بسم الله الرحمن الرحيم
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
اهلا بكم في برنامجكم المجيب
اهل البيت عليهم السلام لهم الدور الكبير في حفظ الدين ومن الامور المهمة هو نشر الروايات والتاكيد على الاصحاب بالتدوين وكان لهم كتب اعطوها للاصحاب نذكر لكم ما امكن تحصيله من بعض البحوث في هذا الصدد:
أوّلاً: كتاب الإمام علي عليه السلام:
وهو إملاءُ رسول اللَّه صلى الله عليه وآله وخطّ الإمام علي عليه السلام وهو كتابٌ ضخمٌ عبّروا عنه بأنّه: صحيفةٌ طولها سبعون ذراعاً (1) وأنّه: كتابٌ مدرجٌ عظيمٌ (2) .
قال عنه العلّامة الطهراني: أمالي سيّدنا و نبيّنا أبي القاسم رسول اللَّه صلى الله عليه وآله أملاه على أمير المؤمنين عليه السلام وهو كتبه بخطّه الشريف ، هذا أوّل كتاب كتب في الإسلام من كلام البشر ، من إملاء النبيّ وخطّ الوصيّ (3) .
وقد كان الأئمّة من أهل البيت يتوارثون هذا الكتاب ويرجعون إليه ، كما صرّحت بذلك النصوص المرويّة عنهم عليهم السلام ومنها:
ما روي عن الإمام الحسن عليه السلام: «إنَّ العلم فينا ، ونحن أهله ، وهو مجموع كلّه بحذافيره ، وأنّه لا يحدث شيءٌ إلى يوم القيامة ، حتّى أرش الخدش ، إلَّا وهو عندنا مكتوبٌ بإملاءِ رسول اللَّه صلى الله عليه وآله وخطّ عليّ عليه السلام بيده » (4) .
وحدَّث أبو دِعامة ، أنّه أتى الإمام عليّ بن محمّد الهادي عليه السلام عائداً في علّته التي كانت وفاته منها في هذه السنة ، فلمّا هممتُ بالانصراف قال لي: «يا أبا دعامة ، قد وجب حّقك ، أفلا أحدّثك بحديثٍ تُسَرُّ به؟ » .
فقلتُ له: ما أحوجني إلى ذلك يابن رسول اللَّه.
قال: «حدّثني محمّد بن عليّ ، قال: حدّثني أبي عليّ بن موسى ، قال: حدّثني أبي موسى بن جعفر ، قال: حدّثني أبي جعفر بن محمّد ، قال: حدّثني أبي محمّد بن عليّ ، قال: حدّثني أبي عليّ بن الحسين ، قال: حدّثني أبي الحسين بن عليّ ، قال: حدّثني عليّ بن أبي طالب عليهم السلام قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وآله: «اكتب يا عليّ » .
فقلتُ: ما اكتب؟ قال: «اكتب: «بسم اللَّه الرحمن الرحيم ، الإيمان ما وقرته القلوب ، وصدّقته الأعمال ، والإسلام ما جرى به اللسان ، وحلّت به المناكح » .
قال أبو دعامة: فقلتُ: يابن رسول اللَّه ، ما أدري – واللَّه – أيّهما أحسن ، الحديث أم الإسناد؟ فقال: «إنّها لصحيفةٌ بخطّ عليّ بن أبي طالب ، بإملاء رسول الله صلى الله عليه وآله نتوارثها صاغراً عن كابرٍ» (5).
ثانياً: كتاب فاطمة عليها السلام:
وقد ذكرهُ من علماء العامّة الخرائطي (6) والخطيب البغدادي (7) ومن علماء الخاصّة ابن بابويه القمي (ت ۳۲۹هـ) بسنده عن الإمام الصادق عليه السلام أنّه قال: «كنت أنظر في كتاب فاطمة عليها السلام فليس مَلِكٌ يملِك إلاَّ وهو مكتوبٌ باسمه واسم أبيه » (8) .
وقد ذكر أنّه من إملاء رسول اللَّه صلى الله عليه وآله وخطّ عليّ عليه السلام ويعرف هذا الكتاب أيضاً باسم مصحف فاطمة عليها السلام (9) .
