القرآن يبين أصناف وأقسام الصحابة، ففيهم المؤمنون وفيهم المنافقون، وفيهم أصحاب الأطماع والمصالح، وقد بيّن سبحانه أحوالهم بعد وفاة رسول الله (صلى الله عليه وآله) بقوله فيهم: (( أَفَإِن مَّاتَ أَو قُتِلَ انقَلَبتُم عَلَى أَعقَابِكُم )) (آل عمران:144).
وأمّا السنة النبوية الشريفة، فنكتفي منها بإيراد حديث صحيح في البخاري عن أبي هريرة يبيّن واقع الصحابة بعد رسول الله (صلى الله عليه وآله) وتبديلهم لدينهم واجتهادهم في مقابل النصوص:
عن أبي هريرة عن النبي (صلى الله عليه وآله): ( ... المزید ثم إذا زمرة حتى إذا عرفتهم خرج رجل من بيني وبينهم قال: هلم قلت: أين؟ قال: إلى النار والله. قلت: وما شأنهم؟ قال: إنهم ارتدوا بعدك على أعقابهم القهقرى، فلا أرى يخلص منهم إلا مثل همل النعم).
والعبرة أيها الأخ بالخاتمة، نسأل الله حسن الخاتمة، فلا ينفع السبق بالاسلام - إن ثبت أنه كان اختياراً لا طمعاً - ولا بجهاد ولا بكثرة صلاة أو صيام أو حفظ للقرآن - وهي غير ثابتة في بعض الصحابة - وإنما العبرة بالعبادة على الوجه المطلوب من الله ورسوله (صلى الله عليه وآله) وعدم إنكار بعض والإيمان ببعض فذلك الإيمان البعضي لا يرتضيه الله تعالى لخلقه كما هو معروف.