سيد جلال الهاشمي
منذ 4 سنوات

حرب نهروان

بسم لله الرحمن الرحيم وصلى الله على محمد وعلى آل بيته الطيبين الطاهرين رواية رقم 91 في الإسناد عن الصادق عليه السلام.. بكتاب قرب الإسناد وعنه، عن عبد الله بن ميمون، عن جعفر، عن أبيه : أن عليا كان يباشر القتال بنفسه، وأنه نادى ابنه محمد بن الحنفية يوم النهروان : «قدم يا بني اللواء» فقدم، ثم قال : «قدم يا بني اللواء». فقدم، ثم وقف، فقال له : «قدم يا بني » فتكعكع الفتى. فقال : «قدم يا ابن اللخناء». ثم جاء علي حتى أخذ منه اللواء فمشى به ما شاء الله ثم أمسك، ثم تقدم علي بين يديه فضرب قدماً. السؤال هل هذه الرواية الصحيحة.. فالناصبة يحتجون علينا بها.. وما جاء من لفظ اللخناء.. هي بمعاني مختلفة أقلها ( التي لم تختن ).. فما صحة هذه الرواية متناً وسنداً.. وماهو الرد على هذا الإشكال بارك الله في مجهودكم


الأخ سيد جلال الهاشمي المحترم السلام عليكم ورحمة الله وبركاته إن هذه الرواية مردودة لمخالفة متنها للمقطوع به، فقد أجمعت الروايات على أن هذه الحادثة وقعت في حرب الجمل وهذه الرواية تنص على أنها في النهروان. والرواية التي تخالف المقطوع به لا يعتد بها وإن كان سندها صحيحاً. فقد روى الطبري عن محمد بن الحنفية قال : دفع إليّ أبي الراية يوم الجمل وقال : تقدم فتقدمت حتى لم أجد متقدماً إلا على رمح, قال تقدم لا أم لك, فتكأكأت وقلت : لا أجد متقدماً إلا على سنان رمح فتناول الراية من يدي متناول لا أدري من هو فنظرت فإذا أبي بين يدي وهو يقول : أنت التي غرك منك الحسن ***** ياعيش أن القوم قوم أعدا. الخفض خير من قتال الأبناء (الطبري 3: 524 ) وقال إبن ابي الحديد : دفع أمير المؤمنين يوم الجمل رايته إلى محمد إبنه وقد إستوت الصفوف وقال له احمل فوقف قليلاً، فقال له : أحمل، فقال : يا أمير المؤمنين أما ترى السهام كأنها شآبيب المطر، فدفع في صدره فقال : أدركك عرق من أمك ثم أخذ الراية فهزها ثم قال : أطعن بها طعن أبيك تحمد ****** لا خير في الحرب إذا لم توقد بالمشرفي والقنا المسدد ثم حمل وحمل الناس خلفه فطحن عسكر البصرة. وفي الطبقات الكبرى لأبن سعد : عن منذر الثوري قال سمعت محمد بن الحنفية يقول : وذكر يوم الجمل قال لما تصاففنا أعطاني علي الراية فرأى مني نكوصاً لما دنا الناس بعضهم على بعض فأخذها مني فقاتل بها ( الطبقات 5: 67, 91 ) وذكر إبن الأثير في تاريخه الأثير في الجمل أيضاً ( الكامل في التاريخ 3: 245)، وكذلك المقريزي في (الإمتناع والأسماع 13 : 244), وكذا محمد بن سليمان الكوفي في (مناقب أمير المؤمنين (ع) ص337)، والبلاذري في ( أنساب الأشراف ص262 ). وأنت ترى خلو جميع الروايات من هذه اللفظة إلا هذه الرواية المخالفة للمقطوع به. ودمتم في رعاية الله