- العراق
منذ 3 سنوات

إن اظهار الحزن على الامام الحسين (ع) يتنافى مع الرضا بقضاء الله سبحانه وتعالى وقَدَره!


الحزن على مصيبة حصلت أو مظلومية جرت أو فقد عزيز أمر فطري خلقه الله سبحانه تعالى في نفس الانسان، و لا يمكن أن يحاسب الله الانسان على حالة فطرية خلقها فيه. و من ثم فإن الحزن غير السخط، فإن ما يقابل الحزن هو الفرح و السخط يقابله الرضا، و بالتالي فإنه يجتمع الحزن مع الرضا، ففي الوقت الذي يكون الانسان حزيناً لما ألمّ به من مصاب إلّا أنه راض بقضاء الله سبحانه و تعالى، و قد حزن أكمل الناس إيماناً و أبعدهم عن السخط و عدم الرضا بقضاء الله و قَدَره كأنبياء الله و أئمة دينه و أوليائه، حزنوا على فقد احبائهم و غير ذلك، و ها هو نبي الله يعقوب (ع) عبّر عنه القرآن: «وَ ابْيَضَّتْ عَيْنَاهُ مِنَ الْحُزْنِ»، و قد ظهر على رسول الله (ص) الحزن لفقد ابنه إبراهيم و عمّه حمزة و ابن عمه جعفر و غيرهم، و روى المسلمون كافّة قوله (ص): «تدمع العين و يحزن القلب و لا نقول ما يسخط الرب»، و رووا عنه (ص) أنه حزن و بكى على الإمام الحسين قبل استشهاده عندما أخبره جبرائيل بمقتله، و كذلك ورد أن أئمة أهل البيت (س) أظهروا الحزن على مصيبة الإمام الحسين (ع)، و بالتالي لا يلام المؤمن الحقيقي عندما يحزن لما حزن له رسول الله (ص) و أهل بيته الأطهار، و ليس في ذلك ما يتنافى مع الرضا بقضاء الله سبحانه و تعالى و قَدَره كما بيّنّا. و الحمد لله رب العالمين.

1