أرجوه فكلفتكم عناء توضيح الواضحات . ما فمهته من إجابتكم الكريمة أنه ليس ثمة مانع من انكشاف الواقع لكل من هؤلاء الأصحاب بنتيجة فوزهم بالسباق دون أن يكون علمهم ذاك علة للفوز . ولكن هذا الجواب المحترم يفترض انكشاف الواقع لهم بواسطة الآية عينها . وهذا مالم أفترضه، بل افترضت علم كل منهم بنفسه في شطر من حياته بأنه أحدهم بهذه الآية أو بسواها أو بطرق لايعلمها إلا الله( آخذبن بعين الاعتبار جملة مواصفاتهم ومقاماتهم وتقيتهم وورعهم وكونهم ليسوا من المذاييع المهاذير وإيمانهم بالبداء وبأن الله قد يسلبهم ما حباهم به من نعم وقد يستبدل بهم غيرهم وقد يميتهم وآخذين بعين الاعتبار جهلهم بالساعة وبموعدها ) . بعد ذلك كله أفترض أن واحدهم عندما يتلو الآية الكريمة أو يقرأها أو يسمعها من باب أولى أن يعرف أنه واحد ممن يخاطبون بها إذا ما نكشف له الواقع فعلاً بواسطةٍ سواها . فما رأيكم ؟.


الأخ ابا الحسن المحترم السلام عليكم ورحمة الله وبركاته لا مانع من أن يحصل لكل واحد من أنصار الإمام المهدي (عجل الله فرجه) ـ وهم الثلاثمائة وبضعة عشر ـ العلم بكونه من أنصاره (عجل الله فرجه) وأنه أحدهم وذلك قبيل الظهور المبارك، بغض النظر عن الكيفية التي حصل له العلم بها، ولكن يشكل ذلك ما دامت الدعوة إلى السباق لم تنته بعد، إذ أن أوان نهايتها هو ظهوره (عجل الله فرجه) وبظهوره فقط يصح ترجيحكم الذي أشرتم إليه بالقول: ((إنني أميل إلى ترجيح معرفة كل منهم بنفسه بعد فوزه بالسباق وقبيل اعلان النتائج النهائية...)) الخ . وبعبارة أخرى، فإننا نناقش في مدى مطابقة تلك المعرفة للواقع قبل فعلية الظهور، فقد يقطع الإنسان بشيء ثم يتبين له بعد ذلك خطأ قطعة فينقلب قطعه إلى جهل، إذ من المحتمل أن يقطع شخص ما بكونه أحد هؤلاء الموصوفين بأنهم (الأمة المعدودة) ثم يتبين له أنه ليس كذلك، لان الأنكشاف الحقيقي لا يمكن أن يتحقق إلا حين سماع اولئك النفر لنداء الإمام)(ع) حين يقف بين الركن والمقام وينادي: (( يا معشر نقبائي وأهل خاصتي ومن ذخرهم الله لنصرتي قبل ظهوري على وجه الأرض أئتوني طائعين، فترد صحيته عليهم وهم في محاريبهم وعلى فرشهم في شرق الأرض وغربها فيسمعونه في صيحة واحدة في أذن كل رجل، فيجيئون نحوها، ولا يمضي لهم إلا كلمحة بصر حتى يكون كلهم بين يديه عليه السلام)) أو حين يعثر بعضهم على صحيفة مكتوب عليها ((طاعة معروفة)) تحف وسادته، كما ورد ذلك في رواية عبد الله بن عجلان الذي سأل الإمام الصادق (عليه السلام) عن كيفية العلم بظهوره فأجابه: ((يصبح أحدكم وتحت رأسه صحيفة عليها مكتوب ((طاعة معروفة)) ولعل مورد انطباق هذا الخبر هم (العقد المكتمل) لا خصوص (الأمة المعدودة)، أعني بالعقد المكتمل: العشرة آلاف الذين يلتحقون بالمهدي (عجل الله فرجه) بمكة وشكلون نواة الحركة المهدوية باتجاه فتح الأقاليم . وفي الجملة، فإن الانكشاف الذي يعول عليه في العلم هو خصوص الانطباق على الواقع لا مطلق الانكشاف، فإنه لا ملازمة بين قطع أحد الناس بكونه من اولئك وبين كونه كذلك فعلاً، وإن كان هذا القطع متولداً عن إلهام أو حدس أو رؤيا أو مكاشفة أو ما أشبه، لأن الانكشاف التام في هذه المسألة على وجه الخصوص لا يحصل قبل فعلية النداء وسماع كل منهم له، أو قبل وجدان الصحيفة المزبورة (بالنسبة لمن هم في الدائرة الاوسع) ولذلك فإن قولكم: ((أفترض أن واحدهم عندما يتلو الآية الكريمة أو يقرأها أو يسمعها من باب أولى أن يعرف أنه واحد ممن يخاطبون بها إذا ما انكشف له الواقع فعلاً بواسطة سواها)). غير تام، لأن انكشاف الواقع فعلاً لا يمكن قبل ورود النداء أو وجدان الصحيفة، نعم يمكن أن يكون إنكشافاً بالقوة لا بالفعل. وقد سجل لنا التاريخ أخباراً عن اشخاص اعتقدوا عن يقين بكونهم من أنصار الحجة (عجل الله فرجه) أو نوّابه أو أبوابه ورتبوا على ذلك آثاراً من خلال الدعوة له أو التبشير بقرب ظهوره أو دعوى تلقي التوجيهات والأوامر منه وإبلاغها إلى الناس، فصدقهم الناس واتبعوهم ثم تبين بعد برهة اشتباهم وخطأ اعتقادهم، فإن كثيراً من الدعوات التي ظهرت باسم المهدي (عجل الله فرجه) كان أصحابها يقطعون بكونهم من أنصاره وخاصته، أما من قطع بذلك ولم يتحرك فهم أكثر وأكثر. وغالباً ما يكون منشأ هذا الاعتقاد فساد مزاج أو تخليط ناجم عن وهم مسيطر، وهو يكثر ـ خاصة ـ لدى أصحاب الخلوات والاعتكافات والرياضيات الصوفية وليس معنى ذلك: أن كل من يقطع بكونه أحدهم لابد وأن يكون مخلّطاًَ أو متوهماً، ولكنا نقول: إن مجرد القطع (وهو مناط العلم) لا يصيرّ المرء منضوياً في تلك العدة ما لم يحصل الانكشاف بمطابقة القطع للواقع وذلك لا يتم إلا حين الظهور، فلاحظ. ونحن إذ نثمن ثقافتك العالية وخلقك الكريم، لا يسعنا إلا أن ندعو لك أيها الأخ الفاضل بالتوفيق، وأن يجعلك الله عز وجل من أنصار إمامنا المهدي(عجل الله تعالى فرجه الشريف)، ونرجو منك أن تتواصل معنا دائماً، ونحن في خدمتك. ودمتم في رعاية الله

2