الأخ احمد المحترم السلام عليكم ورحمة الله وبركاته أولاً: هنالك الكثير من الادلة البالغة التي تنص او تنطق بافضلية واعلمية امير المؤمنين (عليه السلام) على جميع الخلق بعد رسول الله (صلى الله عليه وآله) ولكن القوم الذين لا يرون ولا يريدون ان يفهموا ادلة امامة امير المؤمنين من بعد رسول الله (صلى الله عليه وآله) مباشرة فهم انفسهم لا يتقبلون ولا يطيقون ولا ينعمون عينا بذكر ادلة علي (عليه السلام) وعظمة علي وافضلية علي فماذا نفعل معهم؟! ثانياً: ورد عندهم ان عليا اقضاهم كما روي عن عمر في البخاري وغيره وورد عندهم في حديث نبوي شريف ولكنهم يحاولون تضعيفه - كما يضعفون مثل حديث انا مدينة العلم وعلي بابها وانا دار الحكمة وعلي بابها رغم روايته في اهم مصادرهم وتصحيح الكثير من علمائهم ومحدثيهم ومحققيهم له حتى احصينا عشرة محدثين محققين يصححونه او يحسنونه ناهيك عن كثرة طرقه فماذا نفعل ليقتنعوا بثبوته؟! والقضاء تدخل فيه كل العلوم بالاضافة الى البديهة والدقة وقوة القلب والعدالة الكبيرة وعدم التعاطف مع الباطل وعدم الميول الشخصية والنفسية والملكات والكمالات حتى يكون القاضي قاضيا بالحق فهي مهنة واختصاص الانبياء والمعصومين في الاصل ولذلك لم يخطأ امير المؤمنين (عليه السلام) في قضاء واحد ابدا، وما عيب بحكم الا وكان الحق معه ولله الحمد. ومع كل ذلك لا يعترفون باعلمية امير المؤمنين (عليه السلام) فماذا نفعل معهم؟! ثالثاً: وقد ورد عن ابن عباس انه وصف عليا (عليه السلام) بقوله : والله لقد أعطى على ابن أبي طالب تسعة أعشار العلم، وأيم الله لقد شارككم في العشر العاشر.اخرجه ابن عبد البر في الاستيعاب 3/1103 والمحب الطبري في الرياض النضرة 3/160 وقال الطبري في رياضه النضرة ايضا : وعن ابن عباس ايضا وقد سأله الناس فقالوا، أي رجل كان علي؟ قال، كان ممتلئا جوفه حكما وعلما وبأساً ونجدة مع قرابته من رسول الله صلى الله عليه وسلم.وعن ابن عباس ايضا قال : ( كنا اذا اتانا الثبت عن علي لم نعدل به ) اخرجه ابن عبد البر في الاستيعاب 3/1104 وفي جامع بيان العلم وفضله 2/58 والاصابة لابن حجر 4/467.وعن ابن عباس ايضا قال : ما اخذت من تفسير القرآن فعن علي بن ابي طالب. رواه القرطبي في تفسيره 1/35. رابعاً: وقال الامام الحسن (عليه السلام) بشكل واضح وصريح ونص بما لا يقبل الشك ولا التشكيك في اعلمية امير المؤمنين (عليه السلام) في الخطبة التي خطبها بعد يوم من استشهاد امير المؤمنين (عليه السلام) فقال صلوات الله وسلامه عليه كما اخرجها احمد في مسنده 1/199 وقال الهيثمي في مجمع زوائده 9/146 : رواه الطبراني في الاوسط والكبير باختصار وابو يعلى باختصار والبزار بنحوه ورواه احمد باختصار كثير واسناد احمد وبعض طرق البزار والطبراني في الكبير حسان : (لقد فارقكم رجل بالأمس ما سبقه الأولون بعلم ولا أدركه الآخرون) إن كان رسول الله صلى الله عليه وسلم ليبعثه ويعطيه الراية فلا ينصرف حتى يفتح له جبريل عن يمينه وميكائيل يعني عليا رضي الله عنه عن يساره.واخرجه ايضا الحاكم في مستدركه 3/172 وكذلك حسنه الشيخ الالباني في سلسلة احاديثه الصحيحة ح 2496 حيث قال بعد ان اورد للحديث اربعة طرق : وجملة القول ان حديث الترجمة حسن بطريقيه الاولين ويمكن الاستشهاد بالطريق الرابع ايضا والله اعلم. أهـ  خامساً: قال المناوي في فيض القدير 3/61 : وأخرج الحافظ عبد الملك بن سليمان قال : ذكر لعطاء أكان أحد من الصحب أفقه من علي؟ قال عطاء :لا والله ما اعلمه. ثم قال المناوي بعدها : قال الحرالي : قد علم الأولون والآخرون أن فهم كتاب الله منحصر إلى علم علي ومن جهل ذلك فقد ضل عن الباب الذي من ورائه يرفع الله عنه القلوب الحجاب حتى يتحقق اليقين الذي لا يتغير بكشف الغطاء إلى ههنا كلامه. أهـواخرج اثر عطاء ايضا هذا المحب الطبري ايضا في الرياض النضرة 3/160 حيث قال : وعن عطاء وقد قيل له أكان في اصحاب رسول الله (صلى الله عليه وآله) احد اعلم من علي؟ قال : ما اعلم. سادساً: ثم ان امير المؤمنين غلق بنفسه هذا الباب على غيره ليؤكد للامة تركهم للاعلم وللمرجع الحق ولمدينة العلم النبوية والحكمة المحمدية والقرآن الناطق فكان يكثر من اقامة الحجة بقوله عن نفسه :أ‌-كما يروي ذلك ابو حيث قال : شهدت عليا يخطب وهو يقول :سلوني سلوني فوالله لا تسألوني عن شئ الا أخبرتكم ( وفي لفظ : ما من شيء يكون الى يوم القيامة الا حدثتكم به ) وسلوني عن كتاب الله فوالله ما من اية الا وانا اعلم بليل نزلت أم بنهار أم في سهل أم في جبل.نقله الحافظ ابن حجر العسقلاني في فتح الباري 8/459 بعد ان اخرجه عن الحاكم في مستدركه وصححه ووافقه الذهبي 2/467 وهو بلفظ : قال ابو الطفيل : رأيت امير المؤمنين علي بن ابي طالب قام على المنبر فقال : سلوني قبل ان لا تسألوني ولن تسألوا بعدي مثلي ... المزید) ثم قال ابن حجر : وهذا التفسير مشهور عن علي وأخرج عن مجاهد وابن عباس مثله وقد أطنب الطبري في تخريج طرقه إلى علي وأخرجه عبد الرزاق من وجه آخر عن أبي الطفيل قال شهدت عليا وهو يخطب وهو يقول سلوني...( وذكر ما تقدم ) ثم قال : فذكر مثله وقال فيه : (ويلك سل تفقها ولا تسأل تعنتا) وفيه سؤاله عن أشياء غير هذا وله شاهد مرفوع أخرجه البزار وابن مردويه بسند لين عن عمر. ب‌- ونقل ابن عبد البر في جامع بيان العلم وفضله 1/114 بسنده عن سعيد بن المسيب قال : ما كان احد من الناس يقول : سلوني غير علي بن ابي طالب. وأخرجه ابن كثير تفسيره (4/248) باسنادين. ت‌- وقال علي (عليه السلام) لكميل بن زياد في الحديث المشهور عن القلوب وطلب العلم وفيه : والعلماء باقون ما بقي الدهر، أعيانهم مفقودة وأمثالهم في القلوب موجودة، ها إن هاهنا لعلما جما - وأشار إلى صدره - لو أصبت له حملة. راجع حلية الاولياء لابي نعيم 1/79 وجامع بيان العلم وفضله لابن عبد البر الاندلسي 2/112. هـ - وقال (عليه السلام) لليهود الذين دخلوا عليه ليسألوه (وهم اربعون رجلا) في دار الامارة في الكوفة فلما وقفوا بين يديه قالوا له : صف لنا ربك...؟ فاستوى عليّ جالسا وقال : معشر اليهود اسمعوا مني ولا تبالوا ان لا تسألوا احدا غيري...الحديث. رواه ايضا ابو نعيم الاصبهاني في حلية الاولياء 1/72 واخرجه الذهبي في العلو للعلي الغفار وكذا ابن قدامة المقدسي في اثبات صفة العلو.وغيرها من الادلة الواضحة والصريحة التي تثبت بالتواتر المعنوي اعلمية امير المؤمنين (عليه السلام) بعد رسول الله (صلى الله عليه وآله) ولكن لا ندري ماذا نفعل لهم ليؤمنوا بذلك؟!.ودمتم في رعاية الله