صحة الرواية
ما صحة الرواية المنسوبة إلى الإمام علي ابن أبي طالب ( عليه السلام): (لا تؤدبوا أولادكم بأخلاقكم لأنهم خلقوا لزمان غير زمانكم) وفي لفظ (لا تقسروا أولادكم على آدابكم فانهم مخلوقون لزمان غير زمانكم)؟
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته أهلاً وسهلاً بالسائل الكريم أولاً: لم أقف على هكذا متن في المصادر المعتبرة المتوفرة بين أيدينا. ثانياً: نسبها ابن الحديد في شرحه لنهج البلاغة إلى أمير المؤمنين (عليه السلام)، ولم يذكر مصدرها، لكن قال بعض المحققين: (( ولكن بعد المراجعة وجدتُ إنَّ هذا المعنى نُسِب إلى سقراط بعبارة ( لا تكرهوا أولادكم على آثاركم، فإنهم مخلوقون لزمان غير زمانكم) والذي نسبه إلى سقراط هو العالم السني الشهرستاني في كاتبه الملل والنحل وهذا أقدم مصدر لهذا المعنى لأن الشهرستاني مُتوفَى سنة (٥٤٨) هجرية. ونُسِب القول كذلك إلى افلاطون بعبارة: (لا تقصروا أولادكم على آدابكم، فإنهم مخلوقون لزمان غير زمانكم)، ونسبه العالم السني أُسامة بن منقذ في كتابه لباب الآداب وهو أقدم وفاةً من إبن أبي الحديد شارح نهج البلاغة وسنة وفاته (٥٤٨) هجرية. وبعضهم نسبها إلى أفلاطون بعبارة: (لا تجبروا أولادكم على آدابكم فإنهم مخلوقون لزمان غير زمانكم)، وهو العالم السني إبن حمدون المتوفى سنة (١١٦٧) هجرية في التذكرة الحمدونية. وهذه العبارة هي أقرب عبارة من تلك العبائر إلى الحكمة التي نسبها ابن أبي الحديد المعتزلي إلى الأمام علي (عليه السلام). ودمتم موفقين.