logo-img
السیاسات و الشروط
زهراء حسين علي ( 23 سنة ) - العراق
منذ سنة

قصة نذر عبد المطلب

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته هل إن رواية وقصة نذر عبد المطلب جد الرسول (صلى الله عليه وآله) في ذبح عبد الله (عليه السلام) والد النبي (صلى اللّٰه عليه وآله) صحيحة عندنا (الشيعة)؟


وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته أهلاً بكم في تطبيقكم المجيب ورد في كتاب العقائد الاسلامية، المجلد الثالث ، الصفحة (٤٤١ - ٤٦٠). ما لفظه: (( ثالثاً: إن وجود عبد المطلب في مجتمع وثني يتقرب إلى الاَصنام بالقرابين وقد يذبح أحدهم ولده قرباناً لصنمه.. وإعلان عبد المطلب أنه على ملة أبيه إبراهيم صلى الله عليه وآله، وإحيائه عدداً من سننها، وما جرى في عهده من حفظ الله تعالى لكعبة إبراهيم في حادثة الفيل، وإعادة ماء زمزم المفقود على يده ... المزید كل ذلك يساعد على فهم نذر عبد المطلب أنه إذا رزقه الله عشرة أولاد أن يذبح أحدهم قرباناً لله تعالى على ملة إبراهيم، ويجعل هذا النذر أمراً طبيعياً مشروعاً في ذلك الوقت، بل دعوةً لعَبَدَة الاَصنام أن يعبدوا رب البيت رب إبراهيم، ويقدموا له قرابينهم، ولا يقدموها لاَصنامهم. أما لماذا نذر عبد المطلب ذلك، ولماذا عزم على تنفيذ نذره جدياً فشاور أولاده فأطاعوه، وأقرع بينهم فرست القرعة على عبد الله، وقال لاَبيه كما قال إسماعيل.. ثم كيف تحلل من عبد المطلب من نذره بطريقة القرعة بين ذبح ولده أو نحر الاِبل.. فهي إشكالات واردة. وجوابها: أنها واردة على شريعتنا لا على شريعة إبراهيم وعبد المطلب. وهي واردة عندنا لعدم معرفتنا بتفاصيل الحادث وبالمستند الشرعي الذي استند عليه عبد المطلب في نذره وطريقة وفائه به. ولكن معرفتنا بشخصية عبد المطلب وإيمانه العميق، تكفي للقول بأنه لم يكن يقدم على نذره ثم على التحلل منه بالقرعة إلا بحجة بينة من ربه تعالى. ويكفينا لاِثبات هذه الصفة في شخصيته، حادثتا زمزم والفيل حيث ظهر للناس على نحو اليقين أنه كان يتلقى أوامره من ربه عز وجل! فما المانع أن تكون قصة نذر ولده من هذه الاِلهامات، خاصة أن الولد الذي رست عليه القرعة هو والد النبي صلى الله عليه وآله الذي أعطاه الله تعالى ما أعطى جده إسماعيل من شرف الرضا بأن يذبحه أبوه قرباناً لله تعالى، ثم فداه الله بطريقة ألهمها لاَبيه ليعطيه شرف أبوة سيد المرسلين صلى الله عليه وآله. هذا، وقد روى الدكتور شوقي ضيف في تاريخ الأدب العربي ص ٤١ ط دار المعارف المصرية، أن المنذر بن ماء السماء ملك المناذرة المعاصر لعبد المطلب، والذي كان أعظم ملك وثني في العرب، قد أسر ابن الحارث بن شمر ملك الغساسنة النصراني في حربه معه، فذبحه قرباناً للعزى !! فلعل نذر عبد المطلب أن يذبح واحداً من أولاده لرب البيت سبحانه، كان تعزيزاً لدين ابراهيم، ورداً على عمل المنذر، وإبطالاً لتأثير عمله في تعزيز مكانة صنم العزى ! وأخيراً، فإن نذر عبد المطلب رضوان الله عليه لم يكن ارتجالاً بل امتد وقته طويلاً، فقد ذكرت الروايات أنه كان في أيام رؤيته الصادقة في حفر زمزم، وكان له ولدٌ واحدٌ، فنذر إن رزقه الله عشرة أولاد وكبروا أن يذبح واحداً منهم قرباناً لله تعالى .. وقد يكون نذره تحقق بعد عشرين سنة أو ثلاثين !)). ودمتم موفقين

2