logo-img
السیاسات و الشروط
مرتضى الرحيمي ( 18 سنة ) - العراق
منذ 4 سنوات

الإمام المهدي مصداق قوله تعالى: {إِنَّمَا أَنتَ مُنذِرٌ ۖ وَلِكُلِّ قَوْمٍ هَادٍ}

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته قال تعالى: {إِنَّمَا أَنتَ مُنذِرٌ ۖ وَلِكُلِّ قَوْمٍ هَادٍ} هل الاية تشمل الامام المهدي عليه السلام وماذا قدم من هداية للناس؟


عليكم السلام ورحمة الله وبركاته الآية المباركة شاملة للإمام المهدي (عج) بل هي دليل على ان لزمن الغيبة هادي وهو الامام روحي له الفدى. روي عن أبي جعفر (عليه السلام) في قول الله تبارك: ﴿ إنما أنت منذر ولكل قوم هاد ﴾ فقال (عليه السلام): {رسول الله المنذر, وعلي الهادي, والله ما ذهبت منّا وما زالت فينا إلى الساعة} . وعن أبي عبد الله (عليه السلام) قال : {قلت له ﴿ إنما أنت منذر ولكل قوم هاد ﴾ فقال (عليه السلام): رسول الله المنذر وعلي (عليه السلام) الهادي, يا أبا محمّد فهل منا هاد اليوم ؟ قلت : بلى جعلت فداك, ما زال فيكم هاد من بعد هاد حتى رفعت إليك, فقال : رحمك الله يا أبا محمّد, ولو كانت إذا نزلت آية على رجل ثم مات ذلك الرجل ماتت الآية مات الكتاب، ولكنه حي يجري فيمن بقي كما جرى فيمن مضى} . وعن محمّد بن مسلم قال : {قلت لأبي جعفر (عليه السلام) في قول الله عزّ وجل: ﴿ إنما أنت منذر ولكل قوم هاد ﴾ فقال : إمام هاد لكل قوم في زمانهم} . وعن الصادق (عليه السلام) في حديث طويل: { ... المزید ولم تخل الأرض منذ خلق الله آدم من حجة لله فيها ظاهر مشهور أو غائب مستور ولا تخلو إلى أن تقوم الساعة من حجة لله فيها, ولولا ذلك لم يعبد الله} قال سليمان (راوي الحديث) فقلت للصادق (عليه السلام) فكيف ينتفع الناس بالحجة الغائب المستور؟ قال (عليه السلام): {كما ينتفعون بالشمس إذا سترها السحاب} . الحاجة إلى الإمام تكمن أولًا في الربط التكويني، نحن نعتقد ”لولا الحجة لساخت الأرض بأهلها“، هذا وارد عندنا في عدة روايات، أن هناك ربطًا تكوينيًا بين وجود الإمام وبين اتساق نظام الوجود، نظام الوجود التكويني اتساقه وعدم اختلاله منوطٌ بوجود الإمام، ملائكة هذا الكون كله مرتبطة بإذن الإمام وأمر الإمام «عجل الله تعالى فرجه الشريف». إذن، هناك حاجة تكوينية لوجود الإمام، هذا أولًا. ثانياً :هناك حاجة تشريعية لوجود الإمام. هناك دوران أساسيان من الجانب التشريعي للإمام لا ينفكان عنه، كل إمام بما هو إمام مقتضى إمامته القيام بهذين الدورين: الأول: الهداية الأمرية، قال تبارك وتعالى: ﴿وَجَعَلْنَاهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنَا﴾، وقد فسّر العلماء الهداية، وقالوا: هناك هداية خلقية، وهناك هداية أمرية. الهداية الخلقية هي التي يقوم بها جميع الوعاظ والمرشدين والمبلغين، الهداية التي تخاطب الأسماع، وتخاطب العقول. وهناك هداية أمرية تخاطب القلوب، بمعنى أن الإمام بمقتضى ولايته التكوينية على النفوس قادرٌ على إيصال نور الهداية للقلوب وللنفوس بطريقة ملكوتية غيبية، وهذا ما يسمى بالهداية الأمرية. هذا النوع من الهداية هو وظيفة الإمام، ﴿وَجَعَلْنَاهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنَا﴾، هذه الوظيفة لا تنفك عنه حال حضوره وحال غيبته، هذه الهداية يقوم بها لكل من بيدهم القرار، هناك علماء الأمة، مراجع الأمة، زعماء الأمة، في كل جيل، وفي كل قرن، هؤلاء الزعماء ومن بيدهم قرار الأمة ومسيرة الأمة، يحتاجون إلى مدد، يحتاجون إلى هداية أمرية، يحتاجون إلى لطف توفيقي؛ لأن حصانتهم حصانةٌ للأمة، ومددهم مددٌ للأمة، ولذلك ورد عن النبي : ”في كل خلفٍ من أمتي عدولٌ من أهل بيتي ينفون عن هذا الدين تحريف الضالين وبدع المبطلين“، إذن وظيفة الإمام الهداية الأمرية، وهذه لا تنفك عنه حتى في عصر غيبته. الدور الآخر: حفظ القرآن والتشريع الإسلامي عن التحريف. القرآن من الممكن تحريفه في كل زمان، ولو بزيادة بعض ألفاظ، ولو بتغيير بعض القراءات، ولو بتغيير بعض الكلمات، هذا أمر ممكن، وبإمكان البشرية أن تقوم به، ما الذي يصون القرآن عن التحريف؟ الله «تبارك وتعالى» قال في كتابه: ﴿إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ﴾، هذا الحفظ على يد الثقل المعادل للقرآن، ”إني مخلف فيكم الثقلين: كتاب الله، وعترتي أهل بيتي“، جعل أهل البيت عدلًا للقرآن له مداليل عديدة، من مداليله أن الحافظ للقرآن أهل البيت في كل زمان، وظيفة الإمام المنتظر حفظ هذا الكتاب عن التحريف، وحفظ هذا الدين عن التزوير والتحريف، فهو في كل زمان وفي كل جيل وفي كل قرن يبعث رجالًا يقومون على مقاربة الأوضاع العامة من أجل صيانة الذكر الحكيم، ومن أجل صيانة التشريع الحكيم عن التحريف، كما ذكرت هذا الحديث: ”في كل خلفٍ من أمتي عدولٌ من أهل بيتي ينفون عن هذا الدين تحريف الضالين وبدع المبطلين.

6