logo-img
السیاسات و الشروط
( 34 سنة ) - سوريا
منذ 4 سنوات

الفرق بين الجسد و الجسم

السلام عليكم ...في الزيارة الامام الحسين يقال السلام على اجسادكم واجسامكم ..مافرق بين الجسم والجسد او مامقصود من ذاك في نص الزيارة مباركة


الظاهر أن الواو في قوله (وعلى أجسامكم) عطف بيان ، وعليه فأجسامكم وأجسادكم شيء واحد ، لا فرق بينهما . ويؤيد هذا ماقاله الأصمعي وأبو زيد في اللغة : إن الجسم هو الجسد . وقيل : ان المراد من الجسم الإنساني ما يحوي الجسم المادي بالإضافة إلى الروح ، والمراد من الجسد الإنساني هو الجسم المادي دون الروح . وعلى هذا يكون السلام في الزيارة على : أرواحكم وعلى أجسادكم الخالية من الروح - إشارة إلى حالة مماتهم - وعلى أجسامكم الحاوية على الجسم والروح - إشارة إلى حالة حياتهم -. … بيانه: قال العلامة الراغب الأصفهاني المتوفى في حدود سنة 425 هـ في كتابه القيّم والجميل مفردات ألفاظ القرآن في الصفحة 196 : ( الجسد كالجسم لكنه أخص , قال الخليل رحمه الله : لا يُقال الجسد لغير الإنسان من خلق الأرض ونحوه , وأيضا فإن الجسد ما له لون , والجسم يقال لما لا يبين له لون , كالماء والهواء . وقوله عز وجل : { وما جعلناهم جسدا لا يأكلون الطعام } يشهد لما قاله الخليل , وقال : { عجلا جسدا له خوار } وقال تعالى : { وألقينا على كرسيّه جسدا ثم أناب } ) هذا بالنسبة لقول العلامة الراغب الأصفهاني فيما يرتبط بالجسد , وأما قوله فيما يرتبط بالجسم فيقول في نفس الصفحة المتقدمة من نفس الكتاب المزبور : ( الجسم ما له طول وعرض وعمق , ولاتخرج أجزاء الجسم عن كونها أجساما وإن قُطّع ما قُطّع , وجُزّئ ما قد جُزّئ , قال تعالى : { وزاده بسطة في العلم والجسم } , { وإذا رأيتهم تُعجبك أجسامهم } ) وان كان ما اورده الراغب الاصفهاني فيه ملاحظات ليس هنا محله… قال المولى الشيخ حبيب الله الشريف الكاشاني – قدس سره الشريف – المتوفى سنة 1340 هـ في كتابه القيّم جنة الحوادث في شرح زيارة وارث في الصفحة 177 – 178 وللأمانة أقول : أنني سأنقل من الكتاب المذكور موضع الحاجة فقط وهذا ما يقتضي التصرف اليسير الذي لا يقدح بأصل الموجود , فيقول - رحمه الله - : ( وربما يُفرّق بين الجسم والجسد باختصاص الأول بما فيه روح أو تعميمه لذي الروح وغيره , واختصاص الثاني بما خلا عن الروح , ويُحتمل أن يُراد بأجسامهم أشباحهم النورانية , لأن من مراتبهم ومنازلهم مقام الأشباح , ويُحتمل أن يراد بالأجسام الأجساد الأصلية اللطيفة التي لا تتغير بمضي الدهور , وورود الآفات , وبالأجساد الأجساد العنصرية الزمانية التي تنقص وتزيد , ويُحتمل أن يُراد بأحدهما الأجساد المثالية البرزخية وبالآخر هذا الهيكل المحسوس في هذا العالم , وربما يفرّق بين الجسد والبدن , بأن الأول لا يُقال إلا على الحيوان العاقل بخلاف الثاني )