logo-img
السیاسات و الشروط
- العراق
منذ 4 سنوات

كيف نوفق بين دعاء الامام الحسين ع على القوم في عاشوراء «اللهم مزقهم تمزيقا و اجعلهم طرائق قددا...» و بين بكائه عليهم حيث قال: (كيف لا ابكي عليهم انهم يدخلون النار بسببي)، و كيف يدعو عليهم و اهل البيت بعثوا رحمة للعالمين؟


بكاء الإمام الحسين (ع) على القوم و قوله «إنهم يدخلون النار بسببي» لم يرو في كتاب معتبر. نعم، يتألم الإمام الحسين (ع) لعدم اهتداء الناس فهو من أهل بيت بعثهم الله رحمة للعالمين و يتمنون الهداية و الخير للجميع، كجدهم رسول الله و قد خاطبه الله عز وجل «فَلَا تَذْهَبْ نَفْسُكَ عَلَيْهِمْ حَسَرَاتٍ»، و لكن هذا لا ينافي الدعاء على الظالمين بعد إتمام الحجة، حيث استحقوا عذاب الله و غضبه، و الدعاء المذكور للإمام الحسين (ع) على القوم كان في أواخر المعركة بعد وعظ الإمام لهم و نصحه، و بعد استشهاد أصحابه و ابنائه و اخوته، بل بعد أن أثخن ـ ليت روحي له الفداء ـ بالجراح قبيل استشهاده، فقد تمت الحجة و لم يبق عذر لمعتذر فاستحقوا عذاب الله. و أما قول السائل: «و كيف يدعو عليهم و اهل البيت بعثوا رحمة للعالمين؟»، يرد عليه: إن محمداً و آل محمد صلوات الله و سلامه عليهم هم أجلى مظاهر صفات الله سبحانه و تعالى فكما أنه أرحم الراحمين لمن يستحق الرحمة فإنه شديد العقاب لمن يستحق العقاب بسوء اختياره و قبح جريرته، لذلك تراهم في قمة الرحمة للمؤمنين و للناس من طلاب الهداية و النور، و في قمة الشدة و الصلابة في مواجهة الظالمين و المستكبرين و المعاندين، فلا معنى للرحمة مع مثل هؤلاء المجرمين الذين أصروا على كفرهم و إجرامهم مع إتمام الحجة.

3