التوفيق لصلاة الليل
السلام عليكم أخذت فترة أصلي صلاة الليل.. ولكن منذ شهرين تقريباً أستيقظ قبل صلاة الصبح بنصف ساعة وأرجع إلى النوم متعمدة قائلةً بوجود وقت.. مع العلم أني مصممة قبل النوم أن أقوم لصلاة الليل.. وحالة أخرى، وهي أنتي أبقى مستيقظة طول الليل إلى ما قبل صلاة الصبح بساعة أو نصفها يغلبني النعاس وأنام لا إرادياً.. حسب معلوماتي بأن الذي لا يوفق لصلاة الليل هو بسبب الذنوب.. أنا أشعر بأن ذنوبي أقل عن الفترة السابقة، وأحاول تقليلها قدر المستطاع.. السؤال / لماذا لا أوفق لصلاة الليل؟
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته أهلاً بكم في تطبيقكم المجيب.. إبنتي الكريمة: ١. هنيئاً لكم وبارك الله تعالى بكم لهذا التوفيق والإهتمام بهذا المقام المحمود ألا وهو التوفيق لصلاة الليل وفي هذا المجتمع المملوء بالغفلة والسهو. ٢. صحيح ما تفضلتم به من أنه من لم يوفق لصلاة الليل فإن ذلك بسبب ذنوبه وقد قيدته، - فعن مولانا الإمام الصادق (عليه السلام): إن الرجل يذنب الذنب فيحرم صلاة الليل، وإن العمل السيء أسرع في صاحبه من السكين في اللحم. - وفي حديث عن أمير المؤمنين عليه السلام لرجل شكى عن حرمانه صلاة الليل: "أنت رجل قد قيّدتك ذنوبك". -وفي حديث آخر: "إن الرجل ليكذب الكذبة فيحرم بها صلاة الليل". * والذنوب أنواع فمنها ظاهرة ومنها باطنة كالعجب.. فهنا يكون نوم العبد أفضل ممن يصلي صلاة الليل ويدخل في قلبه العجب والعياذ بالله سبحانه، فيأتيه النعاس رحمةً به، لكي لا يأخذه العجب من قيامه لصلاة الليل فيفسد عمله وقلبه. - روي عن رسول اللَّه صلى الله عليه وآله: قال اللَّه تعالى: "إن من عبادي المؤمنين لمن يجتهد في عبادتي فيقوم من رقاده ولذيذ وساده فيتهجدّ لي الليالي، فيتعب نفسه في عبادتي فأضربه بالنعاس الليلة والليلتين نظراً مني له وابقاءً عليه فينام حتى يصبح وهو ماقت لنفسه، زار عليها، ولو أخلي بينه وبين ما يريد من عبادتي لدخله من ذلك العجب، فيصيّره العجب إلى الفتنة بأعماله، فيأتيه من ذلك ما فيه هلاكه لعجبه بأعماله ورضاه عن نفسه عند حد التقصير فيتباعد مني عند ذلك وهو يظن أنه يتقرب إليّ". ٣. ولكن عليكم بحسن الظن بالله تعالى والتوكل عليه وأن يكون نومكم على طهور وباتجاه القبلة وأن تقرأوا الآية الأخيرة من سورة الكهف قبل نومكم. وعليكم أيضاً بالدعاء والتوسل بأهل البيت (عليهم السلام) ودفع الصدقه بنية النجاح والتوفيق في هذا الأمر العظيم . * وفقنا الله تعالى وإياكم لما يحب ويرضى. * ودُمتم في رعاية الله وحفظه.