logo-img
السیاسات و الشروط
( 16 سنة ) - العراق
منذ 4 سنوات

اهداء ثواب الأعمال إلى الميت

ماحكم إهداء ثواب الأعمال إلى الميت، وما هو أعظم شيء أقدمه للموتى الذين أعرفهم إن كان (دعاءً أو طعاماً… إلخ)، وأريد أن أبين أنا صاحب هذا الفعل؟


حسب رأي السيد السيستاني

ورد أنّه يصل إلى قبر الميت ثواب الصلاة، والصيام، والصدقة، والحج، والبرّ وكل عملٍ صالحٍ يُتبرّع به عنه أخوه المؤمن، أو ولده الطيّب بعد موته، ويُكتب الأجر للذي يفعل ذلك وللميت أيضاً . ففي صحيحتي عمر بن يزيد وحمّاد بن عثمان عن أبي عبد الله (عليه السلام): "إنّ الميت ينفعه كل عملٍ صالحٍ حتى أنّه يكون في ضيق فيُوسّع عليه، فيقال: إنّ هذا بعمل ابنك فلان وبعمل أخيك فلان. قال: فقلت: فأشرك بين رجلين في ركعتين؟ قال: نعم" .(الحر العاملي،وسائل الشيعة:ج٢،ص٦٥٥). وعن هشام بن سالم عنه (عليه السلام) قال: قلت: "يصل إلى الميت الدعاء، والصدقة، والصلاة، ونحو هذا . قال: نعم. قلت: أو يعلم مَن صنع ذلك. قال: نعم. ثمّ قال: يكون مسخوطاً عليه فيُرضى عنه".(الشهيد الأول:ذكرى الشيعة في أحكام الشريعة:ج٢،ص٦٩). وورد أيضاً عنه (عليه السلام): "مَن عمل من المسلمين عن ميتٍ عملاً صالحاً أضعف الله له أجره، ونفع الله به الميت".(الحر العاملي،وسائل الشيعة:ج٨،ص٢٨٢). وينبغي لمَن يذكر الميت أن يدعو له عند الذكر بالرحمة والمغفرة، فورد أنّ الميت ليفرح بالترحم عليه والاستغفار له كما يفرح الحي بالهدية تُهدى إليه. وأن يُسكت عن عوراته ويفشي محاسنه. وفي استحباب قراءة القرآن، نقل في البحار عن بعض الأصحاب عن المفيد قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): "مَن قرأ آية من كتاب الله في مقبرة من مقابر المسلمين أعطاه الله ثواب سبعين نبياً ... المزید" .(المجلسي،بحار الأنوار:ج٩٩،ص٣٠٠ ). وعنه (صلى الله عليه وآله) قال: "إذا قرأ المؤمن آية الكرسي وجعل ثواب قراءته لأهل القبور، أدخله الله تعالى قبر كل ميت، ويرفع الله للقارئ درجة ستين نبياً، وخلق الله من كل حرف ملكاً يُسبّح له إلى يوم القيامة".(المجلسي،بحار الأنوار:ج٩٩،ص٣٠٠ ). و عنه (صلى الله عليه وآله): مَن دخل المقابر فقرأ سورة يس خفف الله عنه يومئذٍ، وكان له بعدد مَن فيها حسنات".(المجلسي،بحار الأنوار:ج٩٩،ص٣٠٠ ). ومن السنّة ما استفاض من الروايات في دعاء النبي (صلى الله عليه وآله) لأهل البقيع ولشهداء أحد، وكذلك تظافر الروايات في وصول ثواب الصوم، والحج، والعتق، والنذر، والصدقة، والدعاء، والقراءة، والتحية، منها: فإذا أردت زيارة المؤمنين، فينبغي أن يكون يوم الخميس، وإلّا ففي أي وقت شئت، وصفتها أن تستقبل القبلة وتضع يدك على القبر وتقول: "اللهم ارحم غربته، وصل وحدته، وآنس وحشته، وآمن روعته، وأسكن إليه من رحمتك رحمة يستغنى بها عن رحمة من سواك وألحقه بمَن كان يتولّاه. ثمّ اقرأ إنا أنزلناه في ليلة القدر سبع مرات".(المجلسي،بحار الأنوار:ج٩٩،ص٣٠٠ ). رجل يسأل أبا عبد الله (عليه السلام) فيقول له: "نزور الموتى؟ فقال: نعم. قلت: فيعلمون بنا إذا أتيناهم؟ قال: إي والله ليعلمون بكم ويفرحون بكم، ويستأنسون إليكم. قال: قلت: فأي شيء نقول: إذا أتيناهم قال: قل: اللهمّ جافِ الأرض عن جنوبهم، وصاعد إليك أرواحهم، ولقّهم منك رضواناً، وأسكن إليهم من رحمتك ما تصل به وحدتهم، وتونس [به] وحشتهم، إنّك على كل شيء قدير. وإذا كنت بين القبور فاقرأ: (قل هو الله أحد) إحدى عشرة مرة، وأهدِ ذلك لهم، فقد روى أنّ الله يُثيبه على عدد الأموات".(المجلسي،بحار الأنوار:ج٩٩،ص٣٠٠ ). ورُوي عن الحسين بن علي (عليه السلام)، قال: "مَن دخل المقابر فقال: اللهمّ ربَّ هذه الأرواح الفانية، والأجساد البالية، والعظام النخرة التي خرجت من الدنيا وهي بك مؤمنة، أدخل عليهم روحاً منك وسلاماً منّي. كتب الله له بعدد الخلق من لدن آدم إلى أن تقوم الساعة حسنات".(المجلسي،بحار الأنوار:ج٩٩،ص٣٠٠ ). وهذا دعاء علي (عليه السلام) لأهل القبور: "بسم الله الرحمن الرحيم، السلام على أهل لا إله إلّا الله، من أهل لا إله إلّا الله، يا أهل لا إله إلّا الله، بحق لا إله إلّا الله كيف وجدتم قول لا إله إلّا الله، من لا إله إلّا الله، يا لا إله إلّا الله، بحق لا إله إلّا الله، اغفر لمَن قال لا إله إلّا الله، واحشرنا في زمرة مَن قال لا إله إلّا الله، محمد رسول الله، علي ولي الله".(المجلسي،بحار الأنوار:ج٩٩،ص٢٩٩ ). فقال علي عليه السلام: إني سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله، يقول: من قرأ هذا الدعاء أعطاه الله سبحانه وتعالى ثواب خمسين سنة، وكفر عنه سيئات خمسين سنة ولأبويه أيضا ".(المجلسي،بحار الأنوار:ج٩٩،ص٣٠٠ ). وروي أنّ أحسن ما يقال في المقابر إذا مررت عليها أن تقف وتقول: "اللهمّ ولّهم ما تولوا، واحشرهم مع مَن أحبّوا".(المجلسي،بحار الأنوار:ج٩٩،ص٣٠٠ ). ودمتم بخير.

17