logo-img
السیاسات و الشروط
( 31 سنة ) - العراق
منذ سنة

نصيحة

السلام عليكم ما هي الكتب التي أستطيع قراءتها وتفيدني في حياتي كمسلمة شيعية وربة بيت وأم؟


وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته ابنتي الكريمة، بارك اللّٰه فيكم وعليكم، مما ينبغي على المسلمة المؤمنة المتبعة لنهج أهل البيت (عليهم السلام) أن تتخلق بأخلاق الزهراء (عليها السلام) في بيتها. وننقلكم بعض مما ينبغي للمؤمنة التي تقتدي به، كما عليكم سماع محاضرات الشيخ الوائلي الإجتماعية بتربية الطفل ومنهجة الأسرة الصالحة، فإن ذلك مفيد جداً. أما الكتب فعليكم بقراءة الرسالة العملية لمرجع التقليد، وكذلك كتاب الطفل بين الوراثة والتربية لمحمد تقي فلسفي، وكتاب دور الأئمة في بناء الجماعة الصالحة. واليكم ما تم استخلاصه من سلوكيات فاطمة الزهراء (عليها السلام) نُسفر عن بعض ما رصّعت به (عليها السلام) كتب التأريخ من أخلاقها القرآنية الكريمة، لتكون دستوراً لنا يتعلّم منه نساؤنا ورجالنا - على حدٍّ سواء - أصولَ الكرم ومعاليَ الأخلاق ومحمودَ الصفات، فإليكِ شذرات من أخلاقها (عليها السلام): - عدم الاختلاط بالرجال: قال النبي (صلى الله عليه وآله) لها: "أيّ شيءٍ خير للمرأة؟ قالت: أن لا ترى رجلاً ولا يراها رجل، فضّمها إليه وقال: ذرية بعضها من بعض". (المجلسي، بحار الأنوار: ج43، ص84). - الإيثار: الإيثار هو تقديم حاجة الآخرين على حاجة الذات، فهو عكس الأنانية، وقد تضافرت النصوص الشرعية في مدحه، فقد ورد في وصية النبي(صلى الله عليه وآله) لعلي (عليه السلام): "يا علي، ثلاث من حقائق الإيمان: الإنفاق من الإقتار، وإنصافك الناس من نفسك، وبذل العلم للمتعلّم .(المجلسي، بحار الأنوار: ج٦٦، ص٣٧١). وهذا الخلق الكريم كان بارزاً في شخصية الزهراء (عليها السلام)، فقد نقل لنا الإمام الحسن (عليه السلام) أحد هذه المواقف فقال: "رأيت أمي فاطمة (عليها السلام) قامت في محرابها ليلة جمعتها، فلم تزل راكعةً ساجدةً حتى اتّضح عمود الصبح وسمعتها تدعو للمؤمنين والمؤمنات وتسمّيهم وتُكثر الدعاء لهم، ولا تدعو لنفسها بشيء، فقلت لها: يا أماه لِمَ لا تدعين لنفسك كما تدعين لغيرك؟ فقالت: يا بني، الجار ثمّ الدار) . (المجلسي، بحار الأنوار: ج43، ص84). وفي سورة الإنسان يتجسّد مفهوم الإيثار، لدى أهل البيت (عليهم السلام)؛ إذ قال تعالى: {وَيُطْعِمُونَ الطَّعَامَ عَلَى حُبِّهِ مِسْكِينًا وَيَتِيمًا وَأَسِيرًا إِنَّمَا نُطْعِمُكُمْ لِوَجْهِ اللهِ لا نُرِيدُ مِنْكُمْ جَزَاءً وَلا شُكُورًا}. (الإنسان: آية٨)، فقد نزلت هذه السورة المباركة فيهم، فعن ابن عباس: "أنّ الحسن والحسين مرضا فعادهما رسول الله (صلى الله عليه وآله) في ناس معه، فقالوا: يا أبا الحسن لو نذرت على ولديك فنذر عليّ وفاطمة وفضة جارية لهما إن برءا ممَّا بهما أن يصوموا ثلاثة أيام فشفيا وما معهم شيء، فاستقرض عليّ من شمعون الخيبري اليهودي ثلاث أصوع من شعير فطحنت فاطمة صاعاً واختبزت خمسة أقراص على عددهم فوضعوها بين أيديهم؛ ليفطروا فوقف عليهم سائل وقال: السلام عليكم أهل بيت محمد مسكين من مساكين المسلمين أطعموني أطعمكم الله من موائد الجنة فآثروه وباتوا لم