في أحد الأيام وأنا أبحث في القنوات الفضائية الشيعية, وقع بصري على شيخ معمم يفتح مصدرا من مصادر المخالفين فيه أنه عليا (ع) قام في الناس خطيبا وقال: سلوني قبل أن تفقدوني..... الرواية. وكما أن المعلق على ذلك الكتاب كتب في الحاشية عن هذا الحديث بأنه صحيح الإسناد, فدهشت من ذلك! لأن فيه حجة عظيمة على أهل خلافنا, وأنا لم اتصور أن خطبة كهذه لأمير المؤمنين (ع) تنقل في كتب المخالفين ويعترف علماؤهم بصحتها.
فهل من الممكن ايراد المصادر الخلافية التي نقلت هذه الخطبة لأمير المؤمنين (ع), لأني لا اذكر ما شاهدت ذلك اليوم بالدقة, وأود أن أعرف إن كانت هذه الرواية نقلت عن أكثر من مصدر واحد عند المخالفين.
الأخ محمد سعيد المحترم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
لعلك تقصد ما رواه الحاكم في المستدرك 2/352 :
( أخبرني ) أبو جعفر محمد بن علي الشيباني بالكوفة ثنا أحمد بن حازم الغفاري ثنا أبو نعيم ثنا بسام الصيرفي ثنا أبو الطفيل عامر بن واثلة قال سمعت عليا رضي الله عنه قام فقال سلوني قبل أن تفقدوني ولن تسألوا بعدي مثلي فقام ابن الكواء فقال من الذين بدلوا نعمة الله كفرا وأحلوا قومهم دار البوار قال منافقو قريش قال فمن الذين ضل سعيهم في الحياة الدنيا وهم يحسبون انهم يحسنون صنعا قال منهم أهل حروراء هذا حديث صحيح عال وبسام بن عبد الرحمن الصيرفي من ثقات الكوفيين ممن يجمع حديثهم ولم يخرجاه
او لعلك تقصد ما ورد في تاريخ مدينة دمشق 17/335 :
أخبرنا أبو البركات عبد الوهاب بن المبارك أنا أحمد بن الحسن بن أحمد أنا أبو علي بن شاذان أنا أبو سهل بن زياد القطان نا أبو الحسين علي بن إبراهيم الواسطي إملاء نا محمد بن أبي نعيم نا ربعي بن عبد الله بن الجارود نا سيف بن وهب مولى لبني تيم قال دخلت شعب ابن عامر على أبي الطفيل عامر بن واثلة قال فإذا شيخ كبير قد وقع حاجبه على عينه قال فقلت له أحب أن تحدثني بحديث سمعته من علي ليس بينك وبينه أحد قال أحدثك به إن شاء الله وتجدني له حافظا أقبل علي يتخطى رقاب الناس بالكوفة حتى صعد المنبر فحمد الله وأثنى عليه ثم قال يا أيها الناس سلوني قبل أن تفقدوني فوالله ما بين لوحي المصحف آية تخفى علي فيم أنزلت ولا أين أنزلت ولا ما عني بها والله لا تلقوا أحدا يحدثكم ذاكم بعدي حتى تلقوا نبيكم (صلى الله عليه وسلم) قال فقام رجل يتخطى رقاب الناس فنادى أيا أمير المؤمنين قال فقال علي ما أراك بمسترشد أو ما أنت مسترشد قال يا أمير المؤمنين حدثني عن قول الله عز وجل (( والذاريات ذروا )) قال الرياح ويلك قال (( فالحاملات وقرا )) قال السحاب ويلك قال (( فالجاريات يسرا )) قال السفن ويلك قال (( فالمدبرات أمرا )) قال الملائكة ويلك قال يا أمير المؤمنين أخبرني عن قول الله عز وجل (( والبيت المعمور والسقف المرفوع )) قال ويلك بيت في ست سماوات يدخله كل يوم سبعون ألف ملك لا يعودون إليه إلى يوم القيامة وهو الضراح وهو حذاء الكعبة من السماء قال يا أمير المؤمنين حدثني عن قول الله عز وجل (( ألم تر إلى الذين بدلوا نعمة الله كفرا وأحلوا قومهم دار البوار جهنم )) قال ويلك ظلمة قريش قال يا أمير المؤمنين حدثني عن قول الله عز وجل (( قل هل أنبئكم بالأخسرين أعمالا الذين ضل سعيهم في الحياة الدنيا )) قال ويلك منهم أهل حروراء قال يا أمير المؤمنين حدثني عن ذي القرنين أنبي كان أو رسول قال لم يكن نبيا ولا رسولا ولكنه عبد ناصح الله عز وجل فناصحه الله عز وجل وأحب الله فأحبه الله وإنه دعا قومه إلى الله فضربوه على قرنه فهلك فغبر زمانا ثم بعثه الله عز وجل إليهم فدعاه إلى الله عز وجل فضربوه على قرنه الآخر فهلك بذلك قرناه
ودمتم في رعاية الله