وقد استغلَّ بعض المغرضين إطلاق اسم (المصحف) على هذا الكتاب للتشهير بالمؤمنين الشيعة ، بالنظر إلى شيوع إطلاق هذه الكلمة (المصحف) على القرآن الكريم في عرف المسلمين اليوم.
لكنَّ ذلك التشهير وهذا الاستغلال ظلمٌ على الشيعة ، وإغراء بالجهل لسائر المسلمين؛ حيث إنّ كلمة (المصحف) كانتْ تطلق على كلّ كتابٍ ، كما كانت تطلق عليه (الصحيفة) (10) .
ثالثاً: ما أثر من المؤلّفات عن الإمام زين العابدين علي بن الحسين عليهما السلام :
نقتصر منها على ذكر ما هو مطبوع مستقلاً وهو متداول الآن، وهي:
۱ـ الصحيفة السجاديّة:
وهي كتابٌ يجمع عيون أدعيته ومناجاته ، وقد ضمنها مضامين فكريّة وروحيّة وأخلاقيّة عالية.
أملاه الإمام عليه السلام على ولديه ، الإمام الباقر عليه السلام والشهيد زيد ، وأملاه الإمام الباقر عليه السلام على ولده الإمام الصادق عليه السلام وأملاه الإمام الصادق على الرواة (11) .
۲ـ رسالة الحقوق (12) :
وهو كتابٌ يحتوي على أسس الأخلاق الفاضلة ، ومباني السلوك الاجتماعي في الإسلام.
۳ـ مناسك الحجّ:
وهي رسالة حاوية لجميع أحكام الحجّ ، رواها عن الإمام عليه السلام أبناؤه: الإمام الباقر، وزيد الشهيد ، والحسين الأصغر عليهم السلام.
قال عنها السيّد الجلالي: «وقد طبعت في بغداد بتقديم الحجّة السيّد هبة الدين الشهرستاني رحمه اللَّه ، ولدينا منها نسخةٌ قيّمةٌ مصحّحةٌ ، صحّحها السيّد العلّامة محمّد بن الحسين الجلال من مشايخنا من علماء اليمن السعيدة ، وقابلها على بعض ما عنده من النسخ المصحّحة» (13) .
رابعاً: ما نقل من المؤلّفات عن الشهيد زيد بن عليّ عليه السلام :
وهي كثيرة ، نذكر منها ما هو مطبوع فعلاً ، وهو:
۱ـ كتاب المجموع:
سمعه منه أبو خالد الواسطي ، ورواه عنه ، وهو مطبوعٌ بروايته باسم (مسند زيد) وله شروح كثيرة ، منها: المطبوع باسم (الروض النضير) (14) .
وقال محمّد عجّاج الخطيب: «المجموع من أجلّ الوثائق التاريخيّة التي تثبت ابتداء التصنيف والتأليف في أوائل القرن الثاني الهجري ، بعد أن أستنتجنا هذا من خلال عرضنا لمصنفات ومجاميع العلماء ، من غير أن نرى نموذجاً مادياً يمثل أولى تلك المصنفات ، اللهم إلّا موطأ مالك الذي انتهى من تأليفه قبل منتصف القرن الثاني الهجري ، فيكون المجموع قد صُنفَ قبله بنحو ثلاثين سنة » (15) .
۲ـ غريب القرآن:
وهو «تفسير لمفردات ألفاظ القرآن الكريم» وسمّاه بعض المؤلّفين ب«غرائب معاني القرآن » (16) .
وسمّاه الإمام المرشد باللَّه ب(تفسير الغريب) وروى عنه (18) وأقدم بعض المحقّقين على طبعه أخيراً في مصر » (19) .
خامساً: ما نُسب إلى الإمام جعفر الصادق عليه السلام من المؤلّفات ونذكر منها:
۱ـ كتاب التوحيد:
وهو إملاء الإمام عليه السلام على المفضل بن عمر الجعفي ، يحتوي بيانَ التوحيد ، ويسمى أيضاً ب(كتاب فَكِّرْ) لأن الإمام عليه السلام يقول فيه للمفضل مكرراً: «فكرّ يا مفضل » ويعدّ من أفضل الكتب المؤلّفة في التوحيد ، وقد طبع مراراً باسم (توحيد المفضل) ، وأدرجه المجلسي في (بحار الأنوار) مع الشرح والبيان (20) .
