logo-img
السیاسات و الشروط
dert. ( 22 سنة ) - العراق
منذ سنة

الحيرة بين الرؤيا الصادقة والاستخارة المعارضة للرؤيا

السلام عليكم رأيت مناماً كأنه تنبؤ. رأيت امرأةً عجوزاً أخبرتني بنتيجة الإمتحانات، ونهتني عن حاجة كنت قد طلبتها من الله سبحانه، وهي: أحب شخصاً لكنه متزوج، ويشهد الله أني لم أكلمه أو أتحدث معه أو أي عمل محرم آخر إطلاقاً. بعد فترة استلمت النتيجة وكانت عيناً كما في الرؤية. وأنا الآن في حيرة من أمري في طلب الحاجة الثانية، هل أبقى في طلبها أم آخذ بكلام المرأة في الرؤيا؟ أم أمضي فيما يظهر لي في الاستخارة بأنها جيدة وأقدم، لأني أخذتها في القرآن الكريم والمسبحة؟ راجيةً منكم النصح والإرشاد. علماً أني حاولت صرف النظر مراراً ولم أستطع.


وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته ابنتي الكريمة: توجد عدة أمور لابد من بيانها: ١) الرؤيا ليست حجة شرعية ولا يؤخذ بها ولا يرتب عليها الأثر. حتى وإن طابقت الواقع. ٢) قد تكون الرؤيا - في بعض الأحيان - نذيراً لكم، أو تنبيهاً لتصرف خاطئ. ٣) الاستخارة، ليست اخباراً بالغيب، بمعنى أنها لا تخبر عن الأمور الغيبية التي ستحدث أو تتحقق أو لا تتحقق مستقبلاً. إنما الاستخارة لها موارد، مثل: الإقبال على مشروع معين أو البيع أو الشراء أو الفعل أو الترك، بعد أخذ المشورة والنصيحة من أهلها وعدم وضوح في الرؤية ووجود غموض في ذلك، (على تفصيل). ٤) لابد من تحكيم العقل والمنطق، وعدم السعي وراد العواطف والمشاعر التي غالباً ما تكون مجانبة للحق والحقيقة والواقع. فالإنسان المؤمن ينقاد وراء عقله والشرع، ويكونا هما القائد لباقي الحواس وليس العكس. ٥) كثيراً ما يمر المرء (خصوصاً من لا خبرة له في الدنيا) بفترة أحلام وردية، وكأن الكون كله منحصر بشخص ما، علماً بأنه لم يعاشره معاشرة حقيقية، ولم يتعامل معه في الواقع، لذا ربما تحدث له الصدمة إذا ما ارتبط معه في صلب الحياة. ٦) نحن نتمنى أشياء نظنها خيراً، ونسعى وراءها بخطى القلب لا العقل، ننظر إليها بعين واحدة من زاوية واحدة. وما إن نبصرها بالعينين نجد أننا أهملنا الكثير الكثير من الجوانب الأخرى التي هي عمود الحياة والعيش الكريم. يقول تعالى: { ... المزید. وَعَسَىٰ أَن تَكْرَهُوا شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَّكُمْ ۖ وَعَسَىٰ أَن تُحِبُّوا شَيْئًا وَهُوَ شَرٌّ لَّكُمْ ۗ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنتُمْ لَا تَعْلَمُونَ} [البقرة آية ٢١٦]. ٧) لابد أن ننبه لأمر خطير، وهو: روي عن المفضل بن عمر، قال: سألت أبا عبد الله (عليه السلام)، عن العشق فقال: «قلوب خلت من ذكر الله فأذاقها الله حب غيره».[علل الشرائع: ١٤٠ / ١، بحار الأنوار ٧٣: ١٥٨ / 1] ٨) ابنتي المباركة: الدعاء هو سلاح الأنبياء (كما في بعض الروايات)، ولابد من كونه مقيداً لما فيه الخير والصلاح للدين والدنيا والآخرة. وفيه التوكل المطلق لله عزّ وَجلّ، فإننا نقرأ في دعاء الإفتتاح (من أدعية شهر رمضان): "مُدِلاًّ عَلَيْكَ فيما قَصَدْتُ فيهِ إلَيْكَ، فَإنْ أبْطأَ عَنّي عَتَبْتُ بِجَهْلي عَلَيْكَ، وَلَعَلَّ الَّذي أبْطأَ عَنّي هُوَ خَيْرٌ لي لِعِلْمِكَ بِعاقِبَةِ الأمُورِ". فعليكم التسليم المطلق لله تعالى، واليقين بأنه يعطي الصالح لعبده أكيداً، فهو علام الغيوب. ودمتم في رعاية الله وحفظه.

4