يذوقوا إلّا الماء وأصبحوا صياماً، فلمّا أمسوا ووضعوا الطعام بين أيديهم وقف عليهم يتيم فآثروه، ووقف عليهم أسير في الثالثة ففعلوا مثل ذلك، فلمّا أصبحوا أخذ عليّ بيد الحسن والحسين وأقبلوا إلى رسول الله (صلى الله عليه وآله) فلمّا أبصرهم وهم يرتعشون كالفراخ من شدّة الجوع قال: ما أشدّ ما يسوءني ما أرى بكم فانطلق معهم فرأى فاطمة في محرابها قد التصق ظهرها ببطنها وغارت عيناها فساءه ذلك فنزل جبريل وقال: خذها يا محمد هنأك الله في أهل بيتك فأقرءه السورة".( الريشهري، ميزان الحكمة:ج٤،ص٣٢٧٥). - الصدق: الصدق هو قول الحق ومطابقة الكلام للواقع، وهو من صفات المؤمنين، وللصدق مراتب ودرجات، وقد ورد في فضله الكثير من الأحاديث والآيات، وقد أمر الله تعالى بالصدق، فقال: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اتَّقُوا اللهَ وَكُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ} (التوبة:آية١١٩)، وقال الإمام الصادق (عليه السلام): "مَن صدق لسانه زكى عمله ... المزید".(الكليني، الكافي:ج٨،ص٢١٩). ولأنّ الزهراء (عليها السلام) ربيبة الوحي فقد تمثّلت فيها هذه الصفة بأعلى صورها؛ إذ يُروى أنّ عائشة قالت: "ما رأيت أحداً قطّ أصدق من فاطمة غير أبيها".(الهيثمي، مجمع الزوائد:ج٩،ص٢٠١). - الرفق بالخادمة: كما كان النبي الأكرم (صلى الله عليه وآله) يرفق بخادمه وكان يقول في فضل الرفق: "إنّ الرفق لم يُوضع على شيء إلّا زانه، ولا نُزع من شيءٍ إلاّ شانه".(المجلسي، بحار الأنوار:ج٧٢،ص٦٠). هكذا كانت الزهراء(عليها السلام) ترفق بخادمتها، فقد رُوي عن سلمان الفارسي أنّه قال: "كانت فاطمة (عليها السلام) جالسة وقدّامها رحى تطحن بها الشعير وعلى عمود الرحى دمٌ سائل، والحسين في ناحية الدار يتضوّر من الجوع، فقلت يا بنت رسول الله دبرت كفّاك وهذه فضّة؟ فقالت: أوصاني رسول الله(صلى الله عليه وآله) أن تكون الخدمة لها يوماً وعليّ يوماً فكان أمس يوم خدمتها".(القمي، بيت الأحزان:ص٣٦). وهنا نقطة جديرة بالانتباه وهي أنّ الزهراء (عليها السلام) كانت ملتزمة بتعهداتها الأخلاقية. - الزهد: حثّت الروايات الكثيرة على الزهد وذكرت فضله عند الله تعالى وما له من الأثر في الدنيا والآخرة، ففي الرواية عن الإمام الصادق (عليه السلام) : "جُعل الخير كلّه في بيت وجُعل مفتاحه الزهد في الدنيا"(الكليني،الكافي:ج٢،ص١٢٨)، ثمّ قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): "لا يجد الرجل حلاوة الإيمان في قلبه حتّى لا يبالي من أكل الدنيا"، (الكليني،الكافي:ج٢،ص١٢٨) ثمّ قال (عليه السلام): "حرام على قلوبكم أن تعرف حلاوة الإيمان حتّى تزهدَ في الدنيا"(الحر العاملي، وسائل الشيعة:ج١٦،ص١٢). لذلك كانت الزهراء (عليها السلام) من الزاهدين، ومن مظاهر زهدها(عليها السلام) أنّها عاشت في بيت أمير المؤمنين (عليه السلام) سنتين وما كان فراشها إلاّ جلد كبش تنام عليه. وليس الزهد في الدنيا لبس الخشن وأكل الجشب ـ أي: الخشن أو الذي لا إدام له ـ ، ولكن الزهد في الدنيا ـ قُصر الأمل ـ كما يبيّن لنا ذلك النبي(صلى الله عليه وآله). - الصبر: إنّ الصبرّ يحتلُّ موقعاً كبيراً من إيمان الإنسان وقد رُوي عن الرسول (صلى الله عليه وآله) أنّه قال: "الصبرُ من الإيمان بمنزلة الرأس من الجسد، فإذا ذهب الرأس ذهب الجسد، كذلك إذا ذهب الصبر ذهب الإيمان".