logo-img
السیاسات و الشروط
( 22 سنة ) - عمان
منذ سنة

غضب فاطمة الزهراء (عليها السلام)

ما هو صحة كون أنّ فاطمة الزهراء (عليها السلام)، رضيت عن أبي بكر وعمر، كما جاء في هذه الروايات من نهج البلاغة: من كتاب نهج البلاغة شرح ابن أبي حديد يقول : ((عندما غضبت الزهراء مشى إليها ابوبكر بعد ذلك وشفع لعمر وطلب إليها فرضيت عنه)). انظر شرح نهج البلاغه لإبن ابي حديد 1 / 57 وشرح البلاغه لإبن هيثم 5 / 507 يقول: ((مشي إليها أبو بكر بعد ذلك وشفع لعمر وطلب إليها فرضيت عنهم)). وإن غضبت عليهم فما هو الدليل من كتبنا (كتب الشيعة)؟


السلام عليكم ورحمة الله وبركاته أهلاً بكم في تطبيقكم المجيب أولاً: هذه الرواية هي من طرق المخالفين، وابن ميثم البحراني قد أورد تلك الرواية بقوله: ”ورُويَ“ وقد جاء بها من باب الاستدلال على ”أصل“ قضية فدك من طرق المخالفين لا على أنّه يعتقد بصحة كل ما جاء في الرواية، كيف وهو في نفس الكتاب أورد خطبة الزهراء (سلام الله عليها) وقال في ختامها ما نصّه: ”ثم رجعت إلى بيتها وأقسمت أن لا تكلم أبا بكر ولتدعونّ الله عليه، ولم تزل كذلك حتى حضرتها الوفاة فأوصت أن لا يصلي عليها فصلى عليها عباس ودفنت ليلا“. والرواية التي نقلها ابن أبي الحديد المعتزلي عن الشعبي هي: روى البيهقي بسنده عن الشعبي أنه قال: ”لما مرضت فاطمة أتاها أبو بكر الصديق فاستأذن عليها، فقال علي: يا فاطمة هذا أبو بكر يستأذن عليك؟ فقالت: أتحب أن آذن له؟ قال: نعم، فأذنت له فدخل عليها يترضاها، فقال: والله ما تركت الدار والمال، والأهل والعشيرة، إلا ابتغاء مرضاة الله، ومرضاة رسوله، ومرضاتكم أهل البيت، ثم ترضاها حتى رضيت“. كما هو واضح فإنّ الرواية ليست عن لسان أمير المؤمنين (صلوات الله وسلامه عليه) بل هي عن الشعبي وقد أوردها ابن أبي الحديد في شرحه عند تعرضه لوقائع الهجوم الآثم، فهل يأخذ القوم بالمراسيل ويتركون ما صحّ في البخاري ومسلم من كونها صلوات الله وسلامه عليها قد قضت واجدة ... المزید. الخ. ثانياً : غضب السيد فاطمة الزهراء (عليها السلام)، وارد في كتب العامة قبل الخاصة، منها صحيح البخاري الموجود من غضب فاطمة (عليها السلام) جاء بكلمة (فوجدت) حيث قال البخاري في صحيحه 5/82: فابى أبو بكر أن يدفع إلى فاطمة (عليها السلام )، منها شيئاً فوجدت فاطمة على أبي بكر فهجرته فلم تكلمه. ففي لسان العرب 3/446: ووجد عليه في الغضب يجد وجداً وجدة وموجدة ووجداناً: غضب. إنّ الأسباب كلّها ترجع إلى نكث بيعة الغدير وغصب خلافة الأمير (عليه الصلاة والسلام)؛ إذ اجتمع ثلاثة من المهاجرين وعدّة من الأنصار في « سقيفة بني ساعدة » ، وأسفر اجتماعهم بعد تنازع وتدافع شديدين عن خلافة أبي بكر ببيعة عمر بن الخطاب ، ثمّ متابعة الآخرين عن رهبةٍ أو رغبة، بينما كان علي (عليه السلام) وبنو هاشم وسائر رجالات المسلمين وأعلام الصحابة مشغولين بتجهيز النبي (صلّى الله عليه وآله) ودفنه ، فلّما فرغوا من ذلك اجتمعوا في بيت فاطمة (عليها السلام) بضعة الرسول (صلّى الله عليه وآله) ، حيث قصده عمر بن الخطاب بأمرٍ من أبي بكر في جمعٍ فيهم خالد بن الوليد ونظراؤه وبعض الموالي ، كقنفذ مولى عمر ، لحمل من في البيت على البيعة لأبي بكر (۱). وبذلك بدأت الحوادث والكوارث التي طالما سعى أتباعهم من المؤرّخين والمحدِّثين إلى كتمانها ، وكيف يرجى ممّن يحرّم نقل أخبار المنازعات والمشاجرات الواقعة بين الصحابة ـ كما لا يخفى على من راجع «شرح المقاصد»(۲) للتفتازاني، و«الصواعق المحرقة»(۳) لابن حجر المكي ، وغيرهما من كتبهم ، هؤلاء الذين يحرّمون حتّى رواية أخبار استشهاد أبي عبد الله الحسين السبط وأصحابه في كربلاء ـ أن يرووا لنا ما وقع من عمر ومن معه تجاه أهل البيت (عليهم السلام). ومع ذلك ، فإن المتتبّع المحقّق يعثر على نتفٍ من أخبار القضايا. ففي كتاب « المصنف » لابن أبي شيبة وغيره ، أنّه لما أتى بيت فاطمة البتول خاطبها قائلاً: وايمُ الله ما ذاك بمانعي إنِ اجتمع هؤلاء النفرُ عندك أن آمر بهم أن يُحَرَّق عليهم البيت.(٤) لكنْ لم يكن تهديداً فحسب ، بل في « أنساب الأشراف » (٥) للبلاذري ، و « العقد الفريد » (٦) ، و « المختصر في أخبار البشر » (۷) ، وغيرها ، واللفظ للعقد الفريد: فأما علي والعباس والزبير فقعدوا في بيت فاطمة حتى بعث إليهم أبو بكر عمرَ بن الخطاب ليخرجوا من بيت فاطمة ، وقال له: إنْ أبوا فقاتلهم. فأقبل بقبَسٍ من نار على أن يضرم عليهم الدار ، فلقيتهُ فاطمة فقالت: يا ابن الخطاب ، أجئت لتُحرق دارَنا ؟ قال : نعم ، أو تدخلوا فيما دخلت فيه الأمة ! (۸) وفي « مروّج الذهب » (۹) ، وعنه ابن أبي الحديد في « شرح النهج » في قضيةٍ : لمّا تأخّروا عن بيعة أبي بكر ، فإنه أَحضَر الحَطَب ليُحرِّق عليهم الدار (۱۰). فقد أحضر النار وأحضر الحطب وأحرق الباب. وكما قال إمامنا أبو عبدالله جعفر بن محمّد الصادق (عليه السلام): والله ما بايع عليُّ حتّى رأى الدّخان قد دخل بيته (۱۱). رواه الشريف المرتضى في كتاب « الشافي » (۱۲) عن كتاب « السقيفة » للثقفي ، وذلك أنّهم كشفوا البيت ودخلوا ، الأمر الذي تمنّى أبو بكر أن لم يكن قد وقع ، كما في « تاريخ الطبري » (۱۳) ، و « العقد الفريد » (۱٤) ، و « مروج الذهب » (۱٥) ، و « الإمامة والسياسة » (۱٦) ، وغيرها (۱۷). وما وقع إلّا بعصر الزهراء وكسر ضلعها وإسقاط جنينها ، كما روى ذلك الحافظ الإمام ابن أبي دارم بترجمته من كتاب « ميزان الاعتدال » (۱۸) للحافظ الذهبي ، ورواه المتكلّم الشهير إبراهيم بن سيّار النظام بترجمته في « الوافي بالوفيات » (۱۹) للصفدي ، و « الملل والنحل » (۲۰) للشهرستاني وغيرهما. ثمّ إنّ فاطمة (عليها السلام) ماتت وهي واجدة ـ أي غاضبة ـ على أبي بكر ، كما في « صحيح البخاري » (۲۱) ، وغيره من المصادر المهّمة (۲۲). وقد أوصت أن تدفن بالليل ولا يؤذن أحد ممّن آذاها وأغضبها. (۲۳) وقد قال رسول الله (صلّى الله عليه وآله): فاطمة بضعة مني فمن اغضبها أغضبني (۲٤) ، و « فَاطِمةُ بِضْعَةٌ مِنّي يُؤْذيني مَا آذَاهَا » (۲٥). وبهذين