۲ـ كتاب الجعفريات:
مجموعة من أحاديث الأحكام ، مرتّبة على أبواب الفقه ، رواها عن الإمام الصادق ابنه الإمام الكاظم عليهما السلام وأحاديثهكلّها مسندةٌ عن آبائه ، أو مرفوعةٌ إلى الرسول صلى الله عليه وآله ونسخته الموجودة برواية محمّد بن محمّد بن الأشعث الكوفي المصريّ ، عن موسى بن إسماعيل بن الإمام الكاظم ، عن أبيه إسماعيل ، عن أبيه الإمام الكاظم عليه السلام.
ولأنَّ الإمام جعفر بن محمّد عليهما السلام هو مجمع الأحاديث كلِّها ، فإنّ الكتاب سمِّي ب (الجعفريات) .
وبهذا الاسم نقل عنه من غير الإماميّة القاضي النعمان المصري كبير علماء الإسماعيليّة ، في بعض مؤلّفاته الفقهيّة المخطوطة.
وسمّي الكتاب أيضاً ب(الأشعثيات) نسبةً إلى راويه ابن الأشعث المذكور الذي هو مجرّد راوٍ للكتاب ، وليس مؤلّفاً له قطعاً (21) .
سادساً: ما أثر عن الإمام موسى الكاظم عليه السلام من المؤلّفات ومنها:
مسند الإمام موسى بن جعفر عليهما السلام:
وهو مجموعة من الروايات المسندة المرفوعة إلى النبي صلى الله عليه وآله التي أسندها الإمام الكاظم عليه السلام بطريق آبائه عليهم السلام رواها عنه موسى بن إبراهيم أبو عمران المروزي البغدادي ، قال: إنَّه سمعها من الإمام عليه السلام عندما كان الإمام معتَقلاً في سجن هارون الرشيد. ذكره الطوسي (22) والنجاشي (23). وحقّقه السيّد محمّد حسين الحسيني الجلاليّ ، معتمداً النسخة الموجودة في المكتبة الظاهريّة بدمشق ، في المجموعة رقم (۳۴) وطبع بتحقيقه سنة (۱۳۸۹هـ) في النجف ، وسنة (۱۳۹۲) بطهران ، وأعيد طبعه بأمريكا سنة (۱۴۰۱) ، وطبع أخيراً في بيروت سنة (۱۴۰۶) ثمّ في مجلّة علوم الحديث هذه العدد (۱۵) .
ومجموع ما فيه (۵۹) حديثاً (24) .
سابعاً: ما أثر عن الإمام علي بن موسى الرضا عليهما السلام من المؤلّفات ، ومنها:
صحيفة الرضا عليه السلام ويسمى أيضاً: مسند الإمام الرضا عليه السلام.
وهو مجموعة ما أسنده الإمام عليه السلام عن آبائه عن النبي صلى الله عليه وآله برواية العديد من أصحابه ، وأشهرهم أحمد بن عامر بن سليمان الطائي (25). وهي مشهورةٌ متواترةُ النقل عنه عليه السلام لدى الطوائف الإسلامية كافّةً؛ فلها طرق كثيرةٌ عند الشيعة الإماميّة ، والزيديّة ، كما هو عند العامّة ، وذكرها أرباب الفهارس والمعاجم (26) ونسخها المخطوطة منتشرةٌ في دور الكتب العالميّة ، كما طبعت طبعات عديدة » (27) .
