السلام عليكم ورحمة الله و بركاته
مرحباً بك أيها السائل الكريم..
إنّ الإمام الحسين (عليه السلام) حجّة الله على أهل الأرض؛ إذ لولاه لساخت بأهلها، وببركة وجوده ينزل الله تعالى الغيث وينشر الخيرات، فهو خليفة الله على أرضه والمُبيِّن لكتابه وأحكامه؛ ولذا كان قتله هدماً للدين وأركانه، فلا قيمة للصلاة والصيام إذا لم تأتِ عن طريق صحيح؛ لأنَّ الاعتقاد مُقدَّم على العمل وهو الذي يرفعه، فلو قضى الإنسان أيّام حياته بالصلاة والصيام بغير إمامٍ حجّة يتَّبعه كان كمَن يمشي في الطريق الخاطئ، فلا تزيده كثرة المشي إلّا بُعداً، وهذا هو معنى: «لقد قتلوا بقتلك الإسلام، وعطَّلوا الصلاة والصيام، ونقضوا السنن والأحكام، وهدموا قواعد الإيمان»، فإنَّ قتل المؤمن العادي يُوجب غضب الجبار، فكيف بقتل سيّد شباب أهل الجنَّة، بل الحجّة التي نصبَّها الله تعالى لعباده؟! فإنَّه من الطبيعي أن تموج الأرض بأهلها؛ ولذا ظهرت آثار غريبة كإحمرار السماء، وبكائها دماً، وكسوف الشمس، ونوح الجنِّ، وما رُفع حجر إلّا وُجِد تحته دمٌ عبيطٌ، وغيرها ممّا تناقلته العامّة والخاصّة.
وقد أُشير إلى ذكر بعضها في الزيارة بقوله: «فانزعج الرسول وبكى قلبه المهول، وعزَّاه بك الملائكة والأنبياء، وفُجعت بك أُمّك الزهراء، واختلفت جنود الملائكة المقرَّبين، تعزِّي أباك أمير المؤمنين، وأُقيمت لك المآتم في أعلا علِّيين، ولطمت عليك الحور العين، وبكت السماء وسكّانها، والجنان وخزّانها، والهضاب وأقطارها، والأرض وأقطارها، والبحار وحيتانها، ومكة وبنيانها، والجنان وولدانها، والبيت والمقام، والمشعر الحرام، والحلُّ والإحرام».
المصدر :
البعد السندي والدلالي في زيارة الناحية المقدسة/ ا. د. السيّد زين العابدين المقدّس الغريفي -موسسة وارث الانبياء - مجلة الاصلاح الحسيني.
ودمتم موفقين.