اللفظين ونحوهما في « البخاري » (۲٦) و « مسلم » (۲۷) و « مسند أحمد » (۲۸) و « صحيح الترمذي » (۲۹) و « المستدرك » (۳۰) وغيرها. وفي « فيض القدير » عن جمعٍ من الحفاظ : أنّ أذاها يوجب الدخول في النار. (۳۱) كما في المصادر أيضاً أنّه قال صلّى الله عليه وآله : « من آذى علياً فقد آذاني ». « المسند » (۳۲) ، و « المستدرك » (۳۳) ، وفي « الإصابة » (۳٤) ، و « اُسد الغابة » (۳٥) ، وغيرهما بترجمته عليه السلام. فهذا مجمل ما وقع ، وفي مصادرنا بعض التفاصيل. الهوامش ۱. راجع : الإمامة والسياسة « لابن قتيبة الدينوري » / المجلّد : ۱ / الصفحة : ۲۱ ـ ۳۱ / الناشر : انتشارات الشريف الرضي / الطبعة : ۱. تاريخ الطبري / المجلّد : ۲ / الصفحة : ٤٤۳ ـ ٤٤٤ / الناشر : مؤسسة الأعلمي / الطبعة : ٤. صحيح البخاري / المجلّد : ۸ / الصفحة : ۲۸٦ ـ ۲۸۹ / الناشر : دار الفكر. الإستيعاب « لابن عبد البر القرطبي » / المجلّد : ۳ / الصفحة : ۹۷٥ / الناشر : دار الجيل / الطبعة : ۱. أنساب الأشراف « للبلاذري » / المجلّد : ۱ الصفحة : ٥۸٦ / الناشر : معهد المخطوطات بجامة الدول العربيّة. كتاب سليم بن القيس الهلالي / الصفحة : ۱٤۳ ـ ۱٥۱ / الناشر : دليل ما / الطبعة : ۱. تفسير العياشي « لمحمد بن مسعود العياشي » / المجلّد : ۲ / الصفحة : ٦۷ / الناشر : المكتبة العلميّة الإسلاميّة. ۲. راجع : شرح المقاصد « للتفتازاني » / المجلّد : ٥ / الصفحة : ۳۰۳ / الناشر : انتشارات الشريف الرضي / الطبعة : ۱. ۳. راجع : الصواعق المحرقة « لأحمد بن حجر الهيثمي المكّي » / الصفحة : ۲۱٦ / الناشر : مكتبة القاهرة / الطبعة : ۲. ٤. المصنف « لابن أبي شعبة » / المجلّد : ۲۰ / الصفحة : ٥۷۹ / الناشر : دار القرطبة / الطبعة : ۱. ٥. راجع : أنساب الأشراف « للبلاذري » / المجلّد : ۱ / الصفحة : ٥۸٦ / الناشر : معهد المخطوطات بجامعة الدول العربية. ٦. راجع : العقد الفريد « لأحمد بن محمّد بن عبدربه الأندلسي » / المجلّد : ٥ / الصفحة : ۱۳ / الناشر : دار الكتب العلميّة / الطبعة : ۳. ۷. راجع : المختصر في أخبار البشر « لأبي الفداء » / المجلّد : ۱ / الصفحة : ۱٥٦ / الناشر : دار المعرفة. ۸. العقد الفريد « لأحمد بن محمّد بن عبدربه الأندلسي » / المجلّد : ٥ / الصفحة : ۱۳ / الناشر : دار الكتب العلميّة / الطبعة : ۳. ۹. مروج الذهب ومعادن الجوهر « للمسعودي » / المجلّد : ۳ / الصفحة : ۷۷ / الناشر : دار الهجرة / الطبعة : ۲. ۱۰. شرح نهج البلاغة « لابن أبي الحديد » / المجلّد : ۲۰ / الصفحة : ۱٤۷ / الناشر : منشورات مكتبة آية الله العظمى المرعشي النجفي / الطبعة : ۲. ۱۱. بحار الأنوار « للعلّامة المجلسي » / المجلّد : ۲۸ / الصفحة : ۳۹۰ / الناشر : مؤسسة الوفاء / الطبعة : ۲. ۱۲. راجع : الشافي في الإمامة « للسيد المرتضى » / المجلّد : ۳ / الصفحة : ۲٤۱ / الناشر : مؤسسة إسماعيليان / الطبعة : ۲. ۱۳. راجع : تاريخ الطبري « لمحمد بن جرير الطبري » / المجلّد : ۲ / الصفحة : ٦۱۹ / الناشر : مؤسسة الأعلمي