ايمن ابو أنس - لبنان
منذ 5 سنوات

 معنى (قسيم الجنة والنار)

تقولون في جوابكم على سؤال: ( لماذا حارب الامام علي معاوية وغيره ولم يحارب الثلاثة ) أولاً: أنهم جاءوا إلى الخلافة عن طريق شرعي بخلاف معاوية, فماذا تقصدون بذلك؟ وهل اعترفتم بشرعيتهم؟ ثانياً: الإمام علي (عليه السلام) كان يصرح أنه لو وجد أعواناً لناهض القوم ولما لم يجد كان حتماً عليه أن لا يقاتل بخلاف ذلك حين صار الحكم إليه فأنه وجد أعوان لقتال معاوية. انتهى كلامكم أقول و بالله التوفيق مثل عادتكم تحاولون أن تنتقصوا من قدر الصحابة الذين تكرهونهم و تسبونهم فلا توفقوا فيأتي إنتقاصكم لأهل البيت بعض الصحابة الذين تزعمون حبهم.


الأخ ايمن المحترم السلام عليكم ورحمة الله وبركاته أولاً: الشرعية المقصودة هي شرعية تنزلية، أي أننا نتنزل عند رأي السنة الذين يقولون أن الثلاثة جاءوا إلى الخلافة عن طريق شرعي, حيث اعتبروا الشورى والانتخاب من مقومات اختيار الخليفة بخلاف الشيعة الذين يعتقدون أن الخلافة يجب أن تكون بالنص لا بالانتخاب. فنحن لم نعترف بشرعيتهم إذن. ولكننا نقول: لو فرضنا أن الخلافة كانت بالشورى كما يزعمون فهي ذريعة لتمرير خلافة أبي بكر وعمر وعثمان, فما بال معاوية يعدّه البعض خليفة وهو لم يأتِ عن طريق النص ولا عن الطريق الشورى؟ فأفهم. فإذا لم يصح قتال الثلاثة من قبل أمير المؤمنين (عليه السلام) فإنما لهذه الشرعية المزعومة، أما وقد صار الأمر إليه سلام الله عليه فقد وجب عليه مقاتلة هذا الباغي لعدم توصله إلى الخلافة من طريق معتبر لا عند الشيعة ولا عند السنة. ثانياً: عدم وجدان أمير المؤمنين للأعوان ليس معناه أنه (عليه السلام) لم يكن له من يعينه لاسترجاع حقّه، بل إن أعوانه كانوا قلّة وهم أجلاء الصحابة المقربين من رسول الله (صلى الله عليه وآله) كسلمان وأبي ذر والمقداد وعمار بن ياسر وبعض بني هاشم, وكان أغلب الناس قد عقدوا البيعة للثلاثة, فلم يكن من المصلحة مع وجود هذه القلة من الأعوان أن يجاهد أمير المؤمنين (عليه السلام) ظالميه، مع أنه (سلام الله عليه) لو شاء انتزاع حقه بيده من دون حاجة إلى أعوان, كان سيضع فيهم السيف فيستأصلهم أو يقتلونه ومن معه وليس هذا من الحكمة في شيء. هذه الأسباب قد دعته إلى تقبل الظلم على مضض، فكان قلة الأعوان بمنزلة عدم الأعون حيث لم ينتفع بالقلة وإن كانوا على حق. فليس هذا انتقاصاً من أهل البيت (عليهم السلام) كما تزعم. ودمتم في رعاية الله

2