( 17 سنة ) - العراق
منذ 3 سنوات

الاجتهاد

السلام عليكم اني اريد اسأل سؤالا و ارجو ان تجيبوا عليه و ان كنتم تخافون الفتنة بان اصور الجواب و انشره فاني اعدكم اني لن انشره و لن اريه لاحد : سؤالي حول ادعاءات الشيخ ياسر الحبيب و الشييخ امير القريشي و سيد اسمه كما اذكر مجتبى الشيرازي ، حيث ان هناك ادعاءات مضمونها ان الشيخ الوائلي منحرف و انه بتري بترضيه على اعداء اهل البيت عليهم السلام ، و ان السيد خامنئي كافر كونه يعتقد بوحدة الوجود ، و انه لم يجز اظهار اللعن لاعداء اهل البيت عليهم السلام و دعا الى احترام عائشة دون مبرر شرعي حيث انه ليس في ظرف تقية كونه يحكم دولة ذات اسلحة و يحارب الدول القوية و ليس في ظرف تقية كون انه ليس ضعيفا ، و هناك ادعاء اخر انه هو من قتل السيد محمد رضا الشيرازي رحمه الله و اني قد رأيت جثمانه و عليه جروح فلا ادري لعله فعلا قتله ، و ايضا هناك ادعاءات عن غيرهما ، فاني اريد ان اعرف الحق و انه مع من ، و اريد ان يكون الجواب علميا حتى اقتنع به ، اي بما روي عن اهل البيت عليهم السلام من ادلة تجيز ذلك ، و لا اريد مجرد انشاء . و اني سابقا قد سألت السؤال و لم تتم الاجابة فلعلكم تخشون الفتنة فاني اعدكم ان لا اري نص الجواب لاحد الا اني ربما احفظ الروايات و ما تجيبون به حتى ارد على من يدعي تلك الادعاءات و ان كنتم ستجيبون بان هذا التطبيق هو للاجابة على اسئلتكم الشرعية افليس هذا سؤالا شرعيا يختص بامر عقدي و يختص بتمييز الحق من الباطل حتى يعرف اهل الحق و يعرف اهل الباطل فيتبع اهل الحق و يخذل اهل الباطل ، و جزاكم الله خيرا.


١-هذا التطبيق للاجابة عن الاسئلة و الاستفسارات الدينية … ٢-من حيث المطلب العلمي اللعن وارد في الشريعة المقدسة قرآنا وسنة ولا يمكن لأحد أن يغالط في هذه الحقيقة العلمية . ولكن من باب تقديم المصلحة الإسلامية على المصلحة المذهبية ينبغي الكف عن تناول رموز الطرف الآخر من المسلمين والعمل على تعزيز المشتركات بين المذاهب بما يعزز وحدة الأمة ويجعلها قوية صامدة أمام تيارات الشرك والإلحاد والتبعية والفساد . ٣-أغلَبُ ما تَقرَأونَه أو تَسمَعُونَه حَولَ هَذا المَوضُوعِ يَرجِعُ إلى مَسألَةٍ وَاحِدةٍ اسْمُهَا "نَظرِيةُ وَحدَةِ الوُجُودِ".. وهذِهِ النَّظرِيَّةُ لها تَفسِيرَاتٌ مُتعدِّدةٌ، ولكنَّ بَعْضَ المُتصيِّدِينَ في المَاءِ العَكِرِ أو الجُهَلاءِ يُحاوِلُونَ إسقَاطَ بَعْضِ تَفسِيرَاتِ هذِهِ النَّظرِيَّةِ على عُرفَاءِ الشِّيعَةِ بُغيَةَ تَكفِيرِهِم أو بُغيَةَ ثَلْمِ المَذهَبِ مِن خِلَالِهِم، ونحنُ هُنا سَنسْتَعرِضُ أَهمَّ المعَانِي لهذِهِ النَّظرِيَّةِ ونُلَاحِظُ ما هُو مَقصُودُ عُرفَاءِ الشِّيعَةِ مِن قَولِهِم بوَحدَةِ الوُجُودِ الَّذي يَجِدُه البَعْضُ في كِتَابَاتِهِم فيُهرِّجَ علَيْهم. المَعنَى الأوَّلُ: أنْ يُرَادَ مِن وَحدَةِ الوُجُودِ وَحدَةُ المَوجُودِ، بمَعنَى أنَّ جَمِيعَ المَوجُودَاتِ في هَذا الكَوْنِ مِن المَاءِ والتُّرَابِ والِجبَالِ والأنهَارِ والإنسَانِ والحَيوَانَاتِ والسَّمَاءِ والأرْضِ ونَحوِها، كُلُّها هي اللهُ تَعَالى، فوُجُودُ اللهِ - بحَسَبِ هَذا المَعنَى - مُتَّحِدٌ مع مَخلُوقَاتِه. وهَذا المَعنَى لا يَقُولُ به أحَدٌ مِن المُسلِمِينَ، فَضلاً عن عُرفَاءِ الشِّيعَةِ، لأنَّه كُفرٌ وإلحَادٌ، ولا يُوجَدُ دَلِيلٌ عليْه مِن عَقلٍ ولا نَقلٍ. المَعنَى الثَّانِي: أنَّ سِنخَ الوُجُودِ هو وَاحِدٌ لجَمِيعِ المَوجُودَاتِ، ومِن هُنا جَاءَتْ مِثلُ هذِهِ التَّعبِيرَاتِ: "الكَثرةُ في عَينِ الوَحدَةِ"، وأنَّ ما به الإشتِرَاكُ هو عَينُ ما به الإمتِيَازُ، والمُرَادُ بها: أنَّ المَوجُودَاتِ كُلَّها تَرجِعُ إلى حَقِيقَةٍ وَاحِدَةٍ هي الوُجُودُ، فحَقِيقَةُ الوُجُودِ وَاحِدةٌ، ولكنَّ الإختِلَافَ هو في مَرَاتِبِ هَذا الوُجُودِ ودَرجَاتِه، فوُجُودُ المَعلُولِ أضعَفُ مِن وُجُودِ العِلَّةِ، ووُجُودُ الوَاجِبِ أقوَى مِن وُجُودِ المُمكِنِ وهكَذا. ويُمكِنُ التَّمثِيلُ لهَذا المَعنَى بالنُّورِ ومَصَادِيقِه: نُورُ الشَّمسِ ونُورُ الشَّمعَةِ، فنُورُ الشَّمسِ ونُورُ الشَّمعَةِ يَشتَرِكَانِ في حَقِيقَةٍ وَاحِدةٍ وهي أنَّ كِلَيْهِما نُورٌ، ويَتميَّزَانِ بالشِّدَّةِ (بالنِّسبَةِ لنُورِ الشَّمسِ) والضَّعفِ (بالنِّسبَةِ لنُورِ الشَّمعَةِ)؛ فمَا به الإمتِيَازُ (وهُو هُنا الشِّدَّةُ والضَّعفُ) يَعُودُ للنُّورِ أيْضاً وهو عَينُ ما به الإشتِرَاكُ أيْضاً. وهَذا المَعنَى صَحِيحٌ، ولا مُشكِلةَ فيْه، لا عَقدِيَّةٌ ولا فِكرِيَّةٌ. المَعنَى الثَّالِثُ: أنَّ الوُجُودَ الحَقِيقِيَّ الكَامِلَ هو لِلَّهِ سُبحانَه وتَعَالى، وما عَدَاه هو وُجُودٌ نَاقِصٌ مَشُوبٌ بالعَدمِ، أي عَدمُ الكَمَالِ وعَدمُ الإستِقلَالِ، فاللهُ سُبحانَه هو المَوجُودُ الأصِيلُ المُستَقِلُّ بذَاتِه، وما عَدَاه هو وُجُودٌ تَابِعٌ له. وتَعبِيرُ البَعْضِ بأنَّ المَوجُودَاتِ عَدمٌ وأنَّه لا وُجُودَ في هَذا الكَوْنِ إلَّا لِلَّهِ سُبحانَه وتَعَالى يُرادُ به هَذا المَعنَى، أي أنَّ المَوجُودَاتِ هي عَدمٌ بذَاتِها وتَستَمِدُّ وُجُودَها وبَقَاءَها مِن فَيْضِه سُبحانَه. وهَذا المَعنَى أيْضاً هو مَعنىً صَحِيحٌ ولا غُبَارَ عليْه، وقد نَجِدُه في تَعبِيرَاتِ العُرفَاءِ ولكنَّ البَعْضَ يَفُوتُه الفَهْمُ الصَّحِيحُ منْه ويَتصَوَّرُ أنَّها تَدعُو إلى إلغَاءِ وُجُودِ المَوجُودَاتِ باعْتِبَارِها عَدماً وأنَّ الوُجُودَ هو لِلَّهِ فقط، أي كمَا هو الحَالُ في المَعنَى الأوَّلِ المُتقدِّمِ، وهو لَيسَ مُرَاداً لهم جَزماً. المَعنَى الرَّابِعُ: هو فَنَاءُ المُمكِنِ في الوَاجِبِ، والمُرَادُ به: أنَّ الإنسَانَ مِن خِلَالِ عِبادَتِه وطَاعَتِه لِلَّهِ سُبحانَه يَتدرَّجُ في مَراتِبِ الكَمَالِ إلى أنْ يَصِلَ إلى مَرحَلةِ الفَنَاءِ في مَعبُودِه ولا يَرَى في هَذا الكَوْنِ شَيئاً سِوَاهُ، وهُو ما يُشِيرُ إليْه الحَدِيثُ القُدسِيُّ المَروِيُّ في كُتُبِ الفَرِيقَينِ: (ما زَالَ عَبدِي يَتقرَّبُ إليَّ بالنَّوافِلِ حتى أُحِبَّه، فإذا أحْبَبتُه كُنتُ سَمْعَه الَّذي يَسمَعُ به، وبَصَرَه الَّذي يُبصِرُ به، ويَدَه التي يَبطِشُ بها، وقَدمَه التي يَمشِي بها). وهَذا المَعنَى أيْضاً مَعنىً صَحِيحٌ، ولا مُشكِلةَ فيْه بالمَرَّةِ، وإذا قَالَ به العَارِفُ فهُو حَالةٌ وُجدَانيَّةٌ يَعِيشُها مع رَبِّه، ولا يَعنِي إلغَاءَ المَوجُودَاتِ وصَيرُورَتَها شَيئاً وَاحِداً. هذِهِ هي أبرَزُ المَعَانِي المُتصَوَّرةِ لـ (وَحدَةِ الوُجُودِ)، وما تَسمَعُونَه مِن لَغَطٍ هُنا وهُناكَ هي مُحاوَلَاتٌ بَائِسةٌ وَاقِعاً في إسقَاطِ المَعنَى الأوَّلِ البَاطِلِ المُتقدِّمِ على عُرفَاءِ الشِّيعَةِ بُغيَةَ تَكفِيرِهِم، أو بُغيَةَ ثَلْمِ المَذهَبِ مِن خِلَالِهم، وهُم بَراءٌ مِن هَذا المَعنَى تَماماً، ولا يَضِيرُ المُؤمِنُ شَيئاً أنْ يُنبِزَه الجَاهِلُ بما لَيسَ فيْه، فقَد نَبزَ الجَاهِليُّونَ الأوائِلُ رَسُولَ اللهِ (صلَّى اللهُ عليْه وآلِه ) بالسِّحْرِ والجُنُونِ والكَهانَةِ وغَيرِ ذلكَ، مع أنَّه أشرَفُ مَن وَطأَتْ قَدمَاهُ الأرْضَ.

8