وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
أهلاً بكم في تطبيقكم المجيب
ولدي العزيز:
١) سؤالكم جيد ويدل على تدبركم وتفكيركم النير فبارك الله تعالى بكم.
لا تعارض بين الأمرين، وذلك:
فإنّ المراد من الأمر الأول { وأقضوا حوائجكم بالكتمان، فإن كل ذي نعمة محسود}، فالكتمان هنا يكون قبل حصول الحاجة، كما جاء في الآية الكريمة: {قَالَ يَا بُنَيَّ لَا تَقْصُصْ رُؤْيَاكَ عَلَىٰ إِخْوَتِكَ فَيَكِيدُوا لَكَ كَيْدًا ۖ إِنَّ الشَّيْطَانَ لِلْإِنسَانِ عَدُوٌّ مُّبِينٌ} [سورة يوسف آية (٥)]، وكتمان الحوائج يكون لعلة خوف الحسد فتزول حتى توجد وتظهر فيتم مطلبها.
٢) وأما بالنسبة إلى الآية الكريمة: ( وأما بنعمة ربك فحدث)، فيكون المراد من التحدث بالنعم هو القيام بشكرها، وإظهار آثارها، فإذا أنعم الله تعالى على عبده بالمال شكر الله تعالى على هذة النعمة، وتصدق من هذا المال على الفقراء والمساكين وأظهر آثار تلك النعمة بالكرم والجود والعطاء، وليس المراد هو التحدث بما عنده من ثروة، وإخبار الناس بما عنده، فهنا يظهر الأدب والسر العظيم من الآية المباركة وهو أظهار العبد آثار النعمة بالشكر والكرم والجود والعطاء وهذا الاظهار هو المراد من التحدث بالنعم، والفرار من رذيلة الشح وكتمان النعمة والشكوى.
* وفقنا الله تعالى وإياكم لكل خير وصلاح بحق محمد وآله صلوات الله عليهم أجمعين.
* ودُمتم في رعاية الله وحفظه.