المخالف مسلم ظاهراً وواقعاً وصحيح العمل
هل هناك فتوى للسيد السيستاني تقول: إنّ أعمال أهل السنة من العبادات والمعاملات مبرئة للذمة ومجزية؟
نعم رأي سماحة السيد أنّ أهل السنة مسلمون ظاهراً وواقعاً وأنّ عباداتهم صحيحة إذا توفرت فيها شرائط الصحة. وسنام شروط الصحة قول الشهادتين. فكلّ من تشهّد بهما فهو مسلم له ما للمسلمين وعليه ما عليهم. أمّا قبول العمل فهو مبنيّ على التقوى، وفرق بين صحة العمل وبين قبوله، فيكفي لصحة العبادات أنّها صادرة من مسلم، ولكن الصحة لا تلازم القبول، فقد يكون العمل صحيحًا لجهل العامل بخطأ عمله، أو خطأ عقيدته ولكن هذا لا يعني القبول فالقبول له شروط خاصة به ، وقد دلت الادلة على ان الثواب و القبول مرهونٌ بالإيمان بولاية اهل البيت (عليهم السلام) فعن زرارة، عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: "ذروة الأمر وسنامه، ومفتاحه، وباب الأشياء ورضا الرحمن، الطاعة للإمام بعد معرفته، أما لو أنّ رجلاً قام ليله وصام نهاره، وتصدّق بجميع ماله وحجّ جميع دهره، ولم يعرف ولاية ولي الله فيواليه، ويكون جميع أعماله بدلالته إليه، ما كان له على الله حقّ في ثوابه، ولا كان من أهل الإيمان". و عن محمّد بن مسلم، قال: سمعت أبا جعفر (عليه السلام) يقول: "كلّ من دان الله عزّ وجلّ بعبادة يجهد فيها نفسه، ولا إمام له من الله، فسعيه غير مقبول، وهو ضالّ متحيّر، والله شانئ لأعماله". ٢- الولاية من إصول الإيمان والمذهب الحق دون الإسلام، فمن انكرها خرج عن الايمان والمذهب ولا يُقال عنه كافر فهو مسلم محترم النفس والمال والعرض، ولايكون بإنكار الولاية نجس العين ولا تبين منه زوجته، وذلك ان الإسلام يتحقق بالإيمان بالشهادتين (أشهد أن لا اله الا الله وحده لاشريك له واشهد أن محمدًا عبده ورسوله) فكل من تشهد الشهادتين مسلم، وأما الإيمان بالشهادة الثالثة(الولاية لأهل البيت) فهو من أصول الإيمان و المذهب الحق لا الاسلام ،فالمنكر لها خارجٌ عن الإيمان ، فعن سماعة عن أبي عبدالله (عليه السلام) قال (قلت له (عليه السلام): أخبرني عن الاسلام والايمان أنهما مختلفان ؟ فقال : إنّ الايمان يشارك الاسلام والاسلام لا يشارك الايمان ، فقلت : فصفهما لي ، فقال : "الاسلام شهادة أن لا إله إلاّ الله والتصديق برسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) به حقنت الدماء وعليه جرت المناكح والمواريث وعلى ظاهره جماعة الناس". و عن حمران بن أعين، عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: سمعته يقول: "الإيمان ما استقر في القلب وأفضى به إلى الله عز وجل وصدقه العمل بالطاعة لله والتسليم لأمره، والإسلام ما ظهر من قول أو فعل وهو الذي عليه جماعة الناس من الفرق كلها وبه حقنت الدماء وعليه جرت المواريث وجاز النكاح واجتمعوا على الصلاة والزكاة والصوم والحج، فخرجوا بذلك من الكفر".