logo-img
السیاسات و الشروط
ضياء الحسن - السويد
منذ 5 سنوات

 ولادته الشريفة في مصادر أهل السنة

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته أولا- شبهتم خطابه تعالى لهم في هذه الآية الكريمة بخطاب الله تعالى لولد آدم وهم في صلبه كما في آية الميثاق . فما قولكم فيما يقوله صاحب تفسير الميزان عن قوله تعالى (( ألست بربكم )) : " وهو خطاب حقيقي لهم لابيان حال وتكليم إلهي لهم فإنهم يفهمون مما يشاهدون أن الله سبحانه يريد منهم الاعتراف وإعطاء الموثق " وقولهم (( بلى شهدنا )) : "فهم هناك يعاينون الإشهاد والتكليم من الله والتكلم بالاعتراف من أنفسهم". وكذلك في الرواية التي نقلها عن تفسير العياشي وخصائص السيد الرضي : عن نباتة بن الأصبغ عن علي عليه السلام قال : أتاه ابن الكواء فقال : أخبرني يا أمير المؤمنين عن الله تبارك وتعالى هل كلم أحدا من ولد آدم قبل موسى ؟ فقال علي عليه السلام : قد كلم الله جميع خلقه برهم وفاجرهم وردوا عليه الجواب فثقل ذلك على ابن الكواء ولم يعرفه فقال له : كيف كان ذلك ياأمير المؤمنين؟ فقال له : أو ما تقرأ كتاب الله إذ يقول لنبيه : (( وإذ أخذ ربك من بني آدم من ظهورهم ذريتهم وأشهدهم على أنفسهم ألست بربكم قالوا بلى )) فقد اسمعهم كلامه وردوا عليه الجواب كما تسمع في قول الله يابن الكواء " وقالوا بلى" فقال لهم إني أنا الله لاإله إلا أنا وأنا الرحمن الرحيم فأقروا له بالطاعة والربوبية وميز الرسل والأنبياء والأوصياء وأمر الخلق بطاعتهم فأقروا بذلك في الميثاق فقالت الملائكة عند إقرارهم بذلك : شهدنا عليكم يابني آدم أن تقولوا يوم القيامة إنا كنا عن هذا غافلين. إذن كان هناك حوار


الأخ ضياء المحترم السلام عليكم ورحمة الله وبركاته من المسلم بأن خطاب الله تعالى لعباده وتكليمه لهم يكون على مراتب بحسب أمور منها: 1- اختلاف النشآت الوجودية. 2- اختلاف النوع في السلسلة العرضية. 3- الإجمال والتفصيل. 4- الكناية والتصريح. 5- الخطاب الحقيقي والمجازي. ويتعدد الخطاب بحسب هذه الأمور.. فخطابه للإنسان في عالم الذر ليس هو من سنخ خطابه له في عالم الشهادة, وهكذا في سائر العوالم, وكذلك خطابه للنحل حين الوحي إليها يختلف عن خطابه للنبي من بني آدم (عليه السلام). وإن كان الخطاب بحسب عالم واحد هو عالم الشهادة. والخطاب تارة يكون مجملاً، كأن يرى نبي أنه يذبح ولده في الرؤيا، فهو خطاب إجمالي، إذ هو يفرق عن تكليم نبي آخر بأصوات وتقاطيع حرفية كما حصل مع نبي الله موسى عند الشجرة. وربما خاطب الله بعض عباده بأنحاء من الكناية لحكمة تقتضي ذلك دون التصريح، والقرآن الكريم مليء بالكنايات، كما كنى الله تعالى فيه عن علي (عليه السلام) بصالح المؤمنين ... المزید وتارة يكون الخطاب على نحو الحقيقة كمخاطبته تعالى للعقلاء من بني آدم وتارة أخرى يكون على نحو المجاز كمخاطبته لغير العاقل، فقد ورد في القرآن الكريم: (( وَقِيلَ يَا أَرضُ ابلَعِي مَاءكِ وَيَا سَمَاء أَقلِعِي )) (هود:44). وقوله: (( ثُمَّ استَوَى إِلَى السَّمَاء وَهِيَ دُخَانٌ فَقَالَ لَهَا وَلِلأَرضِ اِئتِيَا طَوعاً أَو كَرهاً قَالَتَا أَتَينَا طَائِعِينَ )) (فصلت:11). إذا سلمت معنا هذه الوجوه، فلا تستغرب أن يكون الخطاب موجهاً لأشخاص مقدري الوجود وهم غير موجودين بالفعل كخطابه للفائزين بالسباق من أنصار الإمام المهدي (عليه السلام)، فقد وردت أحاديث في هذا المضمون منها الحديث المروي عن الإمام العسكري الذي يرفعه إلى جده رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) إلى أن يقول: ((فنادى ربنا عز وجل: يا أمة محمد، فأجابوه كلهم وهم في أصلاب آباءهم وفي أرحام أمهاتهم: لبيك اللهم لبيك لا شريك لك لبيك، إن الحمد والنعمة لك والملك...) الحديث. ومنه يتضح بأن خطاب الله عز وجل لهؤلاء الأنصار يصح وإن لم يكن لديهم علم بأنهم هم المخاطبون. ولا باس بأن يكون علمهم بالخطاب متأخراً زماناً عن نفس الخطاب، ذلك لأن الخطاب الإلهي لا يتقيد أو يتحدد بحدود الزمان والمكان، فعلمه بأول الخلق وآخرهم على حدٍ سواء. ولو كان يجب فيه تعالى أن يكون كأحدنا حال الخطاب بحيث يفتقر إلى وجود المخاطب عيناً لكان يجب أن يخلق كل شيء دفعةً واحدة ً او كان يجب أن لا يُراعي الحكمة والنظام الذي يقتضي التدرج في الوجود... وفي ذلك من الخلل والخطل ما لا يخفى، والله تعالى يجل عنه قال عز من قال: (( إِنَّا كُلَّ شَيءٍ خَلَقنَاهُ بِقَدَرٍ )) (القمر:49). ثم إنّ علم المخاطب يتنوّع هو الآخر بحسب تلك الأمور المشار إليها، ولعلّ علم أنصار المهدي (عجل الله فرجه) المصحّح لكونهم مخاطبين بذلك الخطاب كان بنحو العلم الإجمالي أو الإرتكازي . فتأمل. ودمتم في رعاية الله

1