logo-img
السیاسات و الشروط
زهراء ازهر ( 22 سنة ) - العراق
منذ سنة

صحة الحديث

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته روي عن الرسول (صلى الله عليه وآله): يا علي كنت مع الأنبياء سراً ومعي جهراً. المصدر : كتاب اسماء الله الحسنى الجزء الأول الصفحه 28. ما صحة هذا الحديث مع التفسير إن أمكن؟


وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته أهلاً بكم في تطبيقكم المجيب بعد التتبّع المتواضع لم أجد لهذا الحديث أصلاً بين أيدينا ولا أيّ سند على الإطلاق، لا عند الشيعة ولا عند السنّة، وقد نقله الملا فتح الله الكاشاني (988هـ) في كتابه زبدة التفاسير، ونقله السيد الميلاني في نفحات الأزهار عن كتاب معارج العلى المخطوط من تأليف العالم السنّي الشيخ محمد صدر العالم الذي كان حيّاً حدود عام 1146هـ. وقد ورد بصيغة (بعث علي مع كلّ نبي سراً وبعث معي جهراً)، وأخذت هذه الصيغة من كتب أخلاقية وصوفية متأخّرة كشرح دعاء الجوشن، وذكره حيدر الآملي في كتاب جامع الأسرار، كما أورده الميرزا جواد ملكي التبريزي (1343هـ) في المراقبات. والذي يبدو لي أنّ هذا الحديث ـ بحسب ما هو متوفّر بين أيدينا ـ يعود في أقدم مصدر له إلى القرن الثامن الهجري، وأنّه حضر بقوّة عند المتصوّفة والعرفاء، ولم يرد ذكره في حدود تتبّعي في أيّ مصدر حديثي سنيّ أو شيعي ولا مصدر تأريخي قديم، فضلاً عن أنّ من أورده لم يذكر سنده إليه ولا مصدره الذي يرجع إلى القرون الأولى، فلا يمكن الاعتماد عليه من زاوية الصنعة الحديثية ولا من زاوية التوثيق التأريخي. يضاف إلى ذلك أنّ هذا الحديث يفترض أنّ الإمام علياً (عليه السلام) كان مع كلّ الأنبياء، مع أنّ رسول الله نفسه لم يكن له مثل هذه المنزلة، فالله يقول له بعدما يحدّثه عن قصّة موسى (عليه السلام): (وَمَا كُنْتَ بِجَانِبِ الْغَرْبِيِّ إِذْ قَضَيْنَا إِلَى مُوسَى الْأَمْرَ وَمَا كُنْتَ مِنَ الشَّاهِدِينَ وَلَكِنَّا أَنْشَأْنَا قُرُونًا فَتَطَاوَلَ عَلَيْهِمُ الْعُمُرُ وَمَا كُنْتَ ثَاوِيًا فِي أَهْلِ مَدْيَنَ تَتْلُو عَلَيْهِمْ آَيَاتِنَا وَلَكِنَّا كُنَّا مُرْسِلِينَ وَمَا كُنْتَ بِجَانِبِ الطُّورِ إِذْ نَادَيْنَا وَلَكِنْ رَحْمَةً مِنْ رَبِّكَ لِتُنْذِرَ قَوْمًا مَا أَتَاهُمْ مِنْ نَذِيرٍ مِنْ قَبْلِكَ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ) (القصص: 44 ـ 46). وبعد حديثه عن قصّة مريم وزكريا، قال سبحانه وتعالى: (ذَلِكَ مِنْ أَنْبَاءِ الْغَيْبِ نُوحِيهِ إِلَيْكَ وَمَا كُنْتَ لَدَيْهِمْ إِذْ يُلْقُونَ أَقْلَامَهُمْ أَيُّهُمْ يَكْفُلُ مَرْيَمَ وَمَا كُنْتَ لَدَيْهِمْ إِذْ يَخْتَصِمُونَ) (آل عمران: 44). وبعد حديثه عن قصّة نوح يقول سبحانه: (تِلْكَ مِنْ أَنْبَاءِ الْغَيْبِ نُوحِيهَا إِلَيْكَ مَا كُنْتَ تَعْلَمُهَا أَنْتَ وَلَا قَوْمُكَ مِنْ قَبْلِ هَذَا فَاصْبِرْ إِنَّ الْعَاقِبَةَ لِلْمُتَّقِينَ) (هود: 49). وبعد حديثه بالتفصيل عن قصّة يوسف (عليه السلام) يخاطب الله نبيّه المصطفى، فيقول له: (ذَلِكَ مِنْ أَنْبَاءِ الْغَيْبِ نُوحِيهِ إِلَيْكَ وَمَا كُنْتَ لَدَيْهِمْ إِذْ أَجْمَعُوا أَمْرَهُمْ وَهُمْ يَمْكُرُونَ) (يوسف: 102). أفهل ينسجم هذا الخطاب القرآني مع فكرة أنّ الرسول أو أحد الأئمّة كان مع كلّ الأنبياء سرّاً؟! (منقول).

1