للمطبوعات. ۱٤. راجع : العقد الفريد « لأحمد بن محمد الأندلسي » / المجلّد : ٥ / الصفحة : ۲۱ / الناشر : دار الكتب العلميّة / الطبعة : ۱. ۱٥. راجع : مروج الذهب ومعادن الجوهر « للمسعودي » / المجلّد : ۲ / الصفحة : ۳۰۱ / الناشر : منشورات دار الهجرة ـ ايران / الطبعة : ۲. ۱٦. راجع : الإمامة والسياسة « لابن قتيبة الدينوري » / المجلّد : ۱ / الصفحة : ۳٦ / الناشر : انتشارات الشريف الرضي / الطبعة : ۱. ۱۷. راجع : كتاب الأموال « لحميد بن مخلد بن قتيبة » / الصفحة : ۱۲٦ / الناشر : دار الكتب العلميّة / الطبعة : ۱. المعجم الكبير « للطبراني » / المجلّد : ۱ / الصفحة : ٦۲ / الناشر : دار إحياء التراث العربي / الطبعة : ۲. أنساب الأشراف « للبلاذري » / المجلّد : ۱۰ / الصفحة : ۳٤٦ / الناشر : دار الفكر / الطبعة : ۱. ۱۸. راجع : ميزان الاعتدال « للذهبي » / المجلّد : ۱ / الصفحة : ۱۳۹ / الناشر : دار المعرفة للطباعة والنشر / الطبعة : ۱. ۱۹. راجع : الوافي بالوفيات « للصفدي » / المجلّد : ٦ / الصفحة : ۱٥ / الناشر : دار إحياء التراث. ۲۰. راجع : الملل والنحل « للشهرستاني » / المجلّد : ۱ / الصفحة : ٥۷ / الناشر : دار المعرفة. ۲۱. راجع : صحيح البخاري « للبخاري » / المجلّد : ٤ / الصفحة : ٤۲ / الناشر : دار الفكر. ۲۲. راجع : مسند أحمد بن الحنبل / المجلّد : ۱ / الصفحة : ۲۰٤ ـ ۲۰٥ / الناشر : مؤسسة الرسالة / الطبعة : ۱. السنن الكبرى « للبيهقي » / المجلّد : ٦ / الصفحة : ۳۰۰ ـ ۳۰۱ / الناشر : دار الفكر. السيرة النبوية « لابن كثير » / المجلّد : ٤ / الصفحة : ٥٦۷ / الناشر : دار المعرفة. ۲۳. راجع : صحيح البخاري / المجلّد : ٥ / الصفحة : ۸۲ ـ ۸۳ / الناشر : دار الفكر. تأويل مختلف الحديث « لابن قتيبة الدينوري » / الصفحة : ۲۷۹ / الناشر : دار الكتب العلمية. المصنف « لعبد الرزاق الصنعاني » / المجلّد : ۳ / الصفحة : ٥۲۱ و ٤۱۰ / الناشر : منشورات المجلس العلمي. ۲٤. صحيح بخاري / المجلّد : ٤ / الصفحة : ۲۱۰ / الناشر : دار الفكر. ۲٥. صحيح مسلم / المجلّد : ۷ / الصفحة : ۱٤۱ / الناشر : دار الفكر. ۲٦. تقدم ذكره في هامش ۲٥. ۲۷. تقدم ذكره في هامش ۲۸. ۲۸. مسند احمد بن حنبل / المجلّد : ۲٦ / الصفحة : ٤٦ الناشر : مؤسسة الرسالة / الطبعة : ۱. ۲۹. سنن الترمذي / المجلّد : ٥ / الصفحة : ۳٦۰ / الناشر : دار الفكر / الطبعة : ۲. ۳۰. المستدرك على الصحيحين « للحاكم النيسابوري » / المجلّد : ۳ / الصفحة : ۱٥۹ / الناشر : دار المعرفة ۳۱. فيض القدير شرح جامع الصغير « للمناوي » / الملجلّد ٦ / الصفحة : ۲٤ ـ ۲٥ / الناشر : دار الكتب العلمية / الطبعة : ۱. ۳۲. المستدرك على الصحيحين « للحاكم النيسابوري » / المجلّد : ۳ / الصفحة : ۱۲۲ / الناشر : دار المعرفة. ۳۳. الإصابة « لابن حجر العسقلاني » / المجلّد : ٤ / الصفحة : ٥۳٤ / الناشر : دار الكتب العلمية / الطبعة : ۱. ۳٤. اسد الغابة « لابن أثير » / المجلّد : ۳ / الصفحة : ٤۳۸ / الناشر : دار الفكر / الطبعة : ۱.

4