طالب حق
منذ 4 سنوات

 من هم قتلته (عليه السلام)

ذكرتم مشكورين في جوابكم الفائدة من قتل الحسين عليه السلام وهي استمرارية الخط الاسلامي الأصيل، وبيان ضرورة الثورة ضد الظلمة والطغاة، ولكن هذه فوائد ثورة الحسين بن علي عليهما السلام بغض النظر عن قتله أو عدم قتله ، قد تكون الفائدة من قتله سلام الله عليه هو بيان عمق الايمان بالمبادئ والأصول الحقة، اذ أن المؤمن بها يقتل ولا يتركها أو يستغني عنها، وكذلك ذكرتم الفائدة التي كانت ستكون جراء الاطاحة بحكم يزيد بن معاوية وعودة الخلافة الى أصحابها الشرعيين، فلو قارنا هذه الفائدة - أي الناتجة جراء الاطاحة بحكم بني امية - وتلك - أي المرجوة من قتل واستشهاد الحسين بن علي عليه السلام - أيهما أفضل وانفع للناس، أليست الاولى؟ وقد ذكرتم مشكورين أيضا أن قتل الحسين عليه السلام هو جواب الله لكل معترض على منزلة الحسين عليه السلام يوم القيامة، ولكن قد يعترض المعترضون على منزلة بقية الأئمة الذين لم ينهضوا لا عسكريا، ولا فكريا بسبب انهم كانوا مراقبون من قبل السلطات المعادية، فقد يعترض المعترض ويقول لماذا هذه المكانة لهم، وهم لم يفعلوا شيئا للبشرية، واذا كانت لديهم القدرات لكي يفعلوا فما ادرانا؟ فاذا كان الجواب الالهي بأنه أعلم بالامر منهم، فنفس الجواب قد يصلح في قضية الحسين بن علي عليهما السلام من دون الحاجة الى مقتله، فالسؤال يفرض نفسه مرة أخرى، ماهي الحاجة الى مقتل الحسين بن علي عليهما السلام؟ لماذا أراد الله له القتل والشهادة؟


الأخ طالب حق المحترم السلام عليكم ورحمة الله وبركاته أنت تريد التمييز بين ثورة الحسين (عليه السلام) وقتله فأيّ ثورة لابدّ أن تكون نتائجها إما النصر وإما الاستشهاد ولا يمكن تصور فرض ثالث كان تكون هناك ثورة بلا قتل أو انتصار ولو أمكن تصور فرض ثالث فإن هذا لا يتحقق بيد الإمام الحسين (عليه السلام) بل ان لإرادة الأعداء دخل فيها كما تشير لذلك بعض الروايات من ان عبيد الله بن زياد رفض أي مقترح لإيقاف الحرب والتوقف عن قتل الحسين (عليه السلام). أما سؤالك الثاني: فأنت تقصد من الاولى رجوع الخلافة إلى أصحابها الشرعيين وهذا ما لم يحصل واعتراضك الذي مضمونه :إذا كان هذا هو الأفضل لماذا لم يحصل؟ ونحن نجيبك إن هذا الأمر يحتاج إلى جماعة صالحة بمقدار كاف لتحصيل النصر فعدم حصوله يرجع بالتالي إلى تلك الأمة التي أنحرفت بعد رسول الله (صلى الله عليه وآله) وارتدت على أعقابها فالنصر لا يتحقق بالجبر والإعطاء من الله تعالى دون أن تكون في تلك الجماعة مقومات النصر فعدم انتصار الحسن (عليه السلام) العسكري يرجع بالنتيجة إلى تقصير الأمة الإسلامية آنذاك التي لم تكن مستعدة للقتال والمجاهدة وإزالة الانحراف الذي حصل منذ يوم السقيفة. ثم كيف لم يعمل بقية الائمة للبشرية شيئاً؟ فكل إمام تعرض للون من البلاء يختلف عن الآخر وما ذكرناه للإمام الحسين (عليه السلام) من نيله لمنزلة الشهادة بهذه الطريقة التي قتل بها لم ينلها بعض الأئمة (عليهم السلام)، ولكن ليس معناه إنهم لم يبتلوا بابتلاءات صعبة يعجز عنها بقية البشر فنالوا بها درجاتهم العالية. والحصيلة أن كل إنسان سينال درجة عالية في عالم الآخرة لابد أن يبرز من العمل في الدنيا ما يستحق به ذلك واحد الأمور التي يستحقون بها تلك الدرجات العالية هو عدم صدور أي ذنب منهم في كل أعمارهم ونيلهم درجة العصمة. ودمتم في رعاية الله