السلام عليكم
اذا كان حميد بن مسلم ممن رفع رأس الامام الحسين ع مع خولي إذاً هو معادي لآل البيت ع .فلماذا نأخذ بكلامه ورواياته التي وصلت إلينا منه عن واقعة الطف؟؟ أليس عندنا أنه لاتؤخذ الروايات من الأعداء ؟!!
١-حميد بن مسلم الأزدي شهد معركة كربلاء مع جيش عمر بن سعد. وكان يقوم فيها بما يشبه دور المؤرخ أو المراسل الصحفي في هذه الأيام …
و إن عدد روايات حميد بن مسلم بالنسبة لمجموع روايات المقتل، وما يرتبط به، يعتبر قليلا نسبيا سواء من الناحية العددية أو الزمنية، فمثلا ما ذكره الطبري من روايات المقتل وأطرافه عن أبي مخنف، يقارب المائة رواية، نصيب حميد بن مسلم فيها هو العُشر فقط.
وهذا يلقي بضوء على ما تصوره بعضهم من أن المقتل مروي في أكثره كما قالوا عن طريق حميد بن مسلم، وقد كان في الطرف الآخر، فكيف له بأن يعرف ما يجري فيه هذا إضافة إلى كونه معاديا، ومحاربا لأهل البيت فكيف يعتمد عليه.…
٢-وايضا إن روايات كربلاء فيما يرتبط منها بالمخيم الحسيني، وما كان يدور فيه لا نجد فيها لحميد بن مسلم أثرا وهو واضح، بل لو نقل أحد رواية بهذا المعنى فلا بد من النظر إليها بعين الشك، إن كان ينقلها مباشرة، وذلك لأنه كان في المعسكر الآخر، وإنما كانت تلك الروايات كما يلحظ المتتبع لروايات أبي مخنف المنقولة في الطبري، مروية عن الإمام زين العابدين عليه السلام بواسطة، أو عن الضحاك المشرقي، أو عقبة بن سمعان أو عن من نجى من الواقعة حيا.…
٣-ولكن يظهر من التتبع العام لشخصية حميد بن مسلم أنه ليس رجل موقف بحيث يلتزم به فيحامي عنه، ويضحي من أجله، فهو مثلا يشهد كربلاء ولا يقاتل في أي من الصفين ولا يؤثر عنه فعل، لا في هذا الجانب ولا في ذاك، ثم يكون مع التوابين الذين ثاروا ضد بني أمية وحاولوا التكفير عن خذلانهم.. مع أن هؤلاء لم تتح لهم فرصة القتال مع الحسين عليه السلام، لكون عدد منهم مسجونين، أو ممن لم يستطيعوا الخروج من الكوفة بينما كان هذا الرجل موجودا في المعركة، وشهد تحول عدد من أنصار بني أمية إلى المعسكر الحسيني فلم يكن هناك شيء ليمنعه لو كان صاحب موقف.…
٤-فهو عاش حياته بطريقة الصحفي أو الإعلامي الذي يبحث عن الحوادث المتميزة، ويرويها لغيره، لم يكن صانع خبر، وإنما متتبعا للأخبار، وبالذات الأخبار شديدة الإثارة، فهو في المقتل يفصل ما استطاع اللحظات الأخيرة، بما فيها من إثارة للمستمع، و(يستعرض) (سماع أذني من الحسين يوم قتل علي الأكبر..)، وهو يأتي ببعض الكرامات الحسينية سواء في المعركة أو بعدها، لكن هل تؤثر فيه هذه لتعديل موقفه؟ كلا إنما يكتفي منها بجانب الإثارة والنقل، ففي الطبري ينقل عنه:.. ونازله عبد الله ابن أبى حصين الأزدي وعداده في بجيلة فقال يا حسين ألا تنظر إلى الماء كأنه كبد السماء والله لا تذوق منه قطرة حتى تموت عطشا فقال حسين اللهم اقتله عطشا ولا تغفر له أبدا قال حميد بن مسلم والله لعدته بعد ذلك في مرضه فوالله الذي لا إله إلا هو لقد رأيته يشرب حتى بغر ثم يقئ ثم يعود فيشرب حتى يبغر فما يروى فما زال ذلك دأبه حتى لفظ غصته يعنى نفسه …
٥-واما من نقل احداث كربلاء وما جرى فيها ليس حميد بن مسلم فقط كما صورت في السؤال وانما معركة كربلاء جرت على مرأى ومسمع من عشرات الألوف من جيش يزيد ، وعشرات من أهل البيت النبوي وسكان كربلاء ، وقد روى أحداثها رواة من الطرفين ، ثم دونها بعضهم من ذلك الوقت في كتاب مستقل !
ومن له اطلاع على الحديث والتاريخ يعرف أن حادثة كربلاء من الحوادث القليلة التي روى الرواة والمؤرخون تفاصيل كثيرة منها ، ودونتها أغلب المجاميع الحديثية والتاريخية .
ثم إن بقية العترة النبوية كان فيهم إمام معصوم هو الإمام زين العابدين علي بن الحسين عليه السلام وآخرون ، وكان فيهم نساء فاضلات مثل الحوراء زينب رضوان الله عليها ….