هدوء البحر ( 41 سنة ) - العراق
منذ 3 سنوات

المحرمات في الدنيا تكون حلالا في الاخرة

السلام عليكم هل المحرمات في الدنيا تكون حلالا في الأخرة للعبد المؤمن بعد ان اطاع الله في عدم أرتكابها أم لا؟وهل يوجد زواج في الجنة ؟


السلام عليكم ورحمة الله و بركاته ان تحريم فعل بعض الأمور في عالم الدنيا مثل شرب الخمر والزنا واللواط والاستماع إلى الاغاني يكون لحكمة معينة أرادها الباري عز وجل ويحب على العبد الإطاعة في ذلك واما من يقول طُلب من المسلم الابتعاد عن الحرام لأنه يجده في الجنة غير صحيحة إذا فُهمت أنها على عمومها ؛ إذ ليس كل ما حرَّمه الله تعالى علينا نجده في الآخرة ، وإنما جاء ذلك في أشياء معدودة كتحريم لبس الحرير وتحريم شرب الخمر وتحريم الشرب بآنية الذهب والفضة ؛ فإن هذه الأشياء يجدها المسلم في الجنة بما هو لائق بفضل الله وبما هو لائق بتلك الدار .فقوله تعالى: (مثل الجنة التي وعد المتقون فيها أنهار من ماء غير أسن وأنهار من لبن لم يتغير طعمه وانهار من خمر لذة للشاربين وانهار من عسل مصفى) محمد:15. فالاية المباركة تشير الى اوصاف الجنة فيها الخمر لكن يختلف عما هو موجود في عالم الدنيا وكذلك الأكل بأنية الذهب كما في قوله تعالى: (ادخلوا الجنة أنتم وأزواجكم تحبرون يطاف عليهم بصحاف من ذهب وأكواب وفيها ما تشتهيه الأنفس وتلذ الأعين وانتم فيها خالدون وتلك الجنة التي أورثتموها بما كنتم تعملون لكم فيها فاكهة كثيرة منها تأكلون) الزخرف: 70-71-72-73 وكذلك لبس الذهب فقد حرم في الدنيا وفي الأخرة حلل ففي قوله تعالى: (إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات إنا لا نضيع أجر من أحسن عملاً أولئك لهم جنات عدن تجري من تحتها الأنهار يحلون فيها من أساور من ذهب ويلبسون ثياباً خضراً من سندس واستبرق متكئين فيها على الأرائك، نعم الثواب وحسنت مرتفقاً) الكهف: 30- وأما اللواط والسحاق فقد حرم الله تعالى ذلك على عباده في الدنيا ، وأهل الجنة منزهون عن مثل هذه الفواحش . واما الزواج في الجنة فقد أشار إلى ذلك صاحب كتاب تصحيح اعتقادات الإمامية للشيخ المفيد ص 117 : وثواب أهل الجنة الالتذاذ (بالمآكل والمشارب) والمناظر والمناكح وما تدركه حواسهم مما يطبعون على الميل إليه، ويدركون مرادهم بالظفر به وليس في الجنة من البشر من يلتذ بغير مأكل ومشرب وما تدركه الحواس من الملذوذات .

1