فاطمه ( 20 سنة ) - السعودية
منذ سنة

صوم عاشوراء

ما حقيقة صوم يوم عاشوراء في روايات أهل البيت (عليهم السلام) مثل هذه الرواية وفي غيرها لكني نسيتها لكنها عن الإمام الصادق، الرواية الأولى: محمد بن الحسن باسناده عن علي بن الحسن بن فضال، عن يعقوب بن يزيد، عن أبي همام، عن أبي الحسن (عليه السلام) قال: صام رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) يوم عاشوراء. كلها موجوده في كتاب جواهر الكلام في شرح شرائع الإسلام، لأن أهل السنه يحتجون بها علينا ولا أعرف ماذا أرد عليهم.


السلام عليكم ورحمة الله وبركاته أهلاً وسهلاً بكم في تطبيقكم المجيب عندما ترد روايات تجيز شيء وأخرى تنهى عنه يحمل هذا النهي على الكراهة لا الحرمة، لذا فصوم يوم عاشوراء بعد ورود النهي عنه يعد من الصيام المكروه. والروايات المذكورة (في صيامه) منها ما هو ضعيف سنداً ومنها ما حمل على التقية لتوافقه مع مذهب المخالفين، والحصيلة مع حصول التعارض رجح القول بكراهة يوم عاشوراء وهناك من فصل بين صومه حزناً فقال باستحبابه وبين من صامه تبركاً فقال بكراهته. وروي عن أهل البيت (عليهم السلام) أنهم قد نهوا عن صوم يوم عاشوراء نهياً شديداً، ولما سئل الإمام الرضا (عليه السلام) عن صوم يوم عاشوراء قال :عن صوم ابن مرجانة تسألني ؟ ذلك يوم صامه الأدعياء من آل زياد لقتل الحسين (عليه السلام). وروي عن الإمام أبي عبد الله (عليه السلام) في حديث عن صوم يوم عاشوراء: (كلا ورب البيت الحرام ما هو يوم صوم، وما هو إلا يوم حزن ومصيبة دخلت على أهل السماء وأهل الأرض وجميع المؤمنين، ويوم فرح وسرور لابن مرجانة وآل زياد وأهل الشام ... المزید) (الكافي : باب صوم يوم عرفة وعاشوراء , الرقم 5 و 7). فصيام يوم عاشوراء من مبتدعات الأمويين، أدخلوه في السنة ووضعوا عليه أحاديث باطلة، وفي مقام الاحتجاج يمكن أن يحتج عليهم بما رواه مسلم في صحيحه: ( كتاب الصوم ـ صوم يوم عاشوراء ) حيث روى فيه عن ابن مسعود قوله: ( قد كان يصام ـ يوم عاشوراء ـ قبل أن ينزل رمضان، فلما نزل ترك). (مركز الأبحاث العقائدية). أما ما جاء في كتاب جواهر الكلام، فننقل ما نصه: لكن قيده المصنف وجماعة بأن يكون (على وجه الحزن) لمصاب سيد شباب أهل الجنة (عليه السلام) وما جرى عليه في ذلك اليوم مما ينبغي لوليه أن يمنع نفسه عن الطعام والشراب طول عمره فضلا عن ذلك اليوم، لا أن يكون على جهة التبرك والشكر كما يصنعه بنو أمية وأتباعهم، وبذلك جمع الشيخان وغيرهما بين ما سمعت وبين النصوص المتضمنة للنهي عن صومه، كصحيح زرارة ومحمد بن مسلم " سألا الباقر (عليه السلام) عن صوم يوم تاسوعاء وعاشواء من شهر المحرم فقال (عليه السلام): تاسوعاء يوم حوصر فيه الحسين (عليه السلام) وأصحابه بكربلا، وأجمع عليه خيل أهل الشام وأناخوا عليه، وفرح ابن مرجانة وعمر بن سعد بتوافر الخيل وكثرتها واستضعفوا الحسين (عليه السلام) وأصحابه كرم الله وجوههم، وأيقنوا أن لا يأتي الحسين (عليه السلام) ناصر ولا يمده أهل العراق، بابي المستضعف الغريب، ثم قال: وأما يوم عاشوراء فيوم أصيب فيه الحسين (عليه السلام) صريعاً بين أصحابه، وأصحابه صرعى حوله، أفصوم يكون في ذلك اليوم؟ كلا ورب البيت الحرام ما هو يوم صوم وما هو إلا يوم حزن ومصيبة دخلت على أهل السماء وأهل الأرض وجميع المؤمنين، ويوم فرح وسرور لابن مرجانة وآل زياد وأهل الشام غضب الله عليهم وعلى ذرياتهم، وذلك يوم بكت عليه جميع بقاع الأرض خلا بقعة الشام، فمن صام أو تبرك به حشره الله تعالى مع آل زياد ممسوخ القلب ومسخوطا عليه، ومن اذخر فيه إلى منزله ذخيرة أعقبه الله نفاقا في قلبه إلى يوم يلقاه، وانتزع البركة عنه وعن أهل بيته وولده، وشاركه الشيطان في جميع ذلك " وخبر جعفر بن عيسى " سألت الرضا (عليه السلام) عن صوم يوم عاشوراء وما يقول الناس فيه، فقال: عن صوم ابن مرجانة تسألني، ذلك يوم صامه الأدعياء من آل زياد لقتل الحسين (عليه السلام) وهو يوم يتشأم به آل محمد (صلى الله عليه وآله) ويتشأم به أهل الاسلام، واليوم الذي يتشأم به لا يصام ولا يتبرك به، ويوم الاثنين يوم نحس قبض الله فيه نبيه (صلى الله عليه وآله)، وما أصيب آل محمد (صلى الله عليه وآله) إلا يوم الاثنين، فتشأمنا منه وتبرك به عدونا، ويوم عاشوراء قتل فيه الحسين (عليه السلام) وتبرك به ابن مرجانة وتشأم به آل محمد (صلى الله عليه وآله) فمن صامهما أو تبرك بهما لقي الله تبارك وتعالى ممسوخ القلب، وكان محشره مع الذين سنوا صومهما والتبرك بهما " وخبر يزيد الترسي قال: " سمعت عبيد بن زرارة يسأل الصادق (عليه السلام) عن صوم يوم عاشوراء فقال من صامه كان حظه من صيام ذلك اليوم حظ ابن مرجانة وآل زياد، قال: قلت وما كان حظهم من ذلك قال: النار أعاذنا الله من النار ومن عمل يقرب من النار " وخبر نجية بن الحرث العطار " سألت الباقر (عليه السلام) عن صوم يوم عاشوراء فقال: صوم متروك بنزول شهر رمضان، والمتروك بدعة قال: نجية فسألت الصادق (عليه السلام) من بعد أبيه فأجابني بمثل جواب أبيه، ثم قال: أما إنه صوم يوم ما نزل به كتاب ولا جرت به سنة إلا سنة آل زياد بقتل الحسين (عليه السلام) " ومنه يعلم أن صومه كان واجبا خلافا لأبي حنيفة، وخبر زرارة عن الباقر (عليه السلام) أيضا " لا تصم في يوم عاشوراء ولا عرفة بمكة " وقد تقدم، وخبر الحسين بن أبي منذر عن أبيه عن الصادق (عليه السلام) " سألته عن صوم عرفة فقال: عيد من أعياد المسلمين ويوم دعاء ومسألة، قلت: فصوم عاشوراء قال: ذلك يوم قتل فيه الحسين (عليه السلام) فإن كنت شامتا فصم، ثم قال: إن آل أمية نذروا نذرا أن قتل الحسين (عليه السلام) أن يتخذوا ذلك عيدا لهم، فيصومون شكرا ويفرحون، فصارت في آل سفيان سنة إلى اليوم، فلذلك يصومونه ويدخلون على عيالاتهم وأهاليهم الفرح ذلك اليوم، ثم قال إن الصوم لا يكون للمصيبة، ولا يكون إلا شكرا للسلامة، وأن الحسين (عليه السلام) أصيب يوم عاشوراء، فإن كنت فيمن أصيب به فلا تصم وإن كنت ممن سره سلامة بني أمية فصم شكرا الله ". (جواهر الكلام - الشيخ الجواهري - ج ١٧ - الصفحة (١٠٥ - ١٠٧). ودمتم موفقين.

2