( 53 سنة ) - العراق
منذ 3 سنوات

لماذا الدفن في النجف …

السلام عليكم لماذا الدفن في النجف وكربلاء فقط لماذا لا يكون الدفن حسب منطقة سكنه حسب فتاوى السيد السيستاني دام ظله


يجوز الدفن في ارض لا يهتك فيها حرمة الميت ولكن الدفن في النجف مثلا تؤكّدهُ الكثيرُ منَ الرّواياتِ وننقلُ لكُم مَا أفادَهُ المحدّثُ الجليلُ الشّيخُ عبّاسِ القمِّيّ (قدّسَ سرّهُ) فِي كتابهِ "منازلُ الآخرةِ" ثمَّ مَا جاءَ فِي الحاشيةِ على الكتابِ: قالَ الشّيخُ القمّيُّ عندَ تعرّضهِ للمُنجياتِ مِن ضغطةِ القبرِ: (الثّامنُ: الدّفنُ فِي النّجفِ الأشرفِ، فمِن خواصِ هذهِ التّربةِ الشّريفةِ انّهَا تُسقِطُ عذابَ القبرَ وحسابَ منكرٍ ونكيرٍ عَن مَن يُدفَنُ فيهَا). جاءَ فِي الحاشيةِ على الكتابِ فِي التّعليقِ على كلامِ الشّيخِ (قدِّسَ سرّهُ): جاءَ فِي إرشادِ القلوبِ للشّيخِ الدّيلميّ: ص439، قالَ: (وفِي فضلِ المشهدِ الغرويّ الشّريفِ على مُشرّفهِ أفضلُ الصّلاةِ والسّلامُ، ومَا لِتربتهِ والدّفنِ فيهَا مِنَ المزيّةِ والشّرفِ. رويَ عنِ ابنِ عبّاسٍ انّهُ قالَ: الغَريّ قطعةٌ مِنَ الجبلِ الذي كلّمَ اللهُ جلّ شأنهُ موسى تكليماً، وقدّسَ عليهِ تقديساً، واتّخذَ إبراهيمَ عليهِ السّلامُ خليلاً، واتّخذَ مُحمّداً صلّى اللهُ عليهِ وآلهِ حبيباً وجعلهُ للنّبيّينَ مَسكناً. ورويَ أنَّ أميرَ المؤمنينَ عليهِ السّلامُ نظرَ إلى ظهرِ الكوفةِ فقالَ: مَا أحسنَ منظركِ، وأطيبَ قعركِ، اللّهمَّ اجعَل قبرِي بهَا. ومِن خواصِ تُربتهِ إسقاطُ عذابِ القبرِ وتركُ محاسبةِ منكرٍ ونكيرٍ للمدفونِ هُناكَ كمَا وردتِ الأخبارُ الصّحيحةُ عَن أهلِ البيتِ عليهِم السّلامُ. وقالَ الشّيخُ الدّيلميّ فيهِ ص440: (رويَ عَن أميرِ المؤمنينَ عليهِ السّلامُ أنّهُ كانَ إذا أرادَ الخلوةَ بنفسهِ، أتى إلى طرفِ الغَريّ. فبينمَا هوَ ذاتَ يومٍ هناكَ مشرفٌ على النّجفِ، وإذا برجلٍ قَد أقبلَ مِنَ البريّةِ راكباً على ناقةٍ وقدّامهُ جنازةٌ فحينَ رأى عليّاً عليهِ السّلامُ قصدَهُ حتّى وصلَ إليهِ وسلّم عليهِ، فردّ عليٌّ عليهِ السّلامُ، وقالَ لهُ: مِن أينَ؟ قالَ: منَ اليمنِ. قالَ: ومَا هذهِ الجنازةُ التي معكَ؟ قالَ جنازةُ أبي أتيتُ لأدفنهَا فِي هذهِ الأرضِ. فقالَ لهُ عليٌّ عليهِ السّلامُ: لمَ لا دفنتهُ فِي أرضِكُم؟ قالَ: أوصَى إليَّ بذلكَ، وقالَ: (أنّهُ يدفنُ هناكَ رجلٌ يدخلُ في شفاعتهِ مثلُ ربيعةَ ومضرٍ). فقالَ لهُ عليٌّ عليهِ السّلامُ: أتعرفُ ذلكَ الرّجلَ؟ قالَ: لا. فقالَ عليهِ السّلامُ: أنا واللهِ ذلكَ الرّجلُ، أنا واللهِ ذلكَ الرّجلُ. قُم فادفُن أباكَ. فقامَ، فدفنَ أباهُ). ومِن خواصِّ ذلكَ الحرمِ الشّريفِ أنَّ جميعَ المؤمنينَ يُحشرونَ فيهِ). إنتهى مِن مَا نقلناهُ مِنَ الإرشادِ. روى الكلينيّ فِي الكافِي الشّريفِ: ج 3، ص243، بابٌ فِي أرواحِ المؤمنينَ، بالإسنادِ إلى حبّةَ العرنيّ قالَ: (خرجتُ معَ أميرِ المؤمنينَ عليهِ السّلامُ إلى الظّهرِ ـ أي ظهرِ الكوفةِ، وهوَ النّجفُ الأشرفُ كانَ يُسمَّى بذلكَ لوقوعهِ بظهرِ الكوفةِ ـ فوقفَ بوادي السّلامِ كأنّهُ مخاطبٌ لأقوامٍ. فقمتُ بقيامهِ حتّى أعييتُ، ثمّ جلستُ حتّى مَللتُ، ثمَّ قمتُ حتّى نالنِي مثلُ ما نالنِي أوّلاً، ثمَّ جلستُ حتّى مَللتُ، ثمّ قمتُ وجمعتُ ردائِي فقلتُ: يَا أميرَ المؤمنينَ إنّي قَد أشفقتُ عليكَ مِن طولِ القيامِ فراحةُ ساعةٍ. فقالَ لِي: يا حبّةُ إنْ هوَ إلّا محادثةُ مؤمنٍ أو مؤانستهُ. قالَ: قلتُ: يا أميرَ المؤمنينَ، وإنّهُم لكذلكَ؟ قالَ: نعَم، ولو كُشِفَ لكَ لرأيتهُم حلقاً حلقاً مُحتبينَ يتحادثونَ. فقلتُ: أجسامٌ أم أرواحٌ؟ فقالَ: أرواحٌ. ومَا مِن مؤمنٍ يموتُ فِي بقعةٍ مِن بقاعِ الأرضِ إلّا قيلَ لروحهِ: إلحقي بوادِي السّلامِ وإنّهَا لبقعةٌ مِن جنّةِ عَدنٍ). وروى أيضاً بالإسنادِ إلى أبي عبدِاللهِ عليهِ السّلامُ قالَ: (قلتُ لهُ: إنّ أخِي ببغدادَ، وأخافُ أن يموتَ بهَا. فقالَ: ما تُبالِي حيثمَا ماتَ، أمَا إنّهُ لا يبقَى مؤمنٌ فِي شرقِ الأرضِ وغربِها إلّا حشرَ اللهُ روحهُ إلى وادِي السّلامِ. قلتُ لهُ: وأينَ وادِي السّلامُ؟ قالَ: ظهرُ الكوفةِ. أما إنّي كأنّي بهِم حلقٌ حلقٌ قعودٌ يتحدّثونَ). وقالَ الدّيلميّ فِي إرشادهِ ص440. (وروى جماعةٌ مِنْ صُلحاءِ المشهدِ الشّريفِ الغرويّ أنّهُ رأى : أنَّ كلَّ واحدٍ منَ القبورِ التي في المشهدِ الشّريفِ، وظاهرهُ: قَد خرجَ منهُ حبلٌ ممتدٌّ متصلٌ بالقبّةِ الشّريفةِ صلواتُ اللهِ على مشرّفهَا). وفِي دارِ السّلامِ للعلّامةِ المرحومِ الشّيخِ النّوريّ قدّسَ سرّهُ صاحبُ مستدركِ الوسائلِ، قصّةٌ غريبةٌ عجيبةٌ ذكرهَا فِي المجلّدِ 2، ص68 ـ 69، تحتَ عنوانِ (رؤيا فيهَا معجزةٌ وفضيلةٌ عظيمةٌ للدّفنِ فِي وادِي السّلامِ)، فراجعْهَا واستفِدْ. إنتهى

2