(الريشهري، ميزان الحكمة:ج١،ص١٥٥٨). لذلك كانت الزهراء صابرةً، فقد عانت (عليها السلام) صنوف المشاق والأذى وقلّة ذات اليد وجشوبة العيش. ومن الشواهد على صبرها (عليها السلام) أنّها صَبَرت على الجوع، فقد جاء في إقبال الأعمال، أنّه حينما تصدَّقت على المسكين واليتيم والأسير، دَخَلَ عليها رسول الله (صلى الله عليه وآله) وهي قائمة في محرابها، ولقد لصق بطنها بظهرها، وغارت عيناها من شدّة الجوع فقال النبي (صلى الله عليه وآله): "واغوثاهُ يا الله، آل محمّد يموتون جوعاً، فهبط جبرئيل (عليه السلام) وهو يقرأ {يُوفُونَ بِالنَّذْرِ}".(ابن طاووس، إقبال الأعمال:ج٢،ص٣٧٦). لقد تعرّضت الزهراء (عليها السلام) إلى مزيدٍ من الصعاب والأزمات في جميع مراحل حياتها؛ ذلك لأنّ الحكمة الإلهية اقتضت أن تكون فاطمة(عليها السلام) رمزاً لفضيلة المرأة، وقدوةً لكمالها الإنساني في مجتمع يسوم المرأة أنواع الظلم والكبت والقهر، فالقدوة التي خلقها الله سبحانه لا بدّ أن تكون محطاً للمصائب والمحن والمعاناة، ولقد أخبرها الرسول (صلى الله عليه وآله) بأنّها أكثر نساء العالمين معاناةً ورزيةً، فقد رُوي عن عائشة قالت: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله) لفاطمة (عليها السلام) : "إن جبرئيل أخبرني أنّه ليس امرأة من نساء المسلمين أعظم رزية منك، فلا تكوني أدنى امرأة منهنّ صبراً".(المرعشي،شرح إحقاق الحق:ج١٠،ص٣٠٨). فما كان من الزهراء (عليها السلام) إلّا أن تقابل هذه المصائب بالصبر؛ لذلك رُوي أنّها أخذت قبضة من تراب قبر النبي (صلى الله عليه وآله) فوضعته على عينها وقالت: ماذا على مَن شمّ تربة أحمــــد أن لا يشمَّ مدى الزمان غواليــا صُبَّت عليّ مصائب لو أنّهــــا صُبّت على الأيّام صـــرن لياليـا - العبادة: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): "أفضل الناس مَن عَشِق العبادة، فعانقها وأحبّها بقلبه وباشرها بجسده وتفرّغ لها، فهو لا يُبالي على ما أصبح من الدنيا، على عسر أم على يسر".( الكليني،الكافي: ج٢،ص٨٣)؛ لذلك فإنّ الزهراء (عليها السلام) عشقت العبادة، قال الحسن البصري: "لم يكن في الأمة أزهد ولا أعبد من فاطمة، وكانت تقوم حتى تورّم قدماها".(القمي، بيت الأحزان:ص٨٣). - الخوف من الله سبحانه وتعالى: كلّما ازداد العبد معرفةً بربّه ازداد خشيةً له، قال تعالى: {إِنَّمَا يَخْشَى اللهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ}.(فاطر: آية٢٨)، ومعرفة الزهراء (عليها السلام) وعلمها بالله سبحانه لا يمكننا أن نصفه، فهم أولياء الله وخاصته من عباده، وقد أخبر النبي(صلى الله عليه وآله)، عن الله تعالى إذ خاطب ملائكته قائلاً: "يا ملائكتي اُنظروا إلى أَمَتي فاطمة سيدة إمائي قائمة بين يديّ ترتعد فرائصها من خيفتي، وقد أقبلت بقلبها على عبادتي، أُشهِدكم أنّي قد آمنت شيعتها من النار ".