لبيك يا علي(عليه السلام ) ( 20 سنة ) - العراق
منذ 3 سنوات

يحبون الموت ولا يريدون الفناء

من هم الناس الذين ينتظرون يوم القيامة بفارغ الصبر؟


بسم الله الرحمن الرحيم وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته اهلا بكم ان حب الاخرة وعدم التعلق بالدنيا هو من سمات وصفات المؤمنين الذين يعملون الصالحات هم الذين تتعلق قلوبهم بلقاء الله تعالى، اما من كان تعلقه بالدنيا وملذاتها فلا يتمنى لقاء الله، ولو كان بيده لطلب الخلد في دار الملذات والمفاسد لشدة انغماسه بها والقران الكريم يبين لنا نموذجا لهذه حالة، وهم اليهود وكيف كانوا يدعون انهم احباب الله وان الجنة لا يدخلها غير اليهود فاتاهم الرد القاصم من الله تعالى ((قُلْ إِنْ كانَتْ لَكُمُ الدَّارُ الْآخِرَةُ عِنْدَ اللَّهِ خالِصَةً مِنْ دُونِ النَّاسِ فَتَمَنَّوُا الْمَوْتَ إِنْ كُنْتُمْ صادِقِينَ وَ لَنْ يَتَمَنَّوْهُ أَبَداً بِما قَدَّمَتْ أَيْدِيهِمْ وَ اللَّهُ عَلِيمٌ بِالظَّالِمِينَ وَلَتَجِدَنَّهُمْ أَحْرَصَ النَّاسِ عَلى‏ حَياةٍ وَ مِنَ الَّذِينَ أَشْرَكُوا يَوَدُّ أَحَدُهُمْ لَوْ يُعَمَّرُ أَلْفَ سَنَةٍ وَ ما هُوَ بِمُزَحْزِحِهِ مِنَ الْعَذابِ أَنْ يُعَمَّرَ وَ اللَّهُ بَصِيرٌ بِما يَعْمَلُونَ)) (سورة البقرة، آية 94-95-96)، فهذه الآيات الشريفة تبين لنا جليا المعيار في حب الاخرة والمعيار في حب الدنيا، فمن كان صادقا مع الله تعالى وقدّم من الصالحات والخيرات ما تجعله يتمنى الاخرة ونيل رضا الله تعالى وجوار نبيه الكريم صلى الله عليه وآله وعلى العكس تمام الذين يفرون من الموت، فانهم يعلمون ما في ملفّ أعمالهم من وثائق سوداء ومن صحائف إدانة، والله عليم بكل ذلك، ولذلك فهم لا يتمنون الموت. والآية الأخيرة تبين انشداد هؤلاء بالأرض وحرصهم الشديد على المال والمتاع: ﴿وَلَتَجِدَنَّهُمْ أحْرَصَ النّاسِ عَلى حَيَاة﴾ وتذكر الآية أن حرصهم هذا يفوق حرص الذين أشركوا: ﴿وَمِنَ الَّذِينَ أشْرَكُوا﴾. والخوف من الموت والاخرة له عوامل ويمكن ذكر عاملين: 4 - عوامل الخوف من الموت: 1 - الخوف من الفناء والعدم، فالذين لا يؤمنون بالآخرة لا يرون بعد هذه الحياة استمرار لحياتهم، ومن الطبيعي أن يخاف الإنسان من الفناء، وهذا الخوف يلاحق هؤلاء حتى في أسعد لحظات حياتهم فيحوّلها إلى علقم في أفواههم. 2 - الخوف من العقاب، ومثل هذا الخوف يلاحق المذنبين المؤمنين بالآخرة، فيخافون أن يحين حينهم وهم مثقلون بالآثام والأوزار، فينالوا جزاءهم، ولذلك يودّون أن تتأخّر ساعة انتقالهم إلى العالم الآخر. وكلا السببين قد جاء الأنبياء وعالجوها اذ سعوا في احياء القلوب بالإيمان باليوم الآخر، وبذلك أبعدوا شبح الفناء والإنعدام من الأذهان، وبينوا أن الموت انتقال إلى حياة أبدية خالدة منعّمة. من جهة اُخرى دعا الأنبياء إلى العمل الصالح، كي يبتعد الإنسان عن الخوف من العقاب، ولكي يزول عن القلوب والأذهان كل خوف من الموت. (ينظر: تفسير الأمثل بتصرف) جعلنا الله واياكم ممن احيا قلبه بحب الله والنبي صلى الله عليه واله واهل بيته الطاهرين وان يحشرنا معهم وبجوارهم انه على كل شيء قدير.

2