logo-img
السیاسات و الشروط
حسين زوين ( 16 سنة ) - العراق
منذ 4 سنوات

القران الكريم

ما تفسير الايه بسم الله الرحمن الرحيم انمار نريد ان نذهب عنكم الرجس اهل البيت ونطهركم تطير ما تفسر هذا الايه


قال الله سبحانه وتعالى : إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا. إن التعبير ب‍ (إنما) والذي يدل على الحصر عادة - دليل على أن هذه المنقبة خاصة بأهل بيت النبي (صلى الله عليه وآله). وجملة (يريد) إشارة إلى إرادة الله التكوينية، وإلا فإن الإرادة التشريعية - وبتعبير آخر لزوم تطهير أنفسهم - لا تنحصر بأهل بيت النبي (صلى الله عليه وآله)، فإن كل الناس مكلفون بأن يتطهروا من كل ذنب ومعصية. من الممكن أن يقال: إن الإرادة التكوينية توجب أن يكون ذلك جبرا، إلا أن جواب ذلك يتضح من ملاحظة البحوث التي تذكر في مسألة كون الأنبياء والأئمة معصومين، ويمكن تلخيص ذلك هنا بأن للمعصومين أهلية اكتسابية عن طريق أعمالهم، ولهم لياقة ذاتية موهوبة لهم من قبل الله سبحانه، ليستطيعوا أن يكونوا أسوة للناس. وبتعبير آخر فإن المعصومين نتيجة للرعاية الإلهية وأعمالهم الطاهرة، لا يقدمون على المعصية مع امتلاكهم القدرة والاختيار في إتيانها، تماما كما لا نرى عاقلا يرفع جمرة من النار ويضعها في فمه، مع أنه غير مجبر ولا مكره على الامتناع عن هذا العمل، فهذه الحالة تنبعث من أعماق وجود الإنسان نتيجة المعلومات والاطلاع، والمبادئ الفطرية والطبيعية، من دون أن يكون في الأمر جبر وإكراه. ولفظة " الرجس " تعني الشئ القذر، سواء كان نجسا وقذرا من ناحية طبع الإنسان، أو بحكم العقل أو الشرع، أو جميعها وما ورد في بعض الأحيان من تفسير " الرجس " بالذنب أو الشرك أو البخل والحسد، أو الاعتقاد بالباطل، وأمثال ذلك، فإنه في الحقيقة بيان لمصاديقه، وإلا فإن مفهوم هذه الكلمة عام وشامل لكل أنواع الحماقات بحكم (الألف واللام) التي وردت هنا، والتي تسمى بألف ولام الجنس. و " التطهير " الذي يعني إزالة النجس، هو تأكيد على مسألة إذهاب الرجس ونفي السيئات، ويعتبر ذكره هنا بصيغة المفعول المطلق تأكيدا آخر على هذا المعنى. وأما تعبير أهل البيت فإنه إشارة إلى أهل بيت النبي (صلى الله عليه وآله) باتفاق علماء الإسلام والمفسرين، وهو الشئ الذي يفهم من ظاهر الآية، لأن البيت وإن ذكر هنا بصيغة مطلقة، إلا أن المراد منه بيت النبي (صلى الله عليه وآله) بقرينة الآيات السابقة واللاحقة إلا أن هناك اختلافا في المقصود بأهل بيت النبي هنا؟ إعتقد البعض أن هذا التعبير مختص بنساء النبي، لأن الآيات السابقة واللاحقة تتحدث حول أزواج رسول الله (صلى الله عليه وآله)، فاعتبروا ذلك قرينة على مدعاهم. غير أن الانتباه إلى مسألة في الآية ينفي هذا الادعاء، وهي: أن الضمائر التي وردت في الآيات السابقة واللاحقة، جاءت بصيغة ضمير النسوة، في حين أن ضمائر هذه القطعة من الآية قد وردت بصيغة جمع المذكر، وهذا يوحي بأن هناك معنى آخر هو المراد، وايضا توجد قرائن اخرى تدل على حصر الايه في اصحاب الكساء دون غيرهم … ولذلك خطا جمع آخر من المفسرين خطوة أوسع واعتبر الآية شاملة لكل أفراد بيت النبي (صلى الله عليه وآله) رجالا ونساء. ومن جهة أخرى فإن الروايات الكثيرة جدا الواردة في كتب الفريقين تنفي شمول الآية لكل أهل بيت النبي (صلى الله عليه وآله)، وتقول: إن المخاطبين في الآية هم خمسة أفراد فقط، وهم: محمد (صلى الله عليه وآله) وعلي وفاطمة والحسن والحسين (عليهم السلام) ومع وجود النصوص الكثيرة التي تعتبر قرينة على تفسير الآية، فإن التفسير الذي يمكن قبوله هو التفسير الثالث فقط، أي اختصاص الآية بالخمسة الطيبة.…