حقيقة مرقد
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ما حقيقة المرقد المنسوب إلى محمد ابن الإمام الحسن المجتبى واخته فاطمه بنت الإمام الحسن المجتبى الموجود في قرية الدسم التابعة إلى ناحية الحيرة في النجف؟
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته أيها العزيز، ننقلكم لكم بحثاً تأريخياً قد يكون مفيداً لكم، وهو التالي: يعد التأريخ الإسلامي زاخراً بالأحداث والمحن التي ابتلي بها الضعفاء والمستضعفون من جور الطواغيت والظلمة، خاصة ما جرى على أهل البيت وأحفادهم عليهم السلام.. إذ هم كانوا في طليعة المجابهين والمعارضين للسلطات الجائرة بحق الإنسانية على مدى التأريخ، وكان من نتائج تلك المواجهات انتشار مراقدهم ومقاماتهم عليهم السلام في كل مكان، وفي شتى أصقاع الأرض، فكان ذلك عاملاً مهماً في زيادة توافد الموالين لتلك المراقد والمقامات للزيارة والتزود بالمعين الروحي والمعرفي، وكذلك التوسع والبناء حولها، وجعلها مأوى لشيعة ومحبي آل البيت عليهم السلام، ومعظمها صارت حواضر علمية وثقافية وأدبية ينهل منها محبوا الرقي والإبداع.. ومن الذين سجلهم التأريخ في سجل أبناء وأحفاد المعصومين (عليهم السلام) هو محمد بن الحسن، والذي يعود نسبه إلى الإمام الحسن السبط المجتبى(عليه السلام). يقع مرقده في منطقة (الرحبة) والتي تبعد عن مركز مدينة النجف الأشرف بحوالي 30 كيلومتر جهة البحر، وبالقرب من (عين الرحبة) الموجودة في زماننا، وهي عين ماء صغيرة يقال لها (عين الرحبة) من سواد العراق جهة البادية في الجنوب الغربي لمدينة النجف الأشرف، كما تبعد قرابة تسعة فراسخ عن نواحي القادسية. وذكر أن (الرحبة) قرية بحذاء القادسية على مرحلة من الكوفة على يسار الحجاج إذا أرادوا مكة، وقد خربت الآن بكثرة طروق العرب؛ لأنها في ضفة البر ليس بعدها عمارة. (مراقد المعارف ج2 ص279). وقال السكوني ومن أراد الغرب دون (المغيثة) خرج على عيون طف الحجاز، فأولها عين الرحبة وهي من القادسية على ثلاثة أميال. (معجم البلدان ج4 ص234). والسيد محمد بن الحسن (عليه السلام) عرف عند الناس بأنه (ابن الحسن) وهو معروف ومشهور وعليه قبة، وله مزار، حيث تزوره الأعراب على مدار السنة، قال الشيخ محمد حرز الدين: وهذا القبر عندنا مجهول وهو تحت الفحص والتنقيب.. كان هذا القبر مندرساً وقد أظهره وشيد عليه البناء السيد (محمود الرحباوي الصفوي)، حيث بنى عليه قبة بعد أن أظهر عين الرحبة المطموسة بالرمال لحوادث الدهر بعد الإسلام.. أخرج ماءها، ورمم القصر القديم بجانبها، وأقام لنفسه في القصر داراً للسكن في كبد البر، تمر به الأعراب الرحل والبدو، وصار مزارعاً بمائها وأرضها (مراقد المعارف ج2 ص280-281). المرقد مكون من صحن واسع وطارمة ومدخل واحد للصحن الشريف، وفي الداخل قبر يضم رفات السيد (ابن الحسن)، وعليه شباك يغطيه قماش أخضر، والى جانبه قبر صغير يقال انه قبر أخته العلوية، وأيضاً عليه قماش أخضر، وإلى جانبه عن اليمين واليسار غرفة استخدمت كمخزن، والأخرى أشبه بالمضيف يؤي الزائرين. وذكر في إحدى غارات اعراب ابن سعود النجدي الوهابي على النجف الأشرف في عصر الشيخ الأكبر الشيخ جعفر كاشف الغطاء النجفي في سنة 1222هـ، وفيها رجعوا من هذه الغارة وملؤهم الخيبة والفشل، حيث وجدوا النجفيين وأهل العلم محصنين مسلحين بقيادة العلماء الأعلام، وقد صار طريق ابن سعود واعرابه عند عودتهم على الرحبة هذه، فهناك رأى قبر السيد العلوي محمد بن الحسن هذا مشيداً عامراً عليه قبة عالية، فأمر السيد (محمود الرحباوي) بأن يهدمه ويقلع القبة التي على القبر والسقف ويصيره مكشوفاً خراباً، وقد فعل السيد بنفس الوقت خوفاً منهم.. ثم عمّره السيد محمود ثانية بعد سنوات، وهي عمارته القائمة اليوم. (مراقد المعارف ج2 ص281). أقول: لم أوفق على نسب متصل في سلسلة النسب العلوي الشريف لهذا السيد الجليل (ابن الحسن)، ولا أعرف أي حسن، المثنى أم الحسن الذي قبله أو الذي بعده؛ لأن أبناء الحسن المجتبى كلهم من الحسن المثنى.. أما محمد فقد تكرر في ولد الحسن متصلاً بالحسن المثنى إلى الحسن السبط، لذا عليه يكون هذا المرقد هو لأحد أبناء الحسن المثنى ابن الحسن السبط ابن علي بن أبي طالب(ع)، ولكن لأي قرن عائد نجهل معرفة زمانه وسبب مجيئة الى الرحبة. منقول