حيدر فرحان ( 22 سنة ) - العراق
منذ سنة

صحة الحديث

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ما صحة الحديث المنتشر بكثرة وهو: قال معاوية لجيشه في معركة صفين إذا بلغتُم ماء صفين، فامنعوه عن جيش علي بن أبي طالب..ليموتوا عطشاً. قالوا: وإِن دارت الحرب وبلغ الماء، مَنَعنَا منه. قال: لا لن يفعل إنّه"علي". نرجو الإجابة جزاكم الله خير الجزاء


وعليكم السلام ورحمة اللّٰه وبركاته أهلاً بكم في تطبيقكم المجيب لمَّا انتهت حرب الجمل استعدَّ الإمام إلى حرب معاوية، فوجد حماساً وتجاوباً من أهل الكوفة، حيث كان قسم كبير منهم قد اشتركوا معه في معركة الجمل، وهم الآن يريدون أن يضيفوا نصراً جديدا للإسلام. ثمَّ إنَّ الإمام وقبل حرب صفِّين كان قد أرسل إلى معاوية السفراء والكتب يدعوه إلى الطاعة والدخول فيما دخل المسلمون من قبله، لكنَّه لم يستجب لطلبه، بل أظهر الشدَّة والصلافة في ردِّه على رسائل الإمام، واختار القتال على الصلح والمسالمة. في هذه الأثناء تجهَّز معاوية بجيشٍ ضخمٍ واتَّجه به صوب العراق، ولمَّا بلغ أمير المؤمنين (عليه السلام) خبره جهَّز جيشه، واتَّجه نحو الزحف، ليقطع عليهم الدخول إلى أرض العراق، لما في ذلك من قتل ونهب وفساد كبير.. فكان من ذلك حرب صفِّين. ونزل معاوية بمن معه في وادي صفِّين، وأخذ شريعة الفرات، وجعلها في حيِّزه، وبعث عليها أبا الأعور السُّلمي يحميها ويمنعها ... المزید وبعث أمير المؤمنين (عليه السلام) صعصعة بن صوحان إلى معاوية، يسأله أن يخلِّي بين الناس والماء، فقال معاوية لأصحابه: ما ترون؟ فبعضهم قال: امنعهم الماء، كما منعوه ابن عفَّان، اقتلهم عطشاً قتلهم الله، لكنَّ عمرو بن العاص حاول أن يقنع معاوية بأن يخلِّي بين القوم وبين الماء، فرجع صعصعة فأخبره بما كان، وأنَّ معاوية قال: سيأتيكم رأيي، فسرَّب الخيل إلى أبي الأعور ليمنعهم الماء. ولمَّا سمع عليٌّ (عليه السلام) ذلك قال: "قاتلوهم على الماء"، فأرسل كتائب من عسكره، فتقاتلوا واشتدَّ القتال، واستبسل أصحاب الإمام أشدَّ استبسالٍ، حتى خلَّوا بينهم وبين الماء، وصار في أيدي أصحاب عليٍّ (عليه السلام). فقالوا: والله لا نسقيه أهل الشام! فأرسل عليٌّ (عليه السلام) إلى أصحابه أن: "خذوا من الماء حاجتكم وخلُّوا عنهم، فإنَّ الله نصركم بغيِّهم وظلمهم"[أنظر: الكامل في التاريخ: ج 3، ص 167، وسير أعلام النبلاء (سيرة الخلفاء الراشدين): ص 267 مختصراً]. بهذا الخُلق الكريم عامل أمير المؤمنين (عليه السلام) أشدَّ مناوئيه.. ثمّ دعا عليّ (عليه السلام) جماعة من قادة جنده، فقال لهم: "ائتوا هذا الرجل وادعوه إلى الله والى الطاعة والجماعة". ففعلوا ما أمرهم به، لكنَّ معاوية قال لهم بعد أن سمع كلامهم: انصرفوا من عندي، فليس بيني وبينكم إلّا السيف، وغضب القوم، وخرجوا، فأتوا عليَّاً (عليه السلام) فأخبروه بذلك.. واحتدم القتال بين الطرفين، فاقتتلوا يومهم كلَّه قتالاً شديداً لم يشهد له تاريخ الحروب مثيلاً، ثُمَّ تقدَّم الإمام عليٌّ (عليه السلام) بمن معه يتقدَّمهم عمَّار بن ياسر، ولمَّا برز لعمرو بن العاص قال عمَّار: "لقد قاتلت صاحب هذه الراية مع رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) ثلاث مرّات، وهذه الرابعة ما هي بأبرَّ وأنقى"[م. ن: ج 3، ص 187 وانظر سير أعلام النبلاء: ج 2، ص 265] يعني: راية معاوية. وقال حبَّة بن جُوَين العُرَني: قلتُ لحذيفة بن اليمان: حدِّثنا فإنَّا نخاف الفتن. فقال: عليكم بالفئة التي فيها ابن سُميَّة، فإنَّ رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)، قال: "تقتله الفئة الباغية الناكبة (الناكثة) عن الطريق، وإنَّ آخر رزقه ضَياح من لبن"، وهو الممزوج بالماء من اللبن، قال حبَّة: فشهدته يوم قُتل وهو يقول: ائتوني بآخر رزقٍ لي في الدنيا، فأُتي بضياحٍ من لبن في قدح أروح له حلقة حمراء ـ وقد تضعضع الكثيرون من أتباع ابن أبي سفيان لموقف عمَّار، لأنَّ مقولة رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) فيه لم تكن خافيةً على أحدٍ من الناس: "فطوبى لعمَّار تقتله الفئة الباغية، عمَّار مع الحقِّ يدور معه كيفما دار" وهذا كلُّه من دلائل نبوَّة محمَّدٍ (صلى الله عليه وآله وسلم). (منقول)