logo-img
السیاسات و الشروط
um alhassan ( 46 سنة ) - العراق
منذ 4 سنوات

الفرق بين المرأة والزوجة

س ع ورد مقال عن الفرق بين كلمة امراة وزوجة في القران وقيل فيه ان الزوجة تدل على الانسجام الفكري والعقدي مع الزوج والمراة على عكس ذلك ولكن لو تتبعنا الايات التي ذكرت نساء النبي وزوجاته في سورة التحريم والتوبيخ الصادر بشان بعضهن نراه يخص كلمة الزوجة وليست النساء او المراة ونعلم ان هناك من زوجاته صلى الله عليه واله من خالفته واذته ولم تكن على وفاق فكري وعقائدي معه فكيف نجيب على هذا الاشكال ؟؟


السلام عليكم ورحمة الله و بركاته السلام عليكم ورحمة الله وبركاته قد فرق القرآن الكريم بين لفظ مرأة وزوجة بشكل ظريف ودقيق وهادف، فجاء بلفظ زوجة لما تكون المرأة في حال وفاق وانسجام مع زوجها وعلامتهم سوية حسنة مثل قوله تعالى: (( وَمِن آيَاتِهِ أَن خَلَقَ لَكُم مِّن أَنفُسِكُم أَزوَاجاً لِّتَسكُنُوا إِلَيهَا وَجَعَلَ بَينَكُم مَّوَدَّةً وَرَحمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَومٍ يَتَفَكَّرُونَ )) (الروم:21). وقوله تعالى: (( النَّبِيُّ أَولَى بِالمُؤمِنِينَ مِن أَنفُسِهِم وَأَزوَاجُهُ أُمَّهَاتُهُم )) (الأحزاب:6). وقوله تعالى: (( وَالَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا هَب لَنَا مِن أَزوَاجِنَا وَذُرِّيَّاتِنَا قُرَّةَ أَعيُنٍ وَاجعَلنَا لِلمُتَّقِينَ إِمَاماً )) (الفرقان:74). ويطلق القرآن الكريم لفظ امرأة على الزوجة لما ينعدم الانسجام أو التوافق بين الزوجين وتسوية موانع ما لا تحقق العلاقة بشكلها الإثم، كما في قوله تعالى: (( ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلاً لِّلَّذِينَ كَفَرُوا اِمرَأَةَ نُوحٍ وَاِمرَأَةَ لُوطٍ كَانَتَا تَحتَ عَبدَينِ مِن عِبَادِنَا صَالِحَينِ فَخَانَتَاهُمَا )) (التحريم:10). وذلك لعدم الانسجام العقدي بين البنين وبين المرأتين أي الزوجتين. بل من المفارقات القرآنية البليغة الرائعة إن القرآن أطلق على زوجة زكريا امرأة ولما ولدت زكريا أطلق عليها زوجة، فحيث العلاقة الزوجية لم تصل مرحلة الوئام الكلي بسبب عدم وجود الوالدة، قال تعالى: (( وَكَانَتِ امرَأَتِي عَاقِراً فَهَب لِي مِن لَّدُنكَ وَلِيّاً )) (مريم:5). وقال تعالى: (( قَالَ رَبِّ أَنَّىَ يَكُونُ لِي غُلاَمٌ وَقَد بَلَغَنِيَ الكِبَرُ وَامرَأَتِي عَاقِرٌ قَالَ كَذَلِكَ اللّهُ يَفعَلُ مَا يَشَاءُ )) (آل عمران:40). ولكن لما ولدت له زكريا قلب القرآن اللفظ الى زوجة لارتفاع المانع وحصول عامية المطلب الزوجي وهو وجود الولد، قال تعالى: (( وَزَكَرِيَّا إِذ نَادَى رَبَّهُ رَبِّ لَا تَذَرنِي فَرداً وَأَنتَ خَيرُ الوَارِثِينَ فَاستَجَبنَا لَهُ وَوَهَبنَا لَهُ يَحيَى وَأَصلَحنَا لَهُ زَوجَهُ )) (الأنبياء:89). وقد تكون كلمة أصلحنا قرينة على صحة ما ذهبا اليه من رأي. ولا بأس ان نلتفت هنا ان كلمة نساء إنما تعني في اللغة جمع (المرأة) أي ان كلمة مرأة اذا جمعت قيل:نساء كما ورد في معجم المعاني الجامع والمعجم الوسيط. فكلمة نساء صيغة جمع لكلمة امرأة ولم تكن جمعاً لكلمة زوجة، وبناءاً على ما تقدم من الفرق بين الزوجة والمرأة في القران الكريم وان النساء جمع امرأة وليس زوجة كفهم. ومن ذلك ان اللفظ المذكور في القرآن (النساء) يحتمل اشتماله على الزوجة بعنوان كونها منسجمة مع الزوج والمرأة التي هي الزوجة غير المنسجمة مع الزوج. فلذا عبر القرآن الكريم عن بعض نساء النبي (ص)اللواتي خرجن عن طاعة النبي (ص) بقوله تعالى (يا نساء النبي من يأت منكن بفاحشة مبينة يضاعف لها العذاب شعفين) وقوله تعالى (يا نساء النبي لستن كأحد من النساء إن اتقيتن فلا تخضن بالقول فيطمع الذي في قلبه مرض) وهناك من يقول بعدم ثبوت الفرق المذكور في السؤال فلايرد ذلك الإشكال فمن خلال تتبّعنا لموارد استخدام كلمة « الزوج » و« الزوجة » و« المرأة » في القرآن الكريم ، فهناك موارد استخدمت فيها كلمة « زوج » من دون أن بفترض فيها الانسجام في العقيدة كقوله تعالى : { وَإِنْ أَرَدتُّمُ اسْتِبْدَالَ زَوْجٍ مَّكَانَ زَوْجٍ } {النساء/۲۰}. كما أنّ هناك موارد استخدمت فيها كلمة « امرأة » رغم الانسجام في العقيدة كقوله تعالى : { إِذْ قَالَتِ امْرَأَةُ عِمْرَانَ رَبِّ إِنِّي نَذَرْتُ لَكَ مَا فِي بَطْنِي مُحَرَّرًا } {آل عمران/۳٥}. وقوله تعالى : { وَامْرَأَةً مُّؤْمِنَةً إِن وَهَبَتْ نَفْسَهَا لِلنَّبِيِّ } {الأحزاب/٥۰}. وقوله تعالى : { وَامْرَأَتُهُ قَآئِمَةٌ فَضَحِكَتْ فَبَشَّرْنَاهَا بِإِسْحَقَ وَمِن وَرَاء إِسْحَقَ يَعْقُوبَ } {هود/۷۱}. وقوله تعالى : { وَامْرَأَتُهُ حَمَّالَةَ الْحَطَبِ } {المسد/٤} وغيرها.

5