(المجلسي، بحار الانوار:ج٢٨،ص٣٨). وكانت سيدتنا فاطمة (عليها السلام) (تنهج في صلاتها من خشية الله تعالى) - الخوف من أهوال يوم القيامة: كانت فاطمة (عليها السلام) تخاف من يوم المحشر والعرض على الله ومن أهواله ومواقفه خوفاً شديداً كما هو شأن سائر الأولياء، قال تعالى :{يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ إِنَّ زَلْزَلَةَ السَّاعَةِ شَيْءٌ عَظِيمٌ يَوْمَ تَرَوْنَهَا تَذْهَلُ كُلُّ مُرْضِعَةٍ عَمَّا أَرْضَعَتْ وَتَضَعُ كُلُّ ذَاتِ حَمْلٍ حَمْلَهَا وَتَرَى النَّاسَ سُكَارَى وَمَا هُمْ بِسُكَارَى وَلَكِنَّ عَذَابَ اللهِ شَدِيدٌ}.(الحج: آية٢-٣). وقد كانت الزهراء (عليها السلام) تَسأل أباها (صلى الله عليه وآله) فـي بعض الأحيان عن الناس وعن كيفية قيامهم إلى المحشر، وقالت يوماً لأبيها: "أخبرني يا أبتِ كيف يكون الناس يوم القيامة؟ قال: يا فاطمة يُشغلون، فلا ينظر أحدٌ إلى أحدٍ، ولا والدٌ إلى ولدِه، ولا ولدٌ إلى أمِّه، قالت: هل يكون عليهم أكفان إذا خرجوا من القبور؟ قال: يا فاطمة، تَبلى الأكفان، وتَبقى الأبدان، تُستر عورة المؤمنين، وتُبدى عورة الكافرين. قالت: يا أبه، ما يَستُر المؤمنين؟ قال: نورٌ يتلألأ، لا يُبصرون أجسادَهم من النور. قالت: يا أبه، فأين ألقاك يوم القيامة؟ قال: اُنظري عند الميزان وأنا أنادي: ربِّ أرجع من شهد أن لا إله إلّا الله".(المجلسي،بحار الأنوار:ج٧،ص١١٠). - الاهتمام بالدعاء: الدعاء مُخّ العبادة، وهو سلاح المؤمن؛ إذ يربط العبد الفقير بالغني المطلق، من هنا اهتمّت الزهراء (عليها السلام) بالدعاء باعتباره جزءًا هاماً من أركان العبادة؛ ولذا وردت في كتب الأدعية، أدعيةٌ ومناجاةٌ خاصةٌ بالزهراء (عليها السلام)، خصوصاً في الأوقات المهمّة للدعاء، كما ورد في معاني الأخبار للشيخ الصدوق (رحمه الله) بسنده عن زيد بن علي عن آبائه، عن فاطمة بنت النبي (صلى الله عليه وآله) قالت: "سمعت النبيّ (صلى الله عليه وآله) يقول: إنّ في الجمعة لساعة لا يراقبها رجلٌ مسلمٌ يسأل الله (عزّ وجلّ) فيها خيراً إلّا أعطاه إياه، قالت: فقلت: يا رسول الله أيُّ ساعةٍ هي؟ قال: إذا تدلّى نصفُ عين الشمس للغروب، قال: وكانت فاطمة (عليها السلام) تقول لغلامها: اصعد على الضّراب، فإذا رأيت نصف عين الشمس قد تدلّى للغروب فأعلمني حتى أدعو". (الصدوق، الامالي:ص٣٩٤). - العمل في البيت: كانت (عليها السلام) حريصةً على القيام بخدمة المنزل، وتبذل جهدها لتوفير الراحة لبعلها أمير المؤمنين (عليه السلام) وقد رُوي أنّها طحنت بالرحى حتى مَجُلت يداها، وكسحت البيت حتى اغبرّت ثيابُها، وأوقدت النار تحت القِدْر حتى دكِنت ثيابُها؛ فأصابها من ذلك ضررٌ شديد. فالزهراء (عليها السلام) تعرف أنّ (جهاد المرأة حُسن التبعّل) وقد رأى النبي (صلى الله عليه وآله) فاطمة (عليها السلام) وعليها كساء من أجلّة الإبل وهي تطحن بيديها، وتُرضع ولدها، فدمِعت عينا رسول الله (صلى الله عليه وآله)، فقال: "يا بنتاه تعجّلي مرارة الدنيا بحلاوة الآخرة. فقالت: يا رسول الله، الحمد لله على نعمائه والشكر لله على آلائه، فأنزل الله: {وَلَسَوْفَ يُعْطِيكَ رَبُّكَ فَتَرْضَى}".(الطبرسي،مكارم الأخلاق:ص١١٧). - زيارة القبور: لقد دلّت الكثير من الروايات الشريفة على فضل زيارة المقابر، قال أمير المؤمنين (عليه السلام) : "زوروا موتاكم فإنّهم يفرحون بزيارتكم، وليطلب أحدكم حاجته عند قبر أبيه وعند قبر أمه بما يدعو لهما".( الكليني،الكافي:ج٣،ص٢٣٠)؛ لذلك ينقل لنا الإمام الصادق(عليه السلام): "إنّ فاطمة (عليها السلام) كانت تأتي قبور الشهداء في كل غداة سبت، فتأتي قبر حمزة وتترحم عليه، وتستغفر له". (الحر العاملي، وسائل الشيعة:ج٣،ص٢٢٤)، وقيل: كانت تأتي قبور الشهداء في كل جمعة - أي: كل أسبوع - مرتين: الإثنين والخميس. - العفّة: عن موسى بن جعفر، عن آبائه (عليهم السلام) قال: "قال علي (عليه السلام) استأذن أعمى على فاطمة(عليها السلام) فحَجَبَته. فقال رسول الله (صلى الله عليه وآله) لها: لِمَ حجبتيه وهو لا يراكِ؟ فقالت(عليها السلام) : إن لم يكن يراني فإنّي أراه، وهو يشمُّ الريح. فقال رسول الله (صلى الله عليه وآله): أشهد أنّك بضعة منّي".(النوري،مستدرك الوسائل:ج١٤،ص٢٨٩). وعن جعفر بن محمد، عن أبيه: ورد في حديث عن علي(عليه السلام) قال: "...سأَلَنا ـ أي: رسول الله (صلى الله عليه وآله) ـ عن المرأة، ما هي؟ قلنا: عورة، قال: فمتى تكون أدنى من ربها؟ فلم ندرِ. قالت: ارجع إليه فأعلمه أنّ أدنى ما تكون من ربها، أن تلزمَ قعرَ بيتها، فانطلق فأخبر النبي(صلى الله عليه وآله)، فقال: ما هذا من تلقاء نفسك يا علي. فأخبره أنّ فاطمة(عليها السلام) أخبرته، فقال: صدقت، إنّ فاطمة بضعة".(البروجردي،جامع أحاديث الشيعة:ج٢٠،ص٢٦٤). - الحياء: الحياء من شِيَم أهل الإيمان ومكارم الأخلاق ومحاسنها التي ينبغي التخلّق بها، فقد ورد عن أبي عبد الله (عليه السلام) أنّه قال: "الحياء من الإيمان، والإيمان في الجنة".(الحر العاملي، وسائل الشيعة:ج١٦،ص٣٦). ولأنّ الزهراء(عليها السلام) جسّدت الإيمان بكل معانيه فكان حريٌّ بها أن تتصف بهذا الخلق؛ لذلك يُروى أنّها سألت النبي(صلى الله عليه وآله)، فقالت: "يا أبه أهل الدنيا يوم القيامة عُراة؟ فقال: نعم يا بنية. فقلت: وأنا عُريانة؟ قال: نعم وأنت عريانة، وأنّه لا يلتفت فيه أحد إلى أحد. قالت فاطمة (عليها السلام) فقلت له: واسوأتاه يومئذٍ من الله (عزّ وجلّ). فما خرجتُ حتى قال لي: هبط عَليَّ جبرائيل الروح الأمين (عليه السلام) فقال لي: يا محمد، اقرأ فاطمة السلام وأَعلِمها أنّها استحيت من الله تبارك وتعالى فاستحيى الله منها، فقد وعدها أن يكسوها يوم القيامة حُلّتين من نور...".(الإربلي، كشف الغمة:ج٢،ص١١٩). وكل هذه الأخلاق ورثتها ( عليها السلام ) لابنتها للسيد زينب ( عليها السلام) فقد كانت منهلاً يشع بالصبر والحكمة والإيثار والعبادة والزهد والتقوى وحملها للرسالة مع الحسين (عليه السلام) ؛ إذ نشأت زينب (عليها السّلام) في بيت النبوة ومهبط الوحي والتنزيل، وقد غذّتها أُمها سيّدة نساء العالمين بالعفّة والكرامة ومحاسن الأخلاق والآداب، وحفّظتها القرآن، وعلّمتها أحكام الإسلام، وأفرغت عليها أشعة من مُثلها وقيمها حتى صارت صورة صادقة عنها، فهيئتها تهئة كاملة لما سترى من قابل الأيام من محن ومصائب بعد ماعلمت السيدة الزهراء (سلام الله عليها) ما تتعرّض له ابنتها يوم كربلاء ومابعدها؛ إذ في يوم ولادتها أخبرها النبي(صلى الله عليه وآله) بما ستتعرض له هذه المولودة مع أخيها. نسأل اللّٰه تعالى لكم التوفيق والسداد

1