logo-img
السیاسات و الشروط
عشيق الله ( 30 سنة ) - العراق
منذ 5 سنوات

أكل المال الحرام

الـسـلام عـلـيـكـم ورحمة الله وبركاته إذا أكل الشخص مالاً حراماً هل تُصبح نطفته حراماً ؟


وعليكم السلام ورحمة الله قال تعالى: {فَلْيَنْظُرِ الْإِنْسَانُ إِلَى طَعَامِهِ}.( عبس، آية:24) إنّ للغذاء الحرام تأثيراً بالغاً على مستقبل الطفل قبل انعقاد نطفته، فإذا انعقدت النطفة من الحرام سيكون ذلك بمنزلة الأرض الصلبة لتعاسة الطفل وشقائه، قال الإمام الصادق (عليه السلام): "كسب الحرام يبين في الذرية"(الكليني، الكافي: ج٥،ص١٢٥). ويظهر في عدم استقامة سلوك الذرية، وقربهم من المعصية وبعدهم عن طاعة الله تعالى. إنّ طريق المعصية والبعد عن السماء، يقرّب صاحبه إلى أهل المعاصي من الحكام والطغاة، بل كل جهة تمثل الانحراف عن الدين والقِيم، ممَّا يصبغ كل أعمال هذا الانسان ومواقفه بهذا الطريق والمنهج، وعلى العكس تماماً إذا كان الطعام والشراب من مظانه المشروعة، كالكد والكدح في سبيل تحصيل لقمة العيش، فله الأثر البالغ في بركة الذرية وزيادة توفيقها. كما أنّ المال الحرام يورث ظلمة القلب، قال تعالى: ﴿كَلَّا بَلْ رَانَ عَلَى قُلُوبِهِمْ مَا كَانُوا يَكْسِبُونَ﴾. ( المطففين، آية:14) فالقلب إذا امتلأ بالحرام، انغلق عن المعنويات، وأوصدت نوافذ الهداية فيه، فالابتعاد عن الحق وهجران الإنسان لبارئه واقترافه المعاصي والتعدّي على حقوق الناس، مقدّمة طبيعية تقود إلى ظلمة القلب؛ إذْ إنّ من جملة الأسباب الرئيسة لعدم توطين النفس للحق وعدم اتّباع الصراط السوي، أكل المال بالباطل، فالأموال التي يحصل عليها بطرق غير مشروعة وأسباب غير مرضية عند الله تعالى تطبع على القلب بظلمتها، قال سيد الشهداء (عليه السلام): "فقد مُلئت بطونكم من الحرام وطُبع على قلوبكم".(المجلسي، بحار الأنوار:ج٤٥،ص٨). فهو (عليه السلام) عِدل القرآن، والقرآن يقول: {كَلَّا بَلْ رَانَ عَلَى قُلُوبِهِمْ مَا كَانُوا يَكْسِبُونَ}، أي: إنّ كسبهم للحرام أدى إلى ظلمة قلوبهم فهم لا يبصرون الهدى، ولا يهتدون إلى الصواب أبداً، فضلاً عن اتّباعه، فهم عنه ابعد. وفقكم الله لما يحب ويرضى

1