الأخت عقيلة المحترمة السلام عليكم ورحمة الله وبركاته طبقا لبعض مصادر الحديث الشيعية فإن اسم امير المؤمنين عليه السلام عند اهل الكتاب هو إيليا ففي كتاب الاحتجاح أن امير المؤمنين عليه السلام قال: ((اسمي عند اليهود " إليا " وعند النصارى " إيليا " وعند والدي " علي " وعند أمي " حيدرة "))، ولكن لا يعلم على وجه اليقين أن (روح إيليا) الوارد ذكره في كتب اليهود والنصارى هو روح أمير المؤمنين عليه السلام، بيد أن بعض رواياتنا تشير إلى أنه صلوات الله عليه كان مع الانبياء سرا كما ورد عن النبي صلى الله عليه وآله مخاطبا له: ((يا علي كنت مع الأنبياء سرا ومعي جهرا))، فبالاستناد إلى هذه المقدمات يمكن لنا بنوع من المقاربة أن نرجح كون المراد بروح إيليا هو هذا الكون السري لأمير المؤمنين عليه السلام مع انبياء بني اسرائيل، لنأخذ هذا النص الذي ورد في العهد الجديد: ((لا تخف، يا زكريا، فقد سمع دعاؤك وستلد لك امرأتك أليصابات ابنا فسمه يوحنا . وستلقى فرحا وابتهاجا، ويفرح بمولده أناس كثيرون . لأنه سيكون عظيما أمام الرب، ولن يشرب خمرا ولا مسكرا، ويمتلئ من الروح القدس وهو في بطن أمه، ويرد كثيرا من بني إسرائيل إلى الرب إلههم . ويسير أمامه وفيه روح إيليا وقوته ليعطف بقلوب الآباء على الأبناء، ويهدي العصاة إلى حكمة الأبرار، فيعد للرب شعبا متأهبا)) وفي العهد القديم: ((ولما رآه بنو الأنبياء الذين في أريحا قبالته قالوا قد استقرت روح إيليا على أليشع . فجاءوا للقائه وسجدوا له إلى الأرض)) حيث تشير هذه النصوص إلى الدور المساند لإيليا في نصرة الانبياء ومنهم زكريا واليسع، وهذا هو نفس مضمون ما ورد من كونه عليه السلام مع الانبياء سراً. وبما أن أمير المؤمنين عليه السلام لم يكن مخلوقا قبل زمان ظهوره مع ابن عمه صلى الله عليه وآله، فلابد أن نستنتج بأن وجوده كان طوراً روحيا أو نوريا، خاصة مع الالتفات إلى ما ورد من أن الله تعالى قد خلق الارواح قبل الاجساد. ودمتم في رعاية الله