بورضا - السعودية
منذ 4 سنوات

 مخاطبة الإمام (عليه السلام) لهارون بأمير المؤمنين

إذن يكون معنى رواية البداء في إسماعيل هو المعنى اللغوي بالنسبة للإمامة، ويكون البداء بالنسبة للقتل الذي أبعدة الله عنه كما في رواية هو المعنى الحقيقي للبداء أي أنه كان قدر له ذلك، فصرفه الله عنه بدعاء الإمام عليه السلام، والله عالم بنهاية الأمر منذ البداية، فيكون بالمعنى المعلوم من أن الدعاء و الصدقة من أسباب دفع البلاء .وتكون الروايتين المذكورتين في السؤال لا دخل لهما بالبداء الحقيقي أصلا، لأنهما تثبتان أنه لم يحدث تغيير، بل تكون كطلب موسى لرؤية الله تعالى حينما سألوه قومه ذلك كما في احد الروايات، فكان عظم ما حصل للكشف عن الحقيقة وليس لجهل موسى أو رضاه بجهل قومه أو اعتراضه على الله سبحانه وتعالى .وتكون كل قضية ظن الناس بإسماعيل أو بأبي جعفر (سبع الدجيل) هي في الحقيقة دفاع منهما عن أخويهما الإمامين بالحق، وقد تكون صدرت من الأمام الصادق والإمام الهادي تلميحات ظنها بعض الناس نص على إسماعيل وأبو جعفر سبع الدجيل، وهي تقية بوجه جواسيس الدولة العباسية حيث ازداد تضييقهم ومراقبتهم للأئمة منذ الإمام الصادق عليهم السلام إلى الحجة المهدي ارواحنا له الفداء .كما يمكن أن يكون مجرد إكرام الإمام لشخصية جليلة القدر من ابناءه باعثا للبعض-وبخاصة العوام والجاهل بأسلوب المعصوم وظروفه- على فهم غير صائب و ظن ليس في محله .


الأخ بو رضا المحترم السلام عليكم ورحمة الله وبركاته المراد بالبداء في اللغة هو الظهور بعد الخفاء وبه تم تفسير بداء الله في اسماعيل حيث يقول الشيخ الصدوق : ما ظهر لله سبحانه امر في شيء كما ظهر له في ابني اسماعيل (اذ اخترمه قلبي ليعلم انه ليس بامام بعدي) . راجع الاعتقادات في دين الامامية ص41 واما رواية القتل التي ذكرها الشيخ المفيد في الفصول المختارة ص309 حيث ورد عن الإمام الصادق (عليه السلام) : ان الله تعالى كتب القتل على ابني إسماعيل مرتين فسألته فيه فعفا عن ذلك فما بدا له في شيء كما بدا له في إسماعيل). فبالامكان تفسيره بالمعنى الاصطلاحي للبداء وهو تغيير المصير والمقدر بالاعمال الصالحة ويمكن مراجعة أسئلتنا العقائدية / البداء / البداء لغة واصطلاحا .  واما ما ذكرتم من حمل الروايتين الاخريتين على معنى الكشف عن الحقيقة او باب القاء الحجة فهو امر وجيه . ودمتم في رعاية الله