الظاهر أن الواو في قوله (وعلى أجسامكم) عطف بيان ، وعليه فأجسامكم وأجسادكم شيء واحد ، لا فرق بينهما .
ويؤيد هذا ماقاله الأصمعي وأبو زيد في اللغة : إن الجسم هو الجسد .
وقيل : ان المراد من الجسم الإنساني ما يحوي الجسم المادي بالإضافة إلى الروح ، والمراد من الجسد الإنساني هو الجسم المادي دون الروح .
وعلى هذا يكون السلام في الزيارة على : أرواحكم وعلى أجسادكم الخالية من الروح - إشارة إلى حالة مماتهم - وعلى أجسامكم الحاوية على الجسم والروح - إشارة إلى حالة حياتهم -. …
بيانه:
قال العلامة الراغب الأصفهاني المتوفى في حدود سنة 425 هـ في كتابه القيّم والجميل مفردات ألفاظ القرآن في الصفحة 196 : ( الجسد كالجسم لكنه أخص , قال الخليل رحمه الله : لا يُقال الجسد لغير الإنسان من خلق الأرض ونحوه , وأيضا فإن الجسد ما له لون , والجسم يقال لما لا يبين له لون , كالماء والهواء .
وقوله عز وجل : { وما جعلناهم جسدا لا يأكلون الطعام } يشهد لما قاله الخليل , وقال : { عجلا جسدا له خوار } وقال تعالى : { وألقينا على كرسيّه جسدا ثم أناب } )
هذا بالنسبة لقول العلامة الراغب الأصفهاني فيما يرتبط بالجسد , وأما قوله فيما يرتبط بالجسم فيقول في نفس الصفحة المتقدمة من نفس الكتاب المزبور : ( الجسم ما له طول وعرض وعمق , ولاتخرج أجزاء الجسم عن كونها أجساما وإن قُطّع ما قُطّع , وجُزّئ ما قد جُزّئ , قال تعالى : { وزاده بسطة في العلم والجسم } , { وإذا رأيتهم تُعجبك أجسامهم } )
وان كان ما اورده الراغب الاصفهاني فيه ملاحظات ليس هنا محله…
قال المولى الشيخ حبيب الله الشريف الكاشاني – قدس سره الشريف – المتوفى سنة 1340 هـ في كتابه القيّم جنة الحوادث في شرح زيارة وارث في الصفحة 177 – 178 وللأمانة أقول : أنني سأنقل من الكتاب المذكور موضع الحاجة فقط وهذا ما يقتضي التصرف اليسير الذي لا يقدح بأصل الموجود , فيقول - رحمه الله - : ( وربما يُفرّق بين الجسم والجسد باختصاص الأول بما فيه روح أو تعميمه لذي الروح وغيره , واختصاص الثاني بما خلا عن الروح , ويُحتمل أن يُراد بأجسامهم أشباحهم النورانية , لأن من مراتبهم ومنازلهم مقام الأشباح , ويُحتمل أن يراد بالأجسام الأجساد الأصلية اللطيفة التي لا تتغير بمضي الدهور , وورود الآفات , وبالأجساد الأجساد العنصرية الزمانية التي تنقص وتزيد , ويُحتمل أن يُراد بأحدهما الأجساد المثالية البرزخية وبالآخر هذا الهيكل المحسوس في هذا العالم , وربما يفرّق بين الجسد والبدن , بأن الأول لا يُقال إلا على الحيوان العاقل بخلاف الثاني )