logo-img
السیاسات و الشروط
مخفي ( 25 سنة ) - البحرين
منذ سنة

المبيت في كربلاء للمسافر

هل توجد كراهة في المكوث والمبيت للمسافر في كربلاء لأكثر من ثلاثة ايام؟ والاستحباب ان يكون المبيت في النجف؟


حسب رأي السيد السيستاني

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته .. قال المحقق المامقاني (قدس سره) في كتابه القيم: (مرآة الرشاد): «اوصيك-بنيّ- ... المزید بسكنى النجف الاشرف، ما دام معاشك دارا فيها على الوجه الاوسط، بل الادنى من غير ارتكاب محرم، ولا تحمل مذلة، لأمور: منها: أن لمولانا أمير المؤمنين عليه السّلام خصوصية في حماية الجار، وحفظه من شر الاشرار، كما قضت بذلك التجربة في هذه السنين العشرة المشومة، والقرون السالفة، وكشف عن ذلك قوله عليه السّلام: والنجف حرمي، ما قصده جبار بسوء الا وقصم اللّه تعالى ظهره. وقوله عليه السّلام مشيرا الى ظهر الكوفة: ما قصده جبار بسوء الا ورماه بقاتل‌. وقوله عليه السّلام: اذا كان البلاء في سائر الاقطار الى شحمة الاذن، ففيك الى الخلخال، ومن تأمل في الوقائع المحيرة للعقول في هذه السنة المتعوسة فهم معنى هذه الرواية، وعرف مقدار حمايته عليه السّلام للجار. ومنها: ما في زيارته عليه السّلام، وفي الصلاة عنده من الفضل العظيم الذي لا يحرم العاقل نفسه منه‌. ومنها: ما في سكناها من البعد عن جملة من المعاصي قهرا، لعدم تهيؤ اسبابها في كل زمان على نحو تهيئتها في سائر الاماكن، كالرياسات الميسورة للعلماء في سائر الاقطار سيما بلاد ايران-صانها اللّه تعالى عن الحدثان- الى غير ذلك مما لا يخفى على المتدبر المنصف. وان لم يتيسر لك سكناها، او توقف على ارتكاب خلاف الشرع او تحمل مذلة، فعليك بالخروج منها وسكنى عتبة اخرى من الاعتاب المقدسة، مقدما غير كربلاء المشرفة عليها. لما ورد من كراهة سكناها بل المجرب المعلوم ايراث سكناها قسوة القلب، وبذلك تقتضي السليقة المستقيمة أيضا». فيظهر أن السبب في عدم ترجيح السكن في كربلاء هو أن السكن يوجب الغفلة عن مصائب أهل البيت (عليهم السلام)، فيكون الإنسان قاسي القلب تجاههم. ولعل هذا يظهر من الروايات الدالة على ذلك كما عن أبي عبد الله عليه السلام: «إذا زرت الحسين عليه السلام فزره وأنت حزين مكروب شعث مغبر جائع عطشان، واسأله الحوائج وانصرف عنه ولا تتخذه وطنا». نعم هناك روايات دالة على استحباب السكن فيها، وهي تعارض الروايات الدالة على النهي عنه. وقد ذكر الحر العاملي (قدس سره) أنه يمكن أن يجمع بين هذه الأخبار المختلفة بوجوه منها: أن يكون النهي عن السكن خاصا بنفس الحائر فقط لا بكربلاء جميعها؛ بمعنى أن السكن في كربلاء مستحب، إلا في الحائر. والله العالم.