ما معنى ( نفس قتلتها وعليها ابكي ) في هذه الرواية عن ابي عبد الله عليه السلام :
(( ..... وقيل له انك لتبكي دهرك فلو قتلت نفسك لما زدت على هذا، فقال : نفسي قتلتها وعليها أبكي.... ))
الأخ العبد الصالح المحترم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
جرت عادة العرب في التعبير عن الأمور الأليمة الشديدة على النفس كفقد الأحبة بعروض الهلاك والقتل على النفس كناية عن الغاية القصوى من عظم المصاب وشدته، حتى لكأن النفس لو حلّ بها الموت لم يبلغ بها الألم والأذى ما بلغه من جراء تلك البلوى ... المزید
وهذا نظير ما عبر به عبد الله بن أنيس في رثائه للنبي صلى الله عليه وآله : تطاول ليلي واعترتني القوارعُ ***** وخطبٌ جليلٌ للبليــة جـــــامعُ
غداة نعى الناعي إلينا محـمداً ***** وتلك التي تصطك منها المسامعُ
فلو ردَّ ميتاً قتلُ نفســي قتلتُها ***** ولكنه لا يدفعُ المــــوتَ دافـــــعُ
فآليتُ لا أثني على هلك هالكٍ ***** من الناس ما أوفى ثبيرٌ وفارعُ
ولكنـــني باكٍ عليه ومتـــــبعٍ ***** مصــيبتَهُ إنــي إلى الله راجــــعُ ولكن يحتمل كذلك أن يكون مراد الإمام عليه السلام هو إقرار السائل على قوله حين قال: ((إنك لتبكي دهرك فلو قتلت نفسك لما زدت على هذا))... فأجابه الإمام: ((نفسي قتلتها وعليها أبكي)) أي: إن مصابي وحزني على الحسين عليه السلام وأهل بيته قد بلغ حداً يصح معه أن يقال لمثلي: قد قتل نفسه، فإذا كنت تنكر بكائي فاعلم أني قد بلغت منتهى الحزن ومن بلغ هذا الحد لا غرابة في أن يقال فيه قتل نفسه، فأنا قد قتلت نفسي وعلى نفسي أبكي.
ودمتم في رعاية الله