السلام عليكم
قبل فترة تقدمت لسؤالكم عن علاقتي بشاب.. فأجبتم بأن العلاقة محرمة ولا يجوز الإستمرار بها..
كانت العلاقة محرمة، لكن أريد أن تفهموني مسألة وهي : هل إذا أبتعدت عنه وكنت سبباً في كسر قلبه، وهو قام بالدعاء عليَّ بأن الله لا يوفقكِ على كسر قلبي..
هل عليَّ إثم أمامَ الله؟
لأني بهذا أكون قد كسرت قلبه بعد أن أعطيته أمل بأني أحبه..
هل دعاءه عليَّ مستجاب إذا كانت العلاقة محرمة؟
وأريد أن أنهيها بأي شكل حتى إذا كانت على حساب أذية مشاعرهُ وجرحه..
شكراً جزيلاً
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
إبنتي الكريمة..
أولاً /
لو كان صادقاً فاليتقدم لكم حسب الشرع والأصول.. ويعقد عليكم ويتزوجكم..
يقول تعالى : (وَلَيْسَ الْبِرُّ بِأَن تَأْتُوا الْبُيُوتَ مِن ظُهُورِهَا وَلَٰكِنَّ الْبِرَّ مَنِ اتَّقَىٰ ۗ وَأْتُوا الْبُيُوتَ مِنْ أَبْوَابِهَا ۚ وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ)..
فإن باب الشرع واضح ليس فيه ضبابية أو غموض..
أما التحجج بأمور مثل : أن ظروفه الآن غير ملائمة أو كونه غير مستعد، أو أن ظرفه المالي أو العائلي لا يسمح ... المزیدالخ (الأعذار الشيطانية التي نسمعها كثيراً هذه الأيام)، فما هي إلا إنغماس في المعاصي وإطاعة للشيطان.. كي يقضي وقتاً لإشباع رغباته ولذاته متظاهراً أمامكم بثوب المسكنة التي يتقنها أغلب الشباب لإستمالة قلب الفتاة العاطفي.. وما أن يقضي وطراً منها، فإنه سرعان ما يلقي ثوبه الزائف ويبرز وجهه الحقيقي.. حينها لا ينفع الندم وتخسر الفتاة دينها ودنياها..
ثانياً /
إبنتي الكريمة (هداكِ الله).. عن أي كسر قلب تتحدثين؟!
وعن أي دعاء (يُستجاب) تتكلمين؟!
ومتى كان ترك المحرم إثماً!!!
مما يؤسف (واقعاً) بأن تنقلب لدينا الموازين.. وأن نقوم بقراء (معاكسة) للمواقف والأحداث.. وأن يصبح سلوك الطريق المستقيم فيه نقاش وكون الملتوي منه مدعاة للولوج فيه..
إبنتي المباركة.. الحرام يبقى حراماً مهما حفت به حبائل الشيطان.. والقبيح يظل قبيحاً وإن زينته وساوس النفس الأمارة بالسوء..
وأعلمي بأن الله يسمع ويرى وهو أقرب من حبل الوريد..
وفقكم الله تعالى لطاعته.. وأبعد عنكم الحرام
وإن جمَّله الشيطان في أعينكم..
ودمتم موفقين.