logo-img
السیاسات و الشروط
Zainab Khalil ( 20 سنة ) - العراق
منذ 4 سنوات

تفسير (ولقد أرسلنا نوحا وابراهيم …)

السلام عليكم بسم الله الرحمن الرحيم ( و لقد ارسلنا نوحا و ابراهيم و جعلنا في ذريتهما النبوة و الكتاب فمنهم مهتد و كثير منهم فاسقون ) ما رأيكم بتفسير هذه الاية الكريمة و لماذا قال الله كثير منهم فاسقون مع انه ذرية ابراهيم هم محمد و ال محمد و نسل الرسول واله من اوله الى اخره اصلاب طاهرة و ارحام مطهرة فكيف يقول و كثير منهم فاسقون هل يقصد على ذرية نوح ارجو التوضيح و شكرا


السلام عليكم ورحمة الله و بركاته للقرآن الكريم منهجه المتميز، ومن خصوصياته أنه بعد بيان سلسلة من الأصول العامة يشير ويذكر بمصير الأقوام السابقة، لكي يكون ذلك شاهدا وحجة. فالاية المباركة تشير إلى أن الاهتداء والفسق جاريان في الأمم الماضية حتى اليوم فلم تصلح أمة من الأمم بعامة أفرادها بل لم يزل كثير منهم فاسقين. وهنا أيضا يتجسد هذا المنهج: حيث يشير في المقدمة إلى إرسال الرسل مع البينات والكتاب والميزان والدعوة إلى الإيمان بالحق، لنيل مرضاته سبحانه والفوز بالسعادة الأبدية.. ثم يتحدث عن بعض الأمم السابقة وأنبيائهم ويعكس هذه الأسس في منهج دعوتهم. ويبدأ بشيوخ الأنبياء وبداية سلسلة رسل الحق، نوح وإبراهيم (عليهما السلام)، حيث يقول سبحانه: ولقد أرسلنا نوحا وإبراهيم وجعلنا في ذريتهما النبوة والكتاب. ومما يؤسف له أن الكثيرين لم يستفيدوا من هذا الميراث العظيم، والنعم الإلهية الفياضة، والهبات والألطاف العميمة، حيث يقول عز وجل: فمنهم مهتد وكثير منهم فاسقون. نعم، لقد بدأت النبوة بنوح (عليه السلام) توأما مع الشريعة والمبدأ، ومن ثم إبراهيم (عليه السلام) من الأنبياء اولي العزم في امتداد خط الرسالة، وهكذا حلقات متواصلة على مر العصور والقرون، فإن القادة الإلهيين من ذرية إبراهيم (عليه السلام) يتصدون للقيام بمسؤولية الرسالة، إلا أن المستفيد من هذا النور الإلهي العظيم هم القلة أيضا، في حين أن الغالبية سلكت طريق الانحراف. ثم يشير إشارة مختصرة إلى قسم آخر من سلسلة الأنبياء الكرام التي تختتم بعيسى (عليه السلام) آخر رسول قبل نبينا محمد (صلى الله عليه وآله وسلم) حيث يقول سبحانه: ثم قفينا على آثارهم برسلنا. حيث حملوا نور الهداية للناس ليضيئوا لهم الطريق، وتعاقبوا في حملها الواحد بعد الآخر، حتى وصل الدور إلى السيد المسيح (عليه السلام): وقفينا بعيسى ابن مريم.

1