السلام عليكم
عندي سؤال بخصوص صحة هذه الرواية:
عن إبان بن تغلب قال: قرأ الامام جعفر الصادق (عليه السلام) :(لقد تاب الله بالنبي على المهاجرين والانصار) فقال أبان: يا ابن رسول الله أن العامة لا تقرأ كما عندك ، قال (عليه السلام) : وكيف تقرأ ... إلى نهاية الرواية. هل هذه الرواية صحيحة؟
وشكراً
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
أهلاً بكم في تطبيقكم المجيب
أولاً:/ روى الرواية الطبرسي في كتابه الاحتجاج، جزء (١)، صفحة (٩٨)، مرسلة.
ثانياً/ ليس المراد من التوبة هي صدور المعصية من النبي (صلى الله عليه وآله)، ليتوب الله تعالى عليه كما يقول بعض مفسري العامّة، فهذا غير صحيح لما ثبت عندنا من أنّ النبي (صلى الله عليه وآله) معصوم من الذنوب ولم يرتكب معصية ليتوب فيقبل الله توبته.
وأشار الطبطبائي في تفسيره إلى بينان تلك الآية حيث قال : ((إلّا أنّ التدقيق في نفس هذه الآية وسائر آيات القرآن سيرشدنا إلی عدم صحة هذا التّفسير، لأن:
أوّلا: إن معنی توبة اللّه سبحانه رجوعه بالرحمة و الرعاية علی عباده، ولا يوجد في هذا المعنی أثر للزلل أو المعصية، كما قال في سورة النساء بعد ذكر قسم من الأحكام: يُرِيدُ اللَّـهُ لِيُبَيِّنَ لَكُمْ وَيَهْدِيَكُمْ سُنَنَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ وَ يَتُوبَ عَلَيْكُمْ وَ اللَّـهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ. ففي هذه الآية و التي قبلها لم يرد حديث عن الزلل والمعصية، بل الكلام- عن تبيين الأحكام و الإرشاد إلی سنن الماضين القيمة المفيدة، وهذا بنفسه يوضح أن التوبة هنا بمعنی شمول رحمة اللّه سبحانه لعباده.
ثانياً: لقد ورد في كتب اللغة أن أحد معاني التوبة هو ما ذكرناه، ففي كتاب (القاموس) المعروف ورد في أن هذا هو أحد معاني التوبة ما لفظة: رجع عليه بفضله وقبوله.
ثالثاً: إنّ الآية تحصر الانحراف عن طريق الحق والتخلف عنه بجماعة من المؤمنين، مع أنّها تصرح بأنّ الرحمة الإلهية تعم الجميع، وهو بنفسه يبيّن أنّ توبة اللّه هنا ليست بمعنی قبول عذر العباد، بل هي الرحمة الإلهية الخاصّة التي أدركت النّبي صلی اللّه عليه وآله وسلّم وكل المؤمنين بدون استثناء في اللحظات الحساسة، وثبّتت أقدامهم في أمر الجهاد)).
ودمتم موفقين.