اثير الشريفي, [ديسمبر 28، 2020 في 4:55 PM]
ثامناً: ما ورد للإمام الحسن العسكري عليه السلام من المؤلّفات ، ومنها:
كتاب المنقبة:
قال شيخنا الطهراني: المشتمل على أكثر الأحكام ومسائل الحلال والحرام ، وعن (مناقب) ابن شهر آشوب ، و(الصراط المستقيم) للنباطي: أنّه تصنيف الإمام العسكري عليه السلام (28)
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الهوامش
1- (الذريعة إلى تصانيف الشيعة) ، آقا بزرك الطهراني ۲/۳۰۶ ، (أعيان الشيعة) ، العاملي السيد محسن الأمين ۱/۲۴۲ – ۲۴۳٫
2- (رجال النجاشي) ، الترجمة ۹۶۶ ، ص۳۶۰ ، (الفوائد الطوسيّة) ، الحرّ العاملي ، ص۲۴۳٫
3- (الذريعة إلى تصانيف الشيعة) ، ۲/۳۰۶٫
4- (الاحتجاج) ، ۲/۲۸۷ ، (بحار الأنوار) ، ۴۴/۱۰۰٫
5- (الكافي) ، ۷/۱۷۶ ، كتاب الحدود ، باب التحديد ، الحديث ۱۳٫
6- (مروج الذهب ومعادن الجوهر) ، المسعودي ، ۵/۸۲ – ۸۳ رقم ۳۰۷۹٫
7- (مكارم الأخلاق ومعاليها) ، الخرائطي ، ص۴۳ ، رقم ۳۱۷٫
8- (تقييد العلم) ، الخطيب البغدادي ، ص۹۹ ، ۳۱۸٫
9- (الإمامة والتبصرة من الحَيْرة) ، ابن بابويه علي بن الحسين القمّي والد الصدوق ، ص۱۸۰ ، الحديث ۳۴٫
10- (الذريعة إلى تصانيف الشيعة) ، الطهراني ،۳۱/۱۳۶٫
11- (تدوين السنّة الشريفة) . هامش ص۷۷٫
12- (الفهرست) ، الطوسي ، ص۱۹۹ ، ۷۶۸ ، (رجال النجاشي) ، ص۴۲۶ رقم ۱۱۴۴ ، (رجال الطوسي) ، ص۴۸۵ ، رقم ۵۳ ، (معالم العلماء) ، ابن شهرآشوب ص۱ ، (الفوائد الطوسيّة) ، ص۲۴۶ ، (الذريعة إلى تصانيف الشيعة* ، ۱۵/۱۸ .
13- (أمالي الصدوق) ، المجلس ۵۹ ، ص۳۰۱ – ۳۰۶ ، (الخصال) ، ص۵۶۴ ، (تحف العقول) ، ابن شعبة الحراني ، ص۳۵۵، وقد طبع محقّقاً في كتاب (جهاد الإمام السجّاد عليه السلام) للسيّد الجلالي طبع دار الحديث – قم .
14- (تدوين السنّة الشريفة) ، ص۱۵۱٫
15- (تدوين السنّة الشريفة) ، ص۱۵۶٫
16- (السنّة قبل التدوين) ، ص۳۷۱٫
17- (التحف شرح الزلف) ، للسيد مجد الدين المؤيّدي الحسني ، ص ۳۰٫
18- (الأمالي الخميسيّة) ، المرشد باللَّه ۲/۱۰۳٫
19- (تدوين السنّة الشريفة) ، ص۱۵۸٫
20- (رجال النجاشي) ، الترجمة ۱۱۱۲ ، ص۴۱۶ ، (الذريعة إلى تصانيف الشيعة) ، ۲/۴۸۲ رقم ۲۱۵۶ ، (بحار الأنوار) ،۳/۵۷ – ۱۵۱ ، انظر (تدوين السنّة الشريفة) ،ص ۱۶۴ – ۱۶۵٫
21- (الذريعة إلى تصانيف الشيعة) ، ۲/۱۰۹ ، رقم ۴۳۶ ،(تدوين السنّة الشريفة) ، ص۱۶۶-۱۶۷ .
22- (الفهرست) ، ص۱۹۱ ، رقم ۷۲۱
23- (رجال النجاشي) ، ص۴۰۷ ، رقم ۱۰۸۲٫
24- (تدوين السنّة الشريفة) ، ص۱۷۳
25- ومن رواتها: عبد اللَّه بن محمد بن علي التميمي الرازي، وقد طبعت النسخة التي رواها في مجلّتنا هذه (علوم الحديث) العدد (۱۷ ص ۲۴۳ – ۲۸۳) بتحقيق الشيخ علي موسى الكعبي .
26- (رجالالنجاشي)، ص۱۰۰، رقم ۳۵۰، (الذريعة إلىتصانيف الشيعة)، ۱۵/۱۷، ۲۱/۲۶، ۲۴/۱۴۹٫
27- (تدوين السنّة الشريفة) ، ص۱۷۷٫
28- (تدوين السنّة الشريفة) ، ص۱۸۴ – ۱۸۵٫
تحياتي لكم
ودمتم بحفظ الله ورعايته