الرد على ان (إنما أنت منذر ولكل قوم هاد) نزلت في علي رض من كتاب " الفردوس، "عن ابن عباس قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «أنا المنذر وعلي الهادي، بك يا علي يهتدي المهتدون». ونحوه رواه أبو نعيم، وهو صريح في ثبوت الولاية والإمامة
أن هذا لم يقم دليل على صحته، فلا يجوز الاحتجاج به. وكتاب " الفردوس " للديلمي فيه موضوعات كثيرة أجمع أهل العلم على أن مجرد كونه رواه لا يدل على صحة الحديث، وكذلك رواية أبي نعيم لا تدل على الصحة
أن هذا الكلام لا يجوز نسبته إلى النبي - صلى الله عليه وسلم -، فإن قوله: «أنا المنذر وبك يا علي يهتدي المهتدون», ظاهره أنهم بك يهتدون دوني، وهذا لا يقوله مسلم، فإن ظاهره أن النذارة والهداية مقسومة بينهما، فهذا نذير لا يهتدى به، وهذا هاد، وهذا لا يقوله مسلم
أن الله تعالى قد جعل محمدا هاديا فقال: (( وَإِنَّكَ لَتَهدِي إِلَى صِرَاطٍ مُستَقِيمٍ * صِرَاطِ اللَّهِ )) (الشورى:52-53), فكيف يجعل الهادي من لم يوصف بذلك دون من وصف به؟
أن قوله: " بك يهتدي المهتدون " ظاهره أن كل من اهتدى من أمة محمد فبه اهتدى، وهذا كذب بين، فإنه قد آمن بالنبي - صلى الله عليه وسلم - خلق كثير، واهتدوا به، ودخلوا الجنة، ولم يسمعوا من علي كلمة واحدة، وأكثر الذين آمنوا بالنبي - صلى الله عليه وسلم - واهتدوا به لم يهتدوا بعلي في شيء. وكذلك لما فتحت الأمصار وآمن واهتدى الناس بمن سكنها من الصحابة وغيرهم، كان جماهير المؤمنين لم يسمعوا من علي شيئا، فكيف يجوز أن يقال: بك يهتدي المهتدون؟
أنه قد قيل معناه: إنما أنت نذير ولكل قوم هاد، وهو الله تعالى، وهو قول ضعيف. وكذلك قول من قال: أنت نذير وهاد لكل قوم، قول ضعيف.
والصحيح أن معناها: إنما أنت نذير كما أرسل من قبلك نذير، ولكل أمة نذير يهديهم أي يدعوهم، كما في قوله: (( وَإِن مِن أُمَّةٍ إِلَّا خَلَا فِيهَا نَذِيرٌ )) (فاطر:24) وهذا قول جماعة من المفسرين .....
أن قوله: {ولكل قوم هاد} نكرة في سياق الإثبات، وهذا لا يدل على معين، فدعوى دلالة القرآن على علي باطل، والاحتجاج بالحديث ليس احتجاجا بالقرآن، مع أنه باطل
"ويقول الذين كفروا لولا" هلا "أنزل عليه" على محمد "آية من ربه" كالعصا واليد والناقة "إنما أنت منذر" مخوف الكافرين وليس عليك إتيان الآيات "ولكل قوم هاد" نبي يدعوهم إلى ربهم بما يعطيه من الآيات لا بما يقترحون
الأخ عباس المحترم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ان الحديث المشار اليه صحيح وقد روي بعدة طرق بعضها صحيح فمثلا ذكر الثعلبي في الكشف 3/425 عن عطاء بن السائب عن سعيد بن جبير عن ابن عباس قال لما نزلت هذه الاية وضع رسول الله (صلى الله عليه واله) يده على صدره وقال (انا المنذر) وأومي بيده الى منكب علي بن ابي طالب (عليه السلام) فقال (فأنت الهادي يا علي بك يهتدي المهتدون بعدي) .
واعترف ابن حجر بأن الاسناد حسن (فتح الباري 8/285) ومنه يتضح صحة ما ذكره صاحب كتاب الفردوس وما رواه ابو نعيم بثلاث طرق عن حذيفة بن اليمان ان ما تدعونه من الفهم للاية المباركة وانه الرسول ليس عنده هداية غير صحيح وهذا مخالف لظهور الاية الكريمة فالرسول (صلى الله عليه واله) هو مصداق المنذر والانذار هو هداية مع دعوة وان الامام علي (عليه السلام) مصداق للهادي من غير دعوة وانكم ذكرتم انه يفهم من عبارة (بك يهتدي المهتدون) انه كل من اهتدى من امة محمد (صلى الله عليه واله) فبالامام اهتدى وقلتم ان هذا كذب وهذا فهم خاطيء فكل من الرسول (صلى الله عليه واله) والامام (عليه السلام) هاد فممكن لشخص ان يهتدي في زمن الرسول (صلى الله عليه واله) وبعد ذلك لا يتبع الامام (عليه السلام) كما حدث ذلك لكثرة من الصحابة والمفروض بهم ان يهتدوا بعد الرسول (صلى الله عليه واله) بعلي (عليه السلام) وليس في الحديث دلالة على ان كل من اهتدى بالرسول يجب ان يهتدي بعده بالامام (عليه السلام) فهذا الامر لا يدل عليه الحديث لكي تكذبوا دلالته .
ومنه يتضح بطلان ما ذكرتم من ان المقصود بالاية ان لكل قوم نذير وايضا ذكرنا ان الامام علي (عليه السلام) هو مصداق لكلمة (هاد) في الاية المباركة ولم ندع ان اللفظ معين .
ودمتم في رعاية الله