معنى (أمن يجيب المضطر اذا دعاه)
السلام عليكم مامعنى (أمن يجيب المضطر اذا دعاه ويكشف السوء )في سورة النمل اية62؟
السلام عليكم ورحمة الله و بركاته إن المراد من قوله تعالى (أَمَّنْ يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذا دَعاهُ﴾، المراد بإجابة المضطر إذا دعاه استجابة دعاء الداعين وقضاء حوائجهم، وإنما أخذ وصف الاضطرار ليتحقق بذلك من الداعي حقيقة الدعاء والمسألة، إذ ما لم يقع الإنسان في مضيقة الاضطرار وكان في مندوحة من المطلوب لم يتمحض منه الطلب. ثم قيّده بقوله: ﴿إِذا دَعاهُ﴾ للدلالة على أن المدعو يجب أن يكون هو الله عز وجل. ورأس المضطرين المذنب الذي يدعو ويسأل المغفرة، من الله عز وجل.ومنهم الخائف الذي يسأله الأمن، والمريض الذي يطلب العافية، والمحبوس الذي يطلب الخلاص، فإن الكل إذا ضاق بهم الأمر فزعوا إلى رب العالمين وأكرم الأكرمين. ﴿وَيَكْشِفُ السُّوءَ﴾ أي: يدفع الشدة وكل ما يسوء ﴿وَيَجْعَلُكُمْ خُلَفاءَ الْأَرْضِ﴾، يخلف كل قرن منكم القرن الذي قبله فيهلك قرنا و ينشئ قرنا، وقيل: يجعلكم خلفاء من الكفار بنزول بلادهم، وطاعة الله تعالى بعد شركهم وعنادهم ﴿أَإِلهٌ مَعَ اللَّهِ قَلِيلًا ما تَذَكَّرُونَ﴾ أي قليلا ما تتعظون. لقد ذُكر في الروايات الإسلامية عدّة تفاسير لهذه الآية، منها: عن الشيخ المفيد في (أماليه)، عن عمران بن الحصين، قال: كنت أنا وعمر بن الخطاب جالسين، عند النبي صلی الله عليه وآله وسلم وعلي عليه السلام جالس إلى جنبه، إذ قرأ رسول الله صلی الله عليه وآله وسلم: ﴿أَمَّنْ يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذا دَعاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ وَيَجْعَلُكُمْ خُلَفاءَ الْأَرْضِ أَإِلهٌ مَعَ اللَّهِ قَلِيلًا ما تَذَكَّرُونَ﴾،[4] قال: فانتفض علي عليه السلام انتفاضة العصفور، فقال له النبي صلی الله عليه وآله وسلم: «ما شأنك تجزع؟» فقال: «ما لي لا أجزع، والله يقول إنه يجعلنا خلفاء الأرض؟». فقال له النبي صلی الله عليه وآله وسلم: «لا تجزع، فوالله لا يُحبك إلا مؤمن، ولا يَبغضك إلا منافق». عن محمد بن مسلم، عن أبي جعفر عليه السلام، في قول الله عز وجل.: ﴿أَمَّنْ يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذا دَعاهُ﴾، قال: هذه الآية نزلت في القائم عليه السلام، إذا خرج تعمم، وصلى عند المقام، وتضرع إلى ربه، فلا تُرد له راية أبداً».