السلامُ عليكم ورحمة الله وبركاته
المخالفين يقولون أن بيوت النبي ليس لها أبواب ويحتجون بهذة الرواية (ونحن أهل بيت محمد ( صلى الله عليه وآله ) لا سقوف لبيوتنا ولا أبواب ولا ستور إلا الجرائد وما أشبهها ، ولا وطاء لنا ولا دثار علينا.
هل هذه الرواية صحيحة أم لا؟
لأن المخالفين يقولون كيف عمر يدفع الباب على الزهراء (عليها السلام) والحديث يقول لا سقوف لبيوتنا ولا أبواب كيف؟
أرجو الرد بأسرع وقت ودمتم في رعاية الله
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
أهلاً بكم في تطبيقكم المجيب
أولاً: الرواية طويلة الذيل وما فيها من فقرات مقبول، يرويها المجلسي (رحمه الله)، في بحاره، جزء (٣٨)، صفحة (١٦٧)، باب (٦٢)، حديث (١).
ثانياً: الرواية ( ... المزید. ونحن أهل بيت محمد (صلى الله عليه وآله) لا سقوف لبيوتنا، ولا أبواب، ولا ستور إلا الجرائد ، وما أشبهها. ولا وطاء لنا، ولا دثار علينا يتداول الثوب الواحد في الصلاة أكثرنا، ونطوي الليالي والأيام عامتنا، وربما أتانا الشيء مما أفاء الله علينا، وصيره خاصة لنا دون غيرنا، ونحن على ما وصفت من حالنا ; فيؤثر به رسول الله أرباب النعم والأموال، تألفا منه لهم).
ثالثاً: أمير المؤمنين (عليه السلام) يصف حالة الفقر المدقع الذي كان يعاني منه أهل البيت (عليهم السلام)، ويذكر إيثار رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) حتى أهل النعم والأموال بما يتوفر لديه منها، مع ملاحظة: أن أبواب أهل البيت (عليهم السلام) بيوتهم كانت من جريد النخل الذي هو أصل السعفة بعد جرد الخوص عنها، أما غيرهم (عليهم السلام) فكان لبيوتهم ستائر، وكانت أبوابها من غير جريد النخل.
رابعاً: توجد روايات كثيرة من الطرفين، كيف أن النبي (صلى الله عليه وآله) كان يقف على باب فاطمة (صلوات الله عليها)، وهذا يدل على وجود الباب وإن كان من أرخص الأبواب المتعارفة في زمانهم (عليهم السلام).
روي عن أنس بن مالك أن رسول الله (صلى الله عليه [وآله] وسلم) كان يمر بباب فاطمة رضي الله عنها [عليها السلام] ستة أشهر إذا خرج لصلاة الفجر ، يقول :
« الصلاة يا أهل البيت ، ( إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيراً)
هذا حديث صحيح على شرط مسلم ولم يخرجاه / 3 / 172 .
وهذا الحديث الشريف الصحيح وهو أن
النبي (صلى الله عليه وآله) يقف على باب فاطمة (عليه السلام) ستة أشهر ويقرأ آية التطهير. راجع فضائل الصحابة، ابن حنبل: 2 / 761 ح 1340.
وجاء في تأريخ الطبري بسنده عن أبي الحمراء، قال: رابطت المدينة سبعة أشهر على عهد رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)، فرأيت رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) إذا طلع الفجر جاء إلى باب علي وفاطمة (عليهما السلام) فقال: الصلاة الصلاة (إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا). [تاريخ الطبري: 11 / 589، تاريخ دمشق، ابن عساكر: 42 / 137.]
وفي زبدة البيان - المحقق الأردبيلي - ص 51 - 52 عن مجمع البيان : وأمر يا محمد أهل بيتك وأهل دينك بالصلاة وروى أبو سعيد الخدري قال : لما نزلت هذه الآية كان رسول الله صلى الله عليه وآله يأتي باب فاطمة وعلي عليهما السلام تسعة أشهر عند كل صلاة فيقول: الصلاة الصلاة رحمكم الله إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيراً، ورواه ابن عقدة بإسناده بطرق كثيرة عن أهل البيت (عليهم الصلاة والسلام) وغيرهم ، مثل أبي برذة وأبي رافع وقال أبو جعفر عليه الصلاة والسلام أمره الله تعالى أن يخص أهله دون الناس ليعلم الناس أن لأهله عند الله منزلة ليست للناس ، فأمرهم مع الناس ، ثم أمرهم خاصة هذا يدل على أن المراد بأهلك من يختص به من أهله لا أهل دينه أيضاً.
وجاء في كتاب بحار الأنوار (بحار الأنوار ٤٣: ٢٠ / 7، و 73: 86 / 50.): حدثنا الحسن بن محمد بن سعيد الهاشمي الكوفي، قال: حدثنا جعفر بن محمد بن جعفر العلوي الحسني، قال: حدثنا محمد بن علي بن خلف العطار، قال: حدثنا حسن بن صالح بن أبي الأسود، قال: حدثنا أبو معشر، عن محمد ابن قيس، قال: كان النبي (صلى الله عليه وآله) إذا قدم من سفر بدأ بفاطمة (عليها السلام) فدخل عليها، فأطال عندها المكث، فخرج مرة في سفر فصنعت فاطمة (عليها السلام) مسكتين من ورق وقلادة وقرطين وستراً لباب البيت لقدوم أبيها وزوجها (عليهما السلام)، فلما قدم رسول الله (صلى الله عليه وآله) دخل عليها فوقف أصحابه على الباب لا يدرون أيقفون أو ينصرفون لطول مكثه عندها، فخرج عليهم رسول الله (صلى الله عليه وآله) وقد عرف الغضب في وجهه حتى جلس عند المنبر، فظنت فاطمة (عليها السلام) أنه إنما فعل ذلك رسول الله (صلى الله عليه وآله) لما رأى من المسكتين والقلادة والقرطين والستر، فنزعت قلادتها وقرطيها ومسكتيها، ونزعت الستر، فبعثت به إلى رسول الله (صلى الله عليه وآله)، وقالت للرسول: قل له (صلى الله عليه وآله): تقرأ عليك ابنتك السلام، وتقول: اجعل هذا في سبيل الله.
فلما أتاه وخبره، قال (صلى الله عليه وآله): فعلت فداها أبوها - ثلاث مرات - ليست الدنيا من محمد ولا من آل محمد، ولو كانت الدنيا تعدل عند الله من الخير جناح بعوضة ما أسقى منها كافرا شربة ماء ثم قام فدخل عليها.
ودمتم موفقين.