كنت أسمع الأغاني لفترة، بعدها - الحمد لله - تركتها بنسبة كبيرة، وفي طور التقدم.
لكن لا زال تعلقي بفرقة منها بشكل كبير، بحيث بقيت أتابع أخبارها.
حاولت عدة مرات الترك إلى الأبد ولكن - مع الأسف - بدون جدوى.
أنا أعلم بأن المفترض أن يكون في قلبي الله وآل البيت فقط.
كيف أخرج ذلك من قلبي؟
علماً أني تعبت كثيراً.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ابنتي الكريمة:
وفقكم الله تعالى لما يحب ويرضى وقوى إيمانكم ونصركم على من يضركم.
نعم، إن من تعلق بشيء بنى في نفسه بنياناً لا يزول بسهولة بل يحتاج إلى جهد وصبر وتحمل.
ولكن ليس بصعب ولا بمستحيل، خصوصاً إن علمنا أن هذا الشيء هو غدة سامة وبيت شيطاني يريد أن يرديني ويرميني في التهلكة ويمنع تقدمي وسعادتي بما أنعم الله عليَّ، ووجوده مانع لإنطلاقي وحياتي في ظل رحمته تعالى، ففي هذه الحالة سيكون كل جهدي في أن أزيله بأقصى سرعة حتى أتشرف برحمة الله وعطف أهل البيت (صلوات الله عليهم).
فاعلمي أن بقاءهم يعني أن هنالك شيء في داخلك ما زال يحب الذنب، وعلى ذلك يلزمك معالجته والتخلص من هذا الحب للحرام فبسببه لم ينتهِ هذا الموضوع وتتوجهي إلى الله فوجوده شيء غير مطمئن لأنه يمكن أن ينمو ثانية ويهدم ما قدمتيه.
لذلك - ابنتي المباركة - جدي واعملي بكل جهدك للتخلص من هذا التعلق بالتوكل على الله سبحانه والتوسل بمحمد وآله (صلوات الله عليهم أجمعين) وإن شاء الله ستنعمين برحمة الله سبحانه وتعالى.
روي عن النبي (صلى الله عليه وآله) فيما يرويه عن الله عزَّ وجلَّ: «إذا تَقَرَّبَ العبدُ إليَّ شِبْرًا تَقَرَّبْتُ إليه ذِرَاعًا، وإذا تَقَرَّبَ إليَّ ذِرَاعًا تَقَرَّبْتُ مِنْهُ بَاعًا، وإذا أتاني يمشي أَتَيْتُهُ هَرْوَلَةً».
ودمتم موفقين.