بين امي واحتي مشاكل وقطيعة
امي واختي المتزوجه لديهن خلاف جدا كبيرة اكثر الاوقات تكون امي غاضبه وماراضيه عليها بسبب كلامها احيانا الجارح أو بعض التصرفات و نوعا ما قاطعه صلتها بينه في مرة أختي كانت ما تسأل لا على أبويه ولا على امي واخواني فكان عيد الام وامي قالت الي شوف تذهب لفلانه وما تسأل عليه واني غضبت من أختي بشده فتحت جوال امي وجدت أختي رسلت رساله تهنئه لامي واني لشده غضبي حذفت الرساله واني كلت لامي أختي هنأتج بعيد الام وامي مامصدكه وانا إلى الآن اخبر امي ان أختي هنئتك بعيد الام وامي مامصدكه وانا إلى الآن نادم
بسم الله الرحمن الرحيم السلام عليكم ورحمة الله وبركاته اهلاً وسهلاً بكم في شؤون الاسرة لقد اخطأت بحذف الرسالة وأخطأت بالاطلاع على جوال امك والتصرف فيه دون علمها واذنها ، وكان الاولى بك ان تكون سبباً في التقريب بين امك واختك وتستثمر كل فرصة وسبب يساعدك على اداء هذه المهة ، وعلى كل حال فالذي عليك فعله الان هو ان تسعى بقدر جهدك وامكانك على حل الخلاف بينهما وان تستعين بمن تراه قادراً على اداء هذه الوظيفة معك ، وليس من الصحيح ان تبقى والاخرين متفرجين على تلك القطيعة او تساهموا في اتساعها وتجذرها . تحدث مع امك وكذلك مع اختك وبين لهم ان القطيعة التي بينهما حرام ، وابحث عن اسباب تلك القطيعة وحاول ايجاد الحلول لها واكد على اختك وبين لها وظيفتها تجاه والديها على وجه الخصوص وان لهما الحق العظيم على اولادهم ، وعلى الاولاد ان يراعوا هذا الحق وان لا يكونوا من العاقين المتنكرين لجميل الوالدين ومعروفهما لان عواقب العقوق وخيمة جداً في الدنيا والاخرة ، يقول الامام زين العابدين عليه السلام في بيان حق الوالدين ( فحق أمك أن تعلم أنها حملتك حيث لا يحمل أحد أحدا ، وأطعمتك من ثمرة قلبها ما لا يطعم أحد أحدا ، وأنها وقتك بسمعها وبصرها ويدها ورجلها وشعرها وبشرها وجميع جوارحها ، مستبشرة فرحة محتملة لما فيه مكروهها وألمها وثقلها وغمها ، حتى دفعتها عنك يد القدرة وأخرجتك إلى الارض فرضيت أن تشبع وتجوع هي ، وتكسوك وتعرى وترويك وتظمى ، وتظلك وتضحى ، وتنعمك ببؤسها وتلذذك بالنوم بأرقها ، وكان بطنها لك وعاء ، وحجرها لك حواء ، وثديها لك سقاء ، ونفسها لك وقاء. تباشر حرّ الدنيا وبردها لك ودونك. فتشكرها على قدر ذلك ، ولا تقدر عليه إلا بعون اللّه وتوفيقه ، وأما حق أبيك : فان تعلم أنه أصلك ، وأنك فرعه ، وأنك لولاه لم تكن. فمهما رأيت في نفسك مما يعجبك فاعلم أن أباك أصل النعمة عليك فيه ، واحمد اللّه واشكره على قدر ذلك. ولا قوة إلاّ باللّه. ) وقد نهى الله سبحانه وتعالى عن قطيعة الرحم فقال في محكم كتابه الكريم ( فَهَلْ عَسَيْتُمْ إِنْ تَوَلَّيْتُمْ أَنْ تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ وَ تُقَطِّعُوا أَرْحامَكُمْ ) محمد ٢٢ وقال الإمام علي عليه السلام ( إنَّ أهل البيت ليجتمعون ويتواسون وهم فجرة فيرزقهم الله ، وإن أهل البيت ليتفرقون ويقطع بعضهم بعضا فيحرمهم الله وهم أتقياء ) وروي عن الإمام الباقر عليه السلام أنه قال: ( في كتاب علي ثلاث خصال لا يموت صاحبهن أبداً حتى يرى وبالهن: البغي وقطيعة الرحم ، واليمين الكاذبة يبارز الله بها، وإن أعجل الطاعة ثواباً لَصلةُ الرحم ، إن القوم ليكونون فجَّاراً فيتواصلون فتنمى أموالهم ويثرون ، وإن اليمين الكاذبة وقطيعة الرحم لتذران الديار بلاقع من أهلها ) و تحرم قطيعة الرحم حتى لو كان ذلك الرحم قاطعاً للصلة قال نبينا الكريم محمد صلى الله عليه واله ( أفضل الفضائل: أن تصل مَن قطعك ،وتعطي من حرمك ،وتعفو عمّن ظلمك ) وقال صلى الله عليه واله ( لا تقطع رحمك وان قطعك ) ولعلّ أدنى عمل يقوم به المسلم لصلة أرحامه مع الامكان والسهولة ، هو أن يزورهم فيلتقي بهم ، أو أن يتفقد أحوالهم بالسؤال ، ولو من بعد. قال أمير المؤمنين عليه السلام ( صلوا أرحامكم ولو بالتسليم ، يقول الله سبحانه وتعالى( واتقوا الله الذي تساءلون به والأرحام إنَّ الله كان عليكم رقيبا ) وعن الإمام الصادق عليه السلام ( إن صلة الرحم والبرِّ ليهوّنان الحساب ويعصمان من الذنوب ، فصلوا أرحامكم وبرّوا باخوانكم ، ولو بحسن السلام ورد الجواب ) فاسعى بجهد امكانك ومن معك ممن تراه حريصاً على اصلاح العلاقة بين اختك وامك فان لك بذلك اجر عظيم عند الله تعالى ، روي ان رسول الله صلى الله عليه واله كان يقول ( ألا أخبركم بأفضل من درجة الصيام والصلاة والصدقة؟ إصلاح ذات البين، فإن فساد ذات البين هي الحالقة ) وعنه صلى الله عليه وآله ( يا أبا أيوب! ألا أخبرك وأدلك على صدقة يحبها الله ورسوله؟ تصلح بين الناس إذا تفاسدوا وتباعدوا ) وعن الإمام الصادق عليه السلام (صدقة يحبها الله إصلاح بين الناس إذا تفاسدوا، وتقارب بينهم اذا تباعدوا ) حاولوا قدر الامكان ان تتعرفوا على حقيقة المشكلة التي بين امكم وبين اختكم وان تعالجوها وان تسعوا لرفع تلك الاشكالات والتخلص منها ، حالوا جهد امكانكم ان تعالجوا الامور بالحكمة وعدم التشنج في المواقف وربما يتطلب الامر من بعضهم تجاه الاخر المرونة لكسب ود الاخرين فمن المؤكد ان طبيعة التعامل مع الاخرين له الاثر الكبير في تحديد شكل العلاقة وحدودها ، وذكرهم بان العفو عن زلات الاخرين وحمل النفس على التسامح وكظم الغيظ كل ذلك من اخلاق الصالحين فقد اكد القران الكريم على الاتصاف بهذه الاخلاق والتي هي من صفات النبي صلى الله عليه واله والائمة الاطهار عليهم السلام واخلاقهم وقد امروا وشجعوا شيعتهم على التحلي والاتصاف بها فقد قال تعالى ( إِنْ تُبْدُوا خَيْراً أَوْ تُخْفُوهُ أَوْ تَعْفُوا عَنْ سُوءٍ فَإِنَّ اللَّهَ كانَ عَفُوًّا قَدِيراً ) النساء ٤٩ وقال تعالى ( الَّذِينَ يُنْفِقُونَ فِي السَّرَّاءِ وَ الضَّرَّاءِ وَ الْكاظِمِينَ الْغَيْظَ وَ الْعافِينَ عَنِ النَّاسِ وَ اللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ ) ال عمران ١٣٩ وروي عن رسول الله صلى الله عليه وآله ( ألا أخبركم بخير خلائق الدنيا والآخرة؟: العفو عمن ظلمك، وتصل من قطعك، والإحسان إلى من أساء إليك، وإعطاء من حرمك ) وعن الإمام الصادق عليه السلام ( ثلاث من مكارم الدنيا والآخرة: تعفو عمن ظلمك، وتصل من قطعك، وتحلم إذا جهل عليك ) وعن رسول الله صلى الله عليه وآله ( إذا أوقف العباد نادى مناد: ليقم من أجره على الله وليدخل الجنة، قيل: من ذا الذي أجره على الله؟ قال: العافون عن الناس ) وعنه صلى الله عليه وآله (رأيت ليلة أسري بي قصورا مستوية مشرفة على الجنة، فقلت: يا جبرئيل لمن هذا؟ فقال: للكاظمين الغيظ والعافين عن الناس والله يحب المحسنين ) وعنه صلى الله عليه وآله ( عليكم بالعفو، فإن العفو لا يزيد العبد إلا عزا، فتعافوا يعزكم الله ) اصلح الله لنا ولكم امر دينكم ودنياكم دمتم في رعاية الله وحفظه