علي رضا - ايسلندا
منذ 5 سنوات

 معاوية شريك في دم الإمام الحسين (عليه السلام)

البعض قد يستدل بهذا الحديث على ان الشيعة هم من قتل الامام الحسين (عليه السلام)(( بسم الله الرحمن الرحيم أما بعد: فإنه قد أتانا خبر فظيع قتل مسلم بن عقيل، وهانئ بن عروة، و عبد الله بن يقطر، وقد خذلنا شيعتنا، فمن أحب منكم الانصراف فلينصرف غير حرج، ليس عليه ذمام ))الإرشاد - الشيخ المفيد - ج ٢ - الصفحة ٧٥حيث انه لم يقل في هذه القصة شيعة آل ابي سفيان او اهل الكوفة او غير ذلك بل قال شيعتنا نرجو منكم الرد الشافي


الأخ علي رضا المحترم السلام عليكم ورحمة الله وبركاته أولاً: هذه الرواية نقلها الشيخ المفيد مرسلة فلا يمكن ان تقام بها حجة في هكذا أمر اضافة الى كونها مروية بالاصل في كتب العامة دون الخاصة قبل المفيد فقد رواها الطبري قبله باكثر من قرن كامل وقبله ابن قتيبة في الاخبار الطوال فتبين ان اصل هذه الرواية عامية ولا حجة في الفاظها بكل تفاصيلها على الشيعة. ثانياً: من المعروف والمعلوم لدى الجميع ان الكوفة في ذلك الوقت ليست شيعية خالصة بل هي مدينة اسسها الخلفاء واقدم لها امير المؤمنين (عليه السلام) وعانى ما عانى من اهلها وسكنتها حتى قال في حقهم: (( لقد ملئتم قلبي قيحا )) وخانوا الامام الحسن (عليه السلام) وغدروا به وارادوا قتله ولم ينصروه ضد معاوية وتركها الامام الحسن (عليه السلام) بعد الصلح والهدنة مع معاوية ورجع الى المدينة فلو كانت الكوفة عقر دار الشيعة آنذاك لما تركها الامام الحسن (عليه السلام). ثالثاً: وكذلك فان لفظة الشيعة ليست مختصة بالمصطلح المتأخر والمعروف في هذا الوقت ابدا بل هو المعنى اللغوي كان يستعمل ويطلق على شيعة عثمان وشيعة علي (عليه السلام) على حد سواء ... المزید. الخ. رابعاً: لو اريد منه الشيعة بالمعنى الاخص لما كان دالا على القتل اصلا حيث ان الرواية تذكر ان الشيعة خذلوه (عليه السلام) فالخذلان غير القتل كما هو واضح. خامساً: في نفس هذه الرواية بين الراوي سبب قول الامام الحسين (عليه السلام) ذلك حيث قال كما في تاريخ الطبري 4/300 وغيره: أما بعد: فقد أتانا خبر فظيع، قتل مسلم بن عقيل وهانئ بن عروة وعبد الله بن يقطر، (وقد خذلنا شيعتنا)، فمن أحب منكم الانصراف فلينصرف في غير حرج، فليس عليه ذمام. فتفرق الناس عنه وأخذوا يمينا وشمالا حتى بقي في أصحابه الذين جاؤوا معه ونفر يسير ممن انضموا إليه، (وإنما فعل عليه السلام ذلك لأنه علم أن الأعراب الذين اتبعوه يظنون أنه يأتي بلدا قد استقام عليه، فكره أن يسيروا معه إلا وهم يعلمون على ما يقدمون). سادساً: نفس ناقلي خبر قتل مسلم بن عقيل (عليه السلام) وهانئ بن عروة (رض) قالا للامام (عليه السلام): ننشدك الله في نفسك وأهل بيتك إلا انصرفت من مكانك هذا فإنه (ليس لك بالكوفة ناصر ولا شيعة) بل نتخوف أن تكون عليك. وهذا يبين طبيعة سكنة الكوفة واهوائهم وحالهم حينذاك.وهذه الرواية والتي قبلها التي هي مورد السؤال يتبين منهما انه لا يوجد شيعة بالمعنى الاخص في غالب اهل الكوفة بل العكس هو الصحيح.بل حتى من خرج معه (عليه السلام) لينصره لم يكن اكثرهم من الشيعة وتركوه قبل ان يقاتل! سابعاً: قول ابن عباس للامام الحسين (عليه السلام) ونصحه له بان يترك الذهاب لاهل الكوفة وان يذهب لليمن التي فيها من شيعة امير المؤمنين (عليه السلام) حينئذ حيث روى الطبري في تاريخه 4/288 وغيره: ان عبد الله بن العباس أتى الحسين (عليه السلام) فقال: يا ابن عم إني أتصبر ولا أصبر إني أتخوف عليك في هذا الوجه الهلاك والاستئصال إن أهل العراق قوم غدر فلا تقربنهم أقم بهذا البلد فإنك سيد أهل الحجاز فإن كان أهل العراق يريدونك كما زعموا (ولم يقل الشيعة) فاكتب إليهم فلينفوا عدوهم ثم أقدم عليهم فإن أبيت الا ان تخرج فسر إلى اليمن فإن بها حصونا وشعبا وهى أرض عريضة طويلة (ولأبيك بها شيعة)....أهـ وهذا يعني عدم كون الكوفة شيعية بكل وضوح.ودمتم في